رصدت تسجيلات، باستخدام وسائل الإعلام الإلكترونية، لرسائل منسوبة للأرواح – أصوات الأرواح . عرف الاعتقاد بهذه الخرافة، في الولايات المتحدة، وانتشرت على نطاق واسع بواسطة سارة استاب، رئيسة الرابطة الأمريكية للظواهر الصوتية الالكترونية ، والتي تنشر رسالة إخبارية وتسعى أن تكون أعضاء في أربعين ولاية أمريكية. تروي استاب أنها سمعت في احد الايام أصواتا في التسجيلات التي تستخدم فيها لفائف شرائط جهاز تسجيل زوجها. تعود هذه الأصوات للأرواح وتثبت وجود حياة بعد الموت حسب رأي استاب. وتقول أيضا أنه يمكننا أن نسمع أصواتا من الكائنات الفضائية في بعض الأشرطة. سجلت السيدة استاب 20.000 شبح وآخرين من سكان الكواكب الأخرى. وبما أنهم لا يتكلمون لغة معروفة، فمن المستحيل أن نفهم رسائلهم لسوء الحظ.

يعود الاهتمام بالتسجيلات الماورائية المزعومة على ما يبدو إلى عام 1920. حينها، سأل مراسل من مجلة “أمريكان ساينتفيك” توماس اديسون عما اذا كان يعتقد بامكانية التواصل مع الموتى. أجاب أديسون، الذي لم يكن متديناً، أن لا أحد يعرف ما إذا كانت “شخصيتنا تمر لوجود آخر أو ترحل إلى مجال آخر” بعد الموت، ولكن من الممكن أن نتصور جهازاً حساساً قد يسمح لشخصيات تعيش في عالم آخر أو في مجال آخر عنا، وترغب في الاتصال بنا للتعبير بوضوح أكثر من خلال الطاولات الدوارة، القرع، الويجا، الوسطاء، وجميع وسائل الاتصال البدائية الأخرى التي تبدو وكأنها الوحيدة مستخدمة حاليا.(كلارك 1997؛. ص 235).

لا يوجد أي دليل على أن اديسون قد اخترع مثل هذا الجهاز، ولا أنه قد صمم المخططات، كما توقع دون شك أن الأرواح يمكنها الاتصال بنا عن طريق المسجلات و أجهزة التلفزيون.

على الرغم من أنه من المستحيل إثبات أن كل هذه الظواهر من هذا القبيل تعود لأسباب طبيعية، ويؤكد المشككون أنه ربما بسبب تداخل من مشغلي الراديو سي بي أو الضوضاء البينية. أو أي مسبب للضوضاء.

أمثلة على ملفات صوتية يُزعم أنها من أصوات الأرواح :

ملف 1 

ملف 2

وكما يبدو فإن واقع الأصوات في هذه التسجيلات لا يختلف كثيراً عما يُضفي عليه الناس رؤاهم ويسقطون عليه تصوراتهم لقدرتهم على تقريب وتصور الأنماط وهو ما يُعرف بالاستسقاط كما يتقارب المفهوم مع الباريدوليا.

قسنطنطين رودايف (Konstantin Raudive) من لاتفيا والذي كان أحد تلاميذ كارل يونغ، كان مولعاً بدراسة الباراسايكولوجي ومحاولة إثبات أي ظاهرة ممكنة، وقد تبحر في مجال أصوات الأرواح حتى سجل ما يُقارب الـ 100 الف صوت وأقام بحوثاً واسعة شارك في أحدها 400 شخص. أشار رودايف الى وجود أصوات من مصادر مختلفة بديهية تأتي دائماً مع التسجيل وهي:

  • أصوات الميكروفون: وهي اصوات ستظهر بمجرد ترك الشريط يسجل نتيجة عدم مثالية أداء الميكروفون نفسه.
  • أصوات الراديو: ما يعرف بالضوضاء البيضاء (white noise) وهي الأخرى بديهية دائمة الحدوث.
  • أصوات الدايود: عندما يسجل أحدهم دون أن يكون الكرستال مضبوطاً مع المحطة.

من التفسيرات الاخرى التضمين المتقاطع (Cross-modulation): سماع إذاعة راديو محلية بشكل متقطع جداً يجعلها تبدو وكأن الاصوات ليست قادمة من إذاعة بل هي كلمات متفرقة تظهر لتبدو وكأنها مستقلة.

المصدر:

James E. Alcock, csicop.org – Skeptic inquirer, Electronic Voice Phenomena: Voices of the Dead?, December 21, 2004

Skeptic dictionary، electronic voice phenomenon