مرة أخرى من جامعة بابل في العراق بعد الدكتور جليل الخفاجي الذي يقول أنه يعالج السرطان عبر الشوندر والكلوروفيل، طالبة تقترح علاج السرطان والحساسية وتساقط الشعر عبر القرنابيط. ليس الأمر صعباً فقط عليك أن ترتب بعض الكلمات المبهمة للعامة كالنانو والكم والاشعة وامتصاص الاشعة لتنضم الى نادي هواة ركل مرض السرطان المتواجدين بكثرة في الدول العربية، الى جانب هواة دحض النسبية أو هواة ايجاد نظريات لكل شئ.

لن نخوض بحيثيات الاكتشاف كثيراً فناشرو الخبر صرحوا بأن المشرف على الطالبة رفض المشروع وهي نقطة في صالح جامعة بابل، لكن كيف يمكن أن نتكلم عن جزيئات النانو في القرنابيط؟ هل هو مادة عضوية واحدة مثلاً؟ هل النبات هو معدن حتى نتكلم عن تركيبته بهذا الشكل؟ ولو سلمنا جدلاً بأن للقرنابيط هذه التأثيرات السحرية فعلاً فلماذا نسمع عن المكتشفين والمخترعين من صفحات الفيسبوك قبل أن نسمع عنهم من محافل علمية؟

أيضاً لو سلمنا جدلاً بأن للقرنابيط هذه التأثيرات السحرية، فكيف أمكن لطالبة بكلوريوس أن تثبت جميع هذه الأمور في سنة واحدة وما هي أوراقها البحثية التي صدرت بذلك وأين هي العينات الناجية؟ أم أن الكلام عن علاج السرطان هو أسرع طريقة لجذب الانتباه أمام مجتمعات حمقاء تسارع لرفع أي اشاعة حول “مبدعيها” إستكمالاً لمسيرة أوهام المجد والبطولات الضاربة في التاريخ.

لكن والادهى من ذلك فإن التفكير بهذه الطريقة ليس من ابتكار الفتاة حتى! فالمنشورات التي تتحدث عن دور القرنابيط بمعالجة السرطان ليست جديدة وهي تمتد الى ما قبل 3 سنوات من الآن، إذاً يبدو أن النشاط الجامعي صار له مهمة جديدة الآن، وهي إحياء منشورات ورسائل البريد الالكتروني التي تتكلم عن الخرافات والاشاعات وترقيتها للتداول في الحرم الجامعي ومن ثم لتكتمل مسيرة العلم المحلية فينشر البحث في صفحة فلان وفلان وينال ما يستحقه من رصيد معرفي من الاعجابات والمشاركات.

إذا ما افتقدت لما قرأت عنه في كتب التاريخ عن علماء واكتشافات وعصور ذهبية فحاول أن تلعب بشئ آخر سوى معالجة مرض السرطان أو دحض النسبية، فالعلم يبنى وراء الكواليس ببطئ وتأن ومع الكثير من الاخطاء والتصحيح الى حين الوصول الى النتيجة المرجوة.

لا تستبعدوا أن تجدوا خبراً يتناول صاحبة القرنابيط والتي ستعرض نفسها على أنها مظلومة لأن الدولة رفضت الاستفادة من قدراتها لتستمر حلقة أخرى من جلد الذات. وقد سبق للرئيس المصري أن التقى بمتحمسين كهؤلاء مثل عبد العاطي صاحب جهاز الكفتة الذي يعالج مرض الأيدز، الذي تدور حوله أيضاً متلازمة أخرى تجعلنا نرى أشخاصاً يقومون بشفاء المرض او الكشف عنه ومنهم عبدالمجيد الزنداني.

تحديث: حزيران 2017

أعيد نشر الخبر على لسان الفتاة وتم تغيير جزء منه حيث يذكر على لسان الفتاة: “استطاعت (ضي) بمشروعها الذي يحمل عنوان(تحضير واستخلاص الفضة النانوية من المحلول المائي لزهرة القرنابيط) ان تحقق نتائج مبهرة وجديدة في عالم الاكتشافات العلمية، حيث قامت بمعالجة هذه المستخلص مع عدة عينات منها مستعمرات البكتيريا المصنعة مختبريا وقطعة من القماش وشعرة من فروة الراس وبعد الملاحظة والاستنتاج وجدت ان للمحلول المستخلص مفعول قوي ضد البكتيريا ولا يتلف نسيج القماش بل يعمل على تطهيره من اي ملوث بكتيري واكتشفت ان له القدرة على تحفيز الشعر على الاستطالة والاصطباغ بطريقة طبيعية !
وتقول انها تتكهن بأن للمحلول قدرة على قتل الخلايا السرطانية وبالتالي ربما قد يؤدي ذلك الى اكتشاف علاج نادر وبسيط وسهل التحضير لقتل مرض السرطان الخطير والفتاك.” لا ندري هنا كيف يحق لشخص أن يتكهن بهذه الطريقة لكن وجب أن نضيف هذا التحديث في تغطيتنا لهواية قنص السرطان في بلاد العرب.