إحدى مهام المعلم هي أن يجعل طلابه قادرين على إكتشاف الادعاءات العلمية الزائفة. وهذا صعب للغاية. فواحدة من أكبر العقبات التي يواجهها المدربون هي أن العديد من المعتقدات العلمية الزائفة للطلاب لا تستند على الروايات بل على التجارب ذاتية.

فبالرغم من توضيح الفرق بين العلم الزائف والعلم الحقيقي يمكن أن تجد أحد الطلاب ذات يوم يقول أنه عالج نفسه من بالبرد بالعلاج المثلي (Homeopathy) وهو شكل من أشكال الطب البديل يزعم أن علاج المرض يمكن أن يتم عن طريق عقار يسبب نفس أعراض المرض، أو قد يقول طالبٌ آخر أنه رأى شيئًا ما غير طبيعي.

على سبيل المثال، كثيرًا ما يدّعي الطلاب رؤيتهم شبحًا أو روحًا ودائمًا ما كان هناك تفسير لهذه الظواهر كالباريدوليا وهي ظاهرة نفسية تجعل الإنسان يدرك محفزًا عشوائيا أو غامضًا كصورة أو صوت على أنه أمر واضح أو ذو ميزة، كأن يسمع أحدهم أغنية فيدعي بأن خطابًا أو كلامًا سرّيا مخفياً بين طيّات الأغنية أو أن يتبين أحدهم صوت رنين الهاتف أو صوت أغنيته المفضلة من صوت الماء عند الاستحمام، لكن إن لم يتم طرح هذه التفسيرات بشكل صحيح فإنها لن تقنعهم بتغيير آرائهم.

تؤكد بعض التقارير أنه كلما زادت درجة ذكاء المرء زادت قدرته على الدفاع عن أفكاره وقلت قدرته على الاقتناع بأفكار الآخرين. على سبيل المثال، كان المؤسس المشارك لشركة أبل «ستيف جوبز»، مدافعا قويا عن الطب البديل. فلهذا، إذا لم يتم التعامل مع مناقشات العلوم الزائفة بشكل صحيح في الفصول الدراسية، فسيكون للمناقشة تأثيرًا سلبيًا.

لكي تكون المناقشة أكثر فعالية ولتجنب التأثير السلبي هذا وجدت فكرة مناسبة، وهي تحدي الطلاب للبحث عن أمثلة للعلم الزائف في البيئة المحيطة بهم والحديث عنها والتصويت لأفضل مثال. وهذه الفكرة كانت فعالة لعدة أسباب، أولها هو دهشة الطلاب لكثرة الأمثلة المنتشرة وسرعة إيجادها مثل بعض الكتب في مكتبة المدرسة، ملصقات لنصائح عن طرق المذاكرة الفعالة وتنشيط العقل، مكاتب طبية محيطة بالمدرسة تقدم علاجًا بالطاقة و أقراص للعلاج المثلي في الصيدليات المحيطة.

ولمساعدة الطلاب في بحثهم اتفقنا على عدة مميزات لنظريات العلم الزائف وهي:

أ .إدعاءات خارقة دون دليل خارق.

ب . الإعتماد في الاستدلال علي الحكايات والتجارب الشخصية.

ج .غياب مراجعة الأقران.

وقد ساعد هذا الطلاب على تذكر صفات العلوم الزائفة بشكل عام بدلًا من معرفة أمثلة معينة لها. ومن ثم كان بإمكانهم تمييزها واكتشافها.

لتجربة هذا النشاط مع الطلاب أنصح بـ:

أ .تحديد مميزات متفق عليها لتمييز نظريات وأمثلة العلم الزائف.

ب .تقسيم الطلاب لمجموعات صغيرة.

ج .تحديد نصف ساعة للمجموعات للعثور على مثال.

د .ثم تحديد 5 دقائق للحديث عنه ولما يمكن أن ينتمي للعلوم الزائفة.

هـ .إجراء تصويت على أفضل عرض مع تقديم جائزة للفريق الفائز.

السيرة الذاتية للكاتب:

أستاذ مشارك في علم النفس في جامعة «ماسيوان». تركز أبحاثه على تفنيد العلم الزائف، مع التركيز على استراتيجيات لتعزيز وتعليم الشكوكية العلمية.

ترجمة: سارة سمير

المصدر:

Rodney Schmaltz,” The Pseudoscience Super-Challenge: Helping students spot pseudoscientific claims”, Noba Blog, May 10, 2017