زكريا ستشن Zacharia Sitchin) 1920 – 2010) كاتب أميركي من مواليد الإتحاد السوفيتي ولد في باكو عاصمة الجمهورية الأذرية، درس في كلية لندن للاقتصاد في جامعة لندن، لا صلة له بعلوم التاريخ والآثار واللغات السومرية والسامية القديمة. كان مناصراً لفرضية الإتصال القديم (باليوكونتانت)، واختار الرواية التوراتية ليؤكد فرضيته الوهمية ( وليؤكد صدق ما جاءت به التوراة ؟! ) حول هبوط الأنوناكي من كوكب لا وجود له اسمه نيبيرو على أرض سومر، وقام من أجل ذلك بترجمة نصوص سومرية وأكدية اللغة عن الإنجليزية مع تفسيرها بطريقته غير العلمية وتحريف معانيها، كذلك استند منهجه المزيف على جعل المكتشفات العلمية المعاصرة موجودة في أزمان الأنوناكي السحيقة جداً مثل ثقب الأوزون وسدّه عن طريق غبار الذهب (وهي معالجة افترضها هو) والهندسة الوراثية والمركبات الفضائية وغيرها.. ويرى أن هؤلاء الأنوناكي هبطوا في بلاد سومر وبنوا منازلهم وهي معابد السومريين وتزاوجوا مع البشر في أرض الرافدين وأنتجوا السومريين المتفوقين عرقياً، وهم الذين بنوا الأهرامات التي صارت قاعدة لهبوطهم على الأرض. كلّ هذا ليتوافق مع كائنات ال (نفليم) التوراتية ويطابقها مع نسل الأنوناكي المفترض والذي نتج عن تزاوج هذه الكائنات مع البشر.

حقيقة مزاعم زكريا ستشن حول أصل السومريين

قام زكريا ستشن (Zecharia Sitchin) بتوليف نظرية تدعو الى السخرية حقاً تقضي بأن السومريين ماهم إلا نتاج تصنيعٍ جيني حدث قبل عشرات الآلاف من السنين بين الآلهة القادمين من كوكب بعيد جداً عن الأرض هو الكوكب الثاني عشر الذي يدور حول الشمس واسمه نيبيرو (وهو فرض خيالي صنعه ستشن لاصحة له علمياً )، حيث يرى في روايته الخيالية عبر كتاب اسماه مجازياً (كتاب إنكي المفقود) أنه منذ حوالي 445 ألف سنة مضت، هبط رجال فضاء هم (آلهة الأنوناكي السبعة في الأساطير السومرية ) من كوكب نيبيرو إلى الأرض بحثا عن الذهب لكي يسدّوا بغباره ثقباً في فضائهم المخترق والذي بدأ يسبب لهم الموت وقلة الخصوبة . هبطوا على بحار الأرض ، ونزلوا الشواطئ وأسسوا مدينة اريدو (Eridu) التي يرى أن معناها “بيت الغربة”. ثم توسعت المستوطنة الأولى وصارت مركزاً لمراقبة البعثة والفضاء ، ومركزاً لعمليات البحث عن المعادن. وبسبب قلة العاملين هناك فقد لجأ رجال الفضاء للهندسة الوراثية لتصميم عمال بدائيين من الإنسان البدائي الذي كان يسكن جنوب مابين النهرين وهو جنس الإنسان المعروف آنذاك في العالم كله ، وكونوا ، بعد أن خلطوا جيناتهم بجينات ذلك الإنسان البدائي مايعرف بالإنسان العاقل، ثم جاء الطوفان المدمر الذي اجتاح الأرض على إثر خلافات وحروب بين الأنوناكي؛ وأصبح رجال الفضاء آلهة ، ومنحوا الإنسان نواميس حضارة. وبعدها، بحوالي أربعة آلاف سنة مضت ، تم القضاء على جميع ما تم إنجازه في كارثة نووية نشبت بين هؤلاء الأنوناكي.

ونستدل من هذا أن السومريين أبناء جنس متفوق قادم من الفضاء ، ولايمكننا هنا عرض تفاصيل نظريته البائسة هذه والتي فبركها من لصق وتأويل خاص به لما يقرب من 800 نص رافديني مسماري لكي تتطابق مع أحداث التوراة حول الخليقة ، علماً بأن زكريا ستشن يهودي تركي وغير مختص، أكاديمياً، بالسومريات أو بوادي الرافدين.

ونرى أن وجهة نظر زكريا ستشن تستخف بعقولنا وترمي بعرض الحائط تلك الجهود العلمية الجبارة التي قام بها الآثاريون ومتخصصو اللغات القديمة طيلة أكثر من قرن ونصف، وقد سخر من أفكاره كل هؤلاء العلماء الكبار واعتبروها محض رواية متخيلة .

المرجع : الحضارة السومرية ص 39 -40 ، الدكتور خزعل الماجدي ، منشورات دار نون للنشر والتوزيع ، رأس الخيمة، 2016