روبرت تيد كارول (skepdic.com) (ترجمة: هشام الصباحي) يقول دين رادين، مؤلّف كتاب الكون الواعي: الحقيقة العلمية وراء الظواهر النفسانية، أن “الباحثين في مجال الباراسايكولوجي قد قاموا بحل ما يوازي مئة عامٍ من الشكوك غير المؤكّدة عن طريق آلاف الدراسات المختبرية المتكرّرة” والمتعلّقة بواقعيّة الظواهر النفسانيّة، كالإدراك الفائق للحواس Extrasensory Perception ESP والتحريك العقلي [1]. وبالطبع فإنَّ رادين يعتبر التحليل التجميعي أكثر الطرق قبولاً على نطاقٍ واسع لقياس التكرار في العلوم.

على أيّة حال، فإنَّ أغلب الأميركيين البالغين – حوالي 75% منهم حسب استطلاعٍ للرأي أجراه موقع غالوب (Gallup) سنة 2005 – يصدّقون على الأقل بظاهرةٍ واحدةٍ من الظواهر الخارقة للطبيعة. في حين يصدّق واحدٌ وأربعون بالمئة منهم بالإدراك الفائق للحواس. وخمسةُ وخمسون بالمئة يؤمنون بقدرة العقل على شفاء الجسد. لا يحتاج المرء إلى أن يكون نفسانيّاً لكي يعرف بأنَّ أغلبيّة المؤمنين بالباراسايكولوجي قد توصّلوا لإيمانهم هذا من خلال الحكايات، دون أن يستعينوا مثلاً بما أورده (رادين) في كتابه.

لا يدّعي (رادين) بأنّ الدليل العلمي سيجلب المزيد من المؤمنين. بل يدرك بأنّ نوع الدليل الذي أورده الباحثون الباراسايكولوجيون لم يتسبّب بإقناع العلماء بوجود أيّ شيءٍ ذو قيمة في الباراسايكولوجي. حيث يعتقد رادين بوجود “استياءٍ عامٍ تجاه الباراسايكولوجي” وذلك بسبب “الضوابط العلميّة ضيّقة الأفق، حيث أن الغالبيّة العظمى من تجارب الباراسايكولوجي غير معروفة بالنسبة لأغلب العلماء”. وهو أيضاً يرفض النقّاد، كالمتشكّكين مثلاً، الذين يقومون بإيصال ما يسميه “مراجعاتٍ سطحيّة”. حيث يقول بأنَّ أيَّ شخصٍ مُلمٍّ بالبُنية الكاملة للبحث سيعترف بأنّه صحيح وسيرى بأنّ هنالك “توابعاً نظريّةً عظيمة” للبحث الباراسايكولوجي. وبغض النظر عن هذا كلّه، قامت لجنة نوبل في عام 2005 مجدّداً بالتغاضي التام عن “علماء” الباراسايكولوجي عند تسليم الجوائز لهؤلاء الذين قاموا بإسهاماتٍ فعّالة في معرفتنا العلميّة.

على كل حال، فإنّ الدليل الذي يقدّمه (رادين) أكثر بقليلٍ من مجرّد كونه مزيجاً من إحصائيات الغموض [2]. حيث لجأ باحثو الباراسايكولوجي إلى إجراء تحليلاتٍ إحصائيّة معقّدةٍ للبيانات نظراً لعدم قدرتهم على إيجاد شخصٍ واحدٍ بإمكانه على الأقل تخمين كلمةٍ من ثلاثة حروفٍ بشكلٍ صحيح، أو تحريك القلم لمسافة بوصةٍ واحدة من دون استخدام الحيلة. وفي الدراسات المصمّمة جيّداً، يفترضون بأنّه كلّما توفّرت لديهم بياناتٍ غير خاضعةٍ للصدفة، من خلال صيغةٍ إحصائيّةٍ ما، فإنهم يلصقون نتائج تلك الدراسات لصالح الباراسايكولوجي. إن الدراسة المصمّمة جيّداً هي تلك التي تسيطر بحذر على أشياء كالغش، والتسرّب الحسّي (النقل غير المقصود للمعلومات من خلال وسائل لا نفسيّة)، والعشوائيّة غير الكافية، وعوامل أخرى قد تؤدّي إلى تشوّه في الدراسة (كشيءٍ يبدو بأنّه بسبب الباراسايكولوجي في حين أنه في الواقع بسبب شيءٍ آخر).

إن نتيجة هذه البيانات الهائلة التي يستشهد بها (رادين) هي وجود دليلٍ إحصائيٍّ (أيّاً كان استحقاقه) يشير (مهما كان مؤقّتاً) إلى وجود بعض التأثيرات الباراسايكولوجية الضعيفة جداً (الضعيفة لدرجة أنّه لا يوجد شخصٌ واحدٌ على الأقل ممّن ساهموا في إحدى الدراسات الناجحة لديه أدنى قدرٍ من المعرفة في التعامل مع القوى النفسانيّة المزعومة تلك). ورغم ذلك، يظن (رادين) أن من الصحيح التأمّل بشأن التوابع الهائلة للباراسايكولوجي بالنسبة لعلم الأحياء، والنفس، والاجتماع، والفلسفة، والدين، والطب، والتقنيّة، والحروب، وعمل الشرطة، والأعمال، والسياسة. ولا مانع من أن لا يملك أي أحدٍ أدنى فكرة عن كيفيّة عمل الباراسايكولوجي. إليك إحدى التفاصيل الصغيرة لشخص يمكنه الكتابة وتعابير وجهه تخفي ما يشعر به في الواقع:

“الكثير من الإستقلالية، لمحاتٌ بسيطةٌ عن المستقبل قد تسحق المستقبل ببراءةٍ يوماً ما. ليس واضحاً ما تعنيه عبارة ‘تسحق المستقبل’، لكنّها لا تبشّر بخير.”

لا، من المؤكّد أنها لا تبشّر بخير. ولكن، كما قال أحدهم يوماً، “سيكون المستقبل افضل في الغد”.

بالنسبة لـ (رادين)، فإننا من الممكن أن نتطلّع نحو مستقبلٍ يحتوي على “فاتحين نفسيّين لأبواب المرآبات” بالإضافة إلى القابلية على “دفع الذرات في الأرجاء” باستخدام عقولنا. (رادين) ليس أدنى ما يتغاضى عنه النقد، حيث أن كل العلوم الأخرى نأت بنا عن الخرافات والتفكير السحري، في حين أن الباراسايكولوجي تحاول توجيهنا نحو تلك الأساليب المتأخرة عن التطور العلمي. يذكر (رادين) أن “المفهوم القائل بأنَّ العقل له الأولوية على المادّة، هو مفهومٌ متجذّرٌ بعمق في الفلسفة الشرقيّة والمعتقدات القديمة حول السحر”. ومهما يكن، فبدلاً من أن يقول بأنَّ الوقت قد حان للتقدّم، فهو يرفض “العلوم الغربيّة” لكونها ترفض مثل تلك المعتقدات باعتبارها “محض خرافات”. حيث يقول أنَّ “التفكير السحري يقع بالقرب من أسفل قشرة العقل الحديث المتطوّر”. حتّى أنّه يدّعي بأنَّ “القضايا الجوهريّة [للإدراك] لا تزال ليومنا هذا بنفس الغموض الذي كانت عليه منذ خمسة آلاف سنةٍ مضت”. ربّما لم نصل بعد للنظريّة النهائيّة للعقل، لكن الكثير من الغموض قد تبخّر مع التقدّم الحاصل في علوم الأعصاب على مدى القرن الماضي. ورغم هذا كلّه، فلا يوجد في معرفتنا المتقدّمة حول العقل أي شيءٍ يعود الفضل فيه لإسهامات الباراسايكولوجيّين.

لم يدرك (رادين) حقيقة أن يكون مفهوم العقل وهماً من دون أن يكون “وهماً بلا معنى”. يبدو أنّه قد قرأ لـ(ديفيد تشالمرز) [3]، ولكنّي أقترح له ولأتباعه أن يقرؤوا لـ(دانيال دينيت) [4]. واقترح عليهم البدء بكتاب (الأحلام الحلوة). إن الإدراك ليس “لغزاً كاملاً” كما يدّعي (رادين). حيث أنّ أفضل ما يمكن أن يخرج به (رادين) كدليلٍ على أن بحوث الباراسايكولوجي لديها ما تقدّمه لدراسات الإدراك، هو الإدّعاء بأنَّ “المعلومات يمكن الحصول عليها بطرقٍ تتجاوز النظام الحسّي الإعتيادي تماماً”. وحينما نتجاهل حقيقة أن هذا الإدّعاء يفتقر الى السؤال عنه. فإنَّ ما اكتشفه علم الأعصاب مثيرٌ ومعقّدٌ للغاية لدرجة أنّه قد وضّح بأنَّ “النظام الحسي الإعتيادي” هو اعتياديٌّ بالفعل.

يريدنا (رادين) أن نصدّق بأنَّ التفكير السحري أساسيٌّ لصحّتنا النفسيّة. ولو كان محقّاً بذلك، فسيكون بمقدورنا يوماً ما أن نحلَّ كل المشاكل الإجتماعيّة من خلال “الشفاء الذهني للأشياء”. وسيكون هنالك معانٍ جديدةٌ للإدعاءات الدينيّة حينما يفهم البشر القوى النفسيّة المسبّبة للمعجزات والتحدّث للموتى. وطبقاً لـ(رادين)، فحينما يقوم وسيطٌ روحيٌّ في يومنا هذا بالتحدّث لروحٍ ما فإنَّ “من المرجّح أنه على تواصلٍ مع شخصٍ لا يزال على قيد الحياة ولكن في الماضي. ومن منظور شخصيّةٍ راحلةٍ ما، فقد تجد نفسها على تواصلٍ مع أحدٍ من المستقبل، رغم أنّه من غير الواضح أنها على علمٍ بذلك”. نعم، لا أظنُّ أن ذلك واضحٌ بأيّ حالٍ من الأحوال.

وفي الطب، يتوقع (رادين) شفاءاً عقليّاً عن بعد (حيث يجادل بأنّه قد تم تأكيده علميّاً) يمتد لشيءٍ “من الممكن تسميته بـ التقنيّة الشامانيّة[5]“. حيث يصف هذا التطوّر الجديد بكونه “مزيجٌ غريب ولكنّه مروّضٌ بشكلٍ صارم من المبادئ السحريّة القديمة والتقنيّات المستقبليّة”. ويتوقّع بأنّ الباراسايكولوجي سينضم لمجالات تصوير الرنين المغناطيسي وفحوصات الدم كشيءٍ ثابتٍ وشائعٍ في عالم الطب. “وهذا من الممكن أن يُترجَم لتوفيراتٍ ضخمةٍ ونوعيّة حياةٍ محسّنة لملايين البشر” لكون “مليارات الدولارات التي لا تعدُّ ولا تُحصى من التكاليف الطبّيّة سيتم توفيرها”.

وبالطبع بعد ذلك كلّه، ستحدث تلك التطوّرات المفيدة جدّاً والتي تتضمّن القدرة على التخاطر “باستدعاء صديقٍ متواجدٍ في سفينةٍ فضائيّة بعيدة، أو شخصٍ ما متواجدٌ في غوّاصةٍ مغمورةٍ بعمق”. ومن جانبٍ آخر، فإنَّ استخدام القوى النفسانيّة من قبل الجيش ومحقّقي الشرطة سيعتمد، كما يقول (رادين)، على “طابع العصر”. فلو أنَّ الشائع على التلفاز مؤشّرٌ لطابع العصر، فأتوقّع أن يكون هنالك توظيفٌ كاملٌ للمحقّقين النفسانيّين والمشاهدين بعيدي المدى في المستقبل.

يتطلّع (رادين) لليوم الذي تسمح فيه تقنيّات الباراسايكولوجي “بالتحكّم بالأطراف الإصطناعيّة عن طريق التفكير بالنسبة للمرضى المصابين بالشلل النصفي” بالإضافة إلى “تقنيّات مزج العقول والتي ستوفّر للبشريّة مدىً واسعاً للذواكر المحسّنة بالكمبيوتر، والقابليات الحسابيّة السريعة بسرعة البرق، والتنبّؤات ذات الحساسية الفائقة”. حتّى أنّه يقترح تعيين المشاهد بعيد المدى (جو ماكمونيجل [6]) ليكشف لنا عن الأجهزة التقنيّة المستقبليّة التي “يستشعرها في جلسات الرؤية عن بعد”.

يأخذ (رادين) بنظر الإعتبار بعض الفوائد الأخرى المترتّبة عن ازدياد قدراتنا على استخدام قوى الباراسايكولوجي: “لتوجيه الحفريّات الأثريّة وحملات البحث عن الكنوز، وتحسين أرباح القِمار، وتقديم نظرة ثاقبة على الأحداث التاريخيّة”. ومع ذلك، فهو لا يأخذ بنظر الإعتبار بعضاً من المشاكل والفوائد الواضحة التي من الممكن أن تحدث إن أصبحت القدرات النفسانيّة شائعة الإستخدام. تخيّل الصعوبات التي قد تواجه معلّم ثانويّةٍ مبتدئاً في غرفةٍ مليئةٍ بالمراهقين المتدرّبين في باكستان. سيصرف المعلّمون وأولياء الأمور الجزء الأكبر من طاقتهم النفسانيّة في السيطرة على الهورمونات التي تهمّهم. من الممكن أن تدمر صناعات الملابس النسائية والتجميل لكون العديد من النساء الجذابات قد يندفعنَ نحو محاولة جعل انفسهنَّ يبدونَ قبيحاتٍ لتجنّب الإزالة المستمرّة لملابسهنَّ من قبل المنحرفين النفسيّين وعشّاق المقالب.

أشار (بين رادفورد [7]) إلى إمكانيّة حدوث “انتهاكات جسيمة ولا أخلاقيّة للخصوصيّة “، لأن من الممكن أن يختلس الناس النظر إلى عقول بعضهم البعض. ومن ناحيةٍ أخرى، من الممكن أن تختفي الخيانة وكافّة أشكال الخداع، حيث لا يمكن لأيّ شخصٍ أن يخدع شخصاً آخر بخصوص أيّ شيء إن كنّا نفسيّون جميعنا. ومن الممكن أن يصبح السحر بلا معنى وأن “تصبح المهن التي تتضمّن الخداع عديمة النفع”. ولن يكون هنالك أي حاجةٍ للأعمال السريّة والجواسيس. ومن الممكن أن يتم التعرّف على المتحرّشين بالأطفال في الحال. ولن يستطيع أيَّ عميلٍ مزدوج أن يهرب من العقاب. ولن يكون هنالك المزيد من مسابقات اليانصيب، لأنَّ من الممكن أن يتنبّأ كل شخصٍ بالأرقام الرابحة. ولن تكون هنالك حاجة للمحاكمات بالنسبة للمتّهمين وسيكون جهاز كشف الكذب شيئاً من الماضي.

الأعاصير، وموجات تسونامي، والزلازل، والفيضانات والعلامات الأخرى الدالّة على التصميم الذكي، هذه كلّها ستصبح جزءاً من الماضي لأنَّ ملياراتٍ من البشر سيتّحدون لتركيز أفكارهم على التنبّؤ بقوى الطبيعة والسيطر عليها. ولن نكون بحاجةٍ لبناء أنظمةٍ معقّدةٍ لطرد الكويكبات والمذنّبات التائهة والمتّجهة نحو كوكبنا، لأنَّ ملياراتٍ منّا سيتّحدون لردّ هذه المجسّمات في طريقها لتذهب إلى النسيان. من غير المرجّح أن تتغيّر الطبيعة البشريّة حالما نصبح أقوى من الناحية النفسانيّة، ولذا فإنَّ الحروب ستستمر، لكنّها ستتغيّر بشكلٍ كبير. فلن تكون هنالك حاجةٌ للأسلحة لأنّنا سنكون قادرين على إعادة تنظيم ذرات الأعداء وتحويلهم إلى عُصارة، سيحدث كلّ ذلك من داخل غرف المعيشة الخاصّة بنا، وبكل يسر. (ومن يدري؟ قد يتطلّب الأمر برمّته بضعة ناسٍ ذوي قدراتٍ باراسايكولوجيّةٍ خارقة ليعثروا على أسامة بن لادن وتحويله إلى عجينة من اللحم المُشع). ستصبح الأمراض والشيخوخة جزءاً من الماضي لأنّنا سنتعلّم استخدام أفكارنا لقتل الخلايا السرطانيّة والتحكّم بحمضنا النووي.

وسيصبح السفر إلى الفضاء شيئاً عديم الأهمّية، وستندثر الرافعات الثقيلة، لأنّنا سنكون قادرين على استخدام النقل الفضائي لنقل أيِّ شيءٍ لأيّ مكانٍ وفي أي وقت، وذلك من خلال الوعي العالمي [8]. سنتمكّن من نقل كل فوائد الوعي الأرضي الى كلّ كوكبٍ في الكون. وهنالك العديد من التأثيرات المحتملة الأخرى للقدرات النفسيّة العالميّة التي تغاضى (رادين) عنها، ولكن هذا أمرٌ مفهوم نظراً لعبء عمله كباحثٍ أقدم في معهد العلوم الذهنيّة ( The Institute of Noetic Sciences IONS) بالإضافة لكونه مدوّناً.

يشير (رادين) إلى مشكلةٍ واحدةٍ إذا ما أصبحت قدرات الباراسايكولوجي شائعة، وهي أنّنا سننغمس في المستقبل وقد “نسحقه”، أياً كان ما يعنيه ذلك. سيكون الجانب المشرق من سحق المستقبل هو إدراك “الحريّة الحقيقيّة” لأنّنا لن نكون محكومين بمصيرنا المقدّر لنا. وجميعنا سنمتلك القدرة على “خلق المستقبل كما نتمنّى، عِوضاً عن اتّباعنا الأعمى للمسار المحدّد لنا مسبقاً من خلال جهلنا”. وهذا من شأنه أن يجعل أشد الأشخاص إثارةً للسخرية من المتعصّبين الإسلاميّين والمسيحيّين المروّجين للدينونة يهدؤون من روعهم. من الممكن أن تكون هذه الأمور الباراسايكولوجيّة خطيرةً على أوهام الفرد حتّى لو كانت تثير لديه الضحك وتحفّز خياله على الإرتقاء لمستوى قوّة الآلهة والشياطين.

يتنبّأ (رادين) بأنّه في يومٍ ما “سيتم تدريس بحوث الباراسايكولوجي في الجامعات بنفس طريقة التدريس الأساسيّة للإقتصاد والأحياء في يومنا هذا”. وربّما سيتم تدريس بحوث الباراسايكولوجي في نفس الصف جنباً إلى جنب مع التصميم الذكي، رغم أن هذا لا يبدو محتملاً لكون الباراسايكولوجي تحاول أن تختزل كل الظواهر الخارقة وفوق الطبيعية في الفيزياء. وربّما يتم تدريس المادّتين في نفس المنهاج، وتحت مسمّى: الأشياء التي تشرح كلّ شيء ولكن لا تُنير شيئاً.

 

** ملاحظة: هنالك بضعة فقرات تغاضى المترجم عن ترجمتها لكونها مجرّد مراجعات مختصرة لبعض من مؤلّفات (دين رادين). يمكن الإطلاع عليها من خلال المصادر.

 

الهوامش:

[1] التحريك النفساني Psychokinesis (PK): هو عملية استخدام العقل لا غير، من دون اي تدخّل فيزيائي، للتلاعب في الأجسام الفيزيائية. وحينما يتضمّن التلاعب تحريكاً للجسم من خلال المجهود العقلي، فإنّه يدعى بـ التحريك الذهني أو العقلي Telekinesis.

[2] إحصائيات الغموض Occult Statistics: هي تلك الإحصائيات التي تخدم التنظير للغموض، غالباً بنفس الأسلوب الذي استُخدمت به الفلسفة في اللاهوت خلال القرون الوسطى، أي بمعنى إيجاد مبرّرات للإيمان بالمخلوقات الخارقة للطبيعة والقوى الغامضة.

[3] ديفيد تشالمرز David Chalmers: فيلسوف استرالي وعالِم إدراك متخصّص في مجالات فلسفة العقل وفلسفة اللغة. يعمل أستاذاً للفلسفة ومديراً لمركز الإدراك في جامعة استراليا الوطنيّة.

[4] دانيال دينيت Danial Dennett: فيلسوف وكاتب وعالم إدراك أميركي تركّز بحوثه على فلسفة العقل وفلسفة العلوم وفلسفة الأحياء، خصوصاً وأن هذه المجالات تتعلّق بعلم الأحياء التطوّري وعلم الإدراك.

[5] التقنية الشامانيّة Techno-Shamanism: حركة ثقافيّة تجمع بين التقنيّة والموسيقى الإلكترونيّة الراقصة، وعناصر أخرى روحيّة ودينيّة.

[6] جو ماكمونيجل Joe McMoneagle: ضابط صف ورئيس مفوّضين متقاعد في الجيش الأميركي. عُرف بادّعاءاته المتعلّقة بأبحاث الرؤية عن بُعد واستخدام القدرات غير الطبيعية في جمع المعلومات الاستخباراتيّة العسكريّة. تتضمّن اهتماماته أيضاً تجارب الاقتراب من الموت، والإنتقال خارج الجسد (الإسقاط النجمي) والأطباق الطائرة.

[7] بين رادفورد Ben Radford: كاتب وباحث ومشكّك أميركي. ألّف وساهم بتأليف أكثر من عشرين كتاباً، وكتب أكثر من ألف مقالٍ وعمود في مختلف مجالات المواضيع، ومن ضمنها الأساطير الشعبيّة، والألغاز غير المفسّرة، والخوارق، والتفكير النقدي، والهيستيريا الجماعيّة، والثقافة الإعلاميّة.

[8] الوعي العالمي Global Consciousness Project: تجربة باراسايكولوجيّة بدأت عام 1998 كمحاولة لاستشعار التفاعلات الممكنة “للوعي العالمي” من خلال أنظمة فيزيائيّة. حيث يراقب هذا المشروع شبكةً من أجهزة توليد الأرقام العشوائية، موزعة جغرافيّاً، في محاولةٍ منه لتحديد النتائج الغريبة المرتبطة باستجابات شعوريّة واسعة النطاق لمجاميع من الأحداث العالميّة، أو فتراتٍ زمنيّة من الإنتباه المركّز من قبل أعدادٍ كبيرةٍ من البشر.

المصدر:

Robert Todd Carroll, “What if Dean Radin is right?”, skepdic.com