تعد البدانة عامل خطورة للعديد من الأمراض كالسكري من النمط الثاني والضغط وأمراض القلب وغيرها، كما أنّها واحدة من أكبر مشكلات الصحة العالمية وذلك بسبب انتشارها الواسع الذي وصل إلى مرحلة الوباء في العديد من البلدان ومنها أمريكا حيث ازدادت نسبة من يعاني من البدانة حوالي الضعفين والنصف من عام 1960 وحتى عام 2008 حيث كانت النسبة 13% ونمت لتصبح 34% مما يطرحها كمشكلة صحية هامة يجب الاهتمام بها وتجنبها.

وكالعادة حيثما توجد المشكلة يتسارع الانتهازيون لتقديم الحلول التي تنفعهم فتراهم يبتدعون الوصفات والأجهزة فتارة تسمعهم يبتدعون المشروبات السحرية الخافضة للوزن وأحيانا تسمعهم يروجون للأجهزة الخافضة للوزن كحزام الساونا الذي سنتناوله في هذا المقال.

يُرَوج لحزام الساونا على أنّه يصدر حرارة تؤدي لإذابة الشحوم حيث يوضع، وقد يروج له أيضاً على أنّه جهاز يقوم بإصدار الموجات الكهربائية التي تؤدي لتقلص العضلات وبالتالي توليد الحرارة التي ستذيب الشحوم. فما صحة هذا الادعاء؟

باختصار إنّه ادعاء كاذب وهنالك العديد من الأبحاث التي تثبت كذبه وعدم جدواه، حيث قام العلماء باختبار هذه الأجهزة على عدد من المتطوعين الصحيين والذين يعانون من البدانة ولم يخسروا شيئاً من وزنهم على الرغم من استخدامهم للجهاز 3 مرات يومياً وعلى مدار أسبوع.

وكذلك أظهرت العديد من الدراسات التي تناولت هذا الموضوع بشكل غير مباشر أنّ الشحم الموجود تحت الجلد لدى البدينين يعيق انتشار الحرارة حيث تم في إحدى التجارب تطبيق حرارة موضعية على منطقة الفخذ لعدة متطوعين تراوحت سماكة الشحم عندهم في هذه المنطقة 0.51-0.86 Cm   وتم تجريب عدة طرق يتم الترويج لها فوجدوا أنّ حرارة الجلد تزداد بشكل ملحوظ لدى الأشخاص ذوي السماكة الأعلى من الشحم وذلك نتيجة لكون الشحم يعيق وصول الحرارة للنسج التي تقع تحته. وخلصت دراسة أخرى أجريت لتحديد انبعاث الحرارة المولدة من قبل أجهزة خارجية ووصولها للعضلات والأنسجة العميقة، أنّ زيادة كمية الشحم تؤدي إلى إعاقة انتشار الحرارة للعضلات والطبقات الأعمق فبالتالي لن يتم الحصول على التأثيرات المرجوة.

إذا هل كل هذه الأحزمة غير فعالة؟

للوقت الحالي نعم، فكل الأحزمة الموجودة تجارياً تعتمد طريقة التسخين السابقة، يستثنى من ذلك الأجهزة التي يمتلكها أطباء الجلدية والتي تقوم بتسليط أمواج ذات تردد راديوي تصل إلى الأنسجة العميقة وتخرب الخلايا الشحمية بشكل فعال مؤدية إلى طرحها من الجسم، لكن هذه الأمواج لم تنل موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من أجل هذا الاستخدام، مما يجعل استخدامها مقتصراً على أطباء الجلدية الذين يستخدمونها لإزالة كميات قليلة من الشحم الذي لا يزول بالتمرين والحمية.

كما أنّ الجدير بالذكر أنّ هذه الأحزمة الراديوية لا ينصح بها البتة في حال كان المرجو خسارة كمية كبيرة من الشحوم. بل يجب اتباع الطرق الأكثر تقليدية كالحمية منخفضة الحريرات والتمارين الرياضية المناسبة.

يزن الحريري

المصادر

  • Petrofsky, J. S., & Laymon, M. (n.d.). Heat transfer to deep tissue: the effect of body fat and heating modality. Retrieved November 5, 2017, from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/19440919
  • Petrofsky, J., Bains, G., Prowse, M., Gunda, S., Berk, L., Raju, C., . . . Madani, P. (n.d.). Dry heat, moist heat and body fat: are heating modalities really effective in people who are overweight? Retrieved November 5, 2017, from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/19499453
  • RD, J. R. (2017, July 18). The Effect of Heat on Belly Fat. Retrieved November 5, 2017, from https://www.livestrong.com/article/552773-the-effect-of-heat-on-belly-fat/