• الطاقة المُظلمة (Dark energy)

بالرغم من أن الجاذبية تَشُد الأجسام لبعضها البعض وتُسبب إنحناء فى نسيج الزمكان إلا أن الكون يظل طبقا للمُشاهدات الكونية فى توّسُع مُتزايد ولهذا السبب افترض العُلماء وجود طاقة خفية تُسبب هذا التوسع وأسموها الطاقة المُظلمة أو الداكنة. وأكثر النماذج قبولاً لتفسير الطاقة الداكنة بالنسبة للعلماء أنها تُعتَبر ثابت كوني، وهى خاصية مُتأصلة فى الفضاء نفسه حيث تملك الطاقة الداكنة في هذا النموذج ضغطاً بقيمة سالبة، مما يُسبب التضخم الكوني المُتسارع، إذ أن هذا التوسع يخلق فضاءاً جديداً ومعه أيضاً طاقة مُظلمة أكثر وهكذا. العلماء يعرفون الآن أن أكثر من 70 % من محتوى الكون كله هو طاقة مُظلمة بالفعل. ولكن لا أحد يعلم حتى أين تُوجد أو كيف يُمكن رصدها وما زالت المحاولات من الباحثين حول العالم فى هذا المجال لمحاولة رصدها قائمة حتى الآن (What is Dark Energy? – Space.com, May 1, 2013).

الطاقة المُظلمة

 

  • المادة المُظلمة (Dark matter)

 

حوالى 84 % من المادة فى الكون هي مادة لا تمتص ولا تُشع الضوء، وتُسمَّى المادة المظلمة، وحتى الآن لم يتمكن أحدٌ من رصدها بشكل مباشر أو غير مباشر حتى.

ولكن كيف استدل العلماء على وجودها أصلاً؟

حتى الآن يُعتَبر وجودها مُلاحظاً من تأثيرها الجذبي (Gravitational) (بما أنها تملك كتلة فهي تؤثر أيضاً على نسيج الزمكان) على المادة المرئية، ولكن ما زال البحث مستمراً من الباحثين لمحاولة رصدها ودراسة خصائصها.

[المادة المظلمة أخذت وقتها لتلتف حول المجرات الأولى – العلوم الحقيقية، Mar 20, 2017]

 

 

  • لماذا الزمن له اتجاه واحد فقط؟

 

يتحرك الزمن للأمام فقط، بسبب خاصية فى الكون تُسمى العشوائية (Entropy)، وهى تعني بمفهوم مبسط أن أي نظام يميل للعشوائية دائماً، ولكن الأهم هُنا أنها دائماً فى زيادة مُستمرة فى الكون ولا يمكن أبداً أن تتناقص، وفي الحقيقة زيادة العشوائية هي شئ منطقي جداً، حيث أنه توجد طرق عشوائية للتوزيع يمكن أن تتخذها الجُسيمات في نظام معين أكثر من الطرق المُنظمة لتلك الجسيمات. مثال توضيحي (إذا كنت تملك خمسة قطع من النرد، فهناك طريقة واحدة فقط حتى تجعلهم جميعاً على نفس الرقم وليكن مثلا الرقم 2 وهي أن كل نرد سيكون له الرقم 2 وهذه طريقة واحدة لكن كم طريقة اُخرى يمكن أن يتخذها النرد غير هذه الطريقة المُنظمة؟، في الحقيقة هناك طرق كثيرة جداً بدايةً من أن كل نرد له رقم مُختلف مثلاً، أو كلهم متشابهون عداً قطعة نرد واحدة، وهكذا). ولكن السؤال المُهم هنا هو لماذا كانت هذه العشوائية ضئيلة جداً في الماضي؟، حيث كلما اتجهنا للماضي السحيق، كلما تناقصت العشوائية فى الكون، ولماذا كان الكون مُنظماً جداً في الماضي لدرجة أن كل الطاقة فى كوننا كانت تتركز فى نقطة واحدة فقط؟، المقصود هُنا الإنفجار الكبير (Big Bang).

[لغز الزمن: لماذا يسير الزمن نحو المستقبل وليس الماضي؟! – السعودي العلمي، Apr 19, 2015]

الانتروبية في المطبخ

 

  • هل يوجد أكوان متوازية فعلاً؟

 

البيانات الفلكية تقترح أن نسيج الزمكان مُسطح أو مُستوي وليس مُنحنى، وبالتالي فالمنطقة الوحيدة التي يُمكننا رؤيتها وهي التي نسميها كوننا هي مُجرد جزء صغير جداً من فضاء لا مُتناهي مُبطن بأكوان لا مُتناهية ومتوازية. وفي نفس الوقت تُشير ميكانيكا الكم إلى أنه يوجد عدد محدود من التكوينات الممكنة للجسيمات حيث أنه لكل كون يوجد (10 مرفوعة للقوة 10 مرفوعة للقوة 122) من الإحتمالات،  وبافتراض وجود عدد لامتناهي من الأكوان؛ سيتم إعادة ترتيب الجُسيمات بطرق مُشابهة في أكوان أخرى لا متناهية. ببساطة يوجد عدد معين يُمكن عدُّه من إحتمالات التشكيلات للجسيمات وبالتالي، فسوف تتكرر فى عدد لا نهائي من الأكوان المتوازية. وإذا كان هذا صحيحاً فهذا ببساطة معناه أن في كل كون يوجد شخص مثلك بالضبط في كل شئ تماماً لكنه مختلف عنك فى موضع جسيم واحد فقط ويوجد شخص آخر فى كون آخر يختلف عنكما بمكان جُسيمين فقط، وهكذا إلى أن تصل إلى أكوان مُختلفة اختلاف كلياً عنا.

المُعضلة هنا أنه حتى الآن لم يتمكن أحدٌ من رصد أي كون موازي أو السفر له. مثلاً كل ما تم ذكره هو فرضيات مبنية على معادلات رياضية مُعقدة لها دلائل وإشارات فيزيائية.

[نظرية الاكوان المتوازية (Parallel Universes theory) – العلوم الحقيقية، Feb 26, 2013]

 

  • لماذا توجد مادة أكثر من المادة المضادة فى الكون؟

 

للإجابة على هذا التساؤل يجب أن نعرف أولاً ما هي المادة المُضادة؟، المادة المُضادة هى مادة تتكون من الجُسيمات الأولية العادية (الإلكترونات والنيوترونات والبروتونات) ولكن بشُحنة مُخالفة وأيضاً بدوران مُختلف عن المادة العادية. مثلاً إذا كان الإلكترون يحمل شحنة سالبة ويدور من اليمين الى اليسار، فسيكون فى المادة المضادة حاملاً لشحنة موجبة ويدور من اليسار إلى اليمين. والمادة المُضادة هي مادة حقيقة وموجودة بالفعل. كنتائج نظرية للفيزياء الحديثة يُفتَرَض أن المادة والمادة المُضادة قد بدأت بالتكوُّن منذ لحظة الإنفجار العظيم بشكل مُتساوى أي أن كمية المادة المُضادة مساوية تماماً لكمية المادة، إذا لماذا لم يحدث ذلك؟، ولكن إذا كان قد حدث ذلك فإن كل جسيم سوف يلغى الجسيم المُعاكس له، مثلاً سيلغي البروتون فى المادة العادية البروتون فى المادة المضادة ويتدمر الجُسيمان بتأثير كلاً منهم على الآخر ويعودان طاقة صافية، ولن يكون هناك هذا الكون الذي نعيش فيه وأيضاً لن نوجد نحن أصلاً. ولكن يبدو أن المادة العادية قد تواجدت أكثر بنسبة مُعينة مما أدى لعدم تدميرها. وبذلك كانت السبب فى ظهور عالمنا أصلاً، وحتى الآن لم يستطع أحدٌ أن يجيب على هذا التساؤل الذي ذكرناه مُسبقاً!.

[ناسا بالعربي – تعليم – ما هي المادة المضادة؟، Apr 24, 2015]

 

  • ما هو مصير الكون؟

 

من المُلاحظة العملية للكون وجد العلماء أن الكون فى الوقت الحالى يتوسع بالفعل، لكن هل ستكون النهاية المُتوقعة هى توسع الكون حتى تكون نهايته الحتمية التَمزُّق الكبير؟

فى الحقيقة هُناك عامل آخر له تأثير كبير وهو كثافة الطاقة المُظلمة فى الكون التى هى السبب أصلاً فى التضخم الكوني الذي يحدث. وقد وجد العلماء أن كثافة الطاقة المظلمة لها ثلاثة قيم محتملة فإذا كانت كثافة الطاقة المظلمة أقل من 1 تكون نهاية الكون هي تَمزُّقه فى حدث يُسمَّى التمزق الكبير، أما اذا كانت قيمة الكثافة أكبر من 1 فسينطوى الكون على نفسه حتى تكون نهايته فى حدث يُسمَّى الإنسحاق الكبير، والسيناريو الأخير المُتوقع هو إذا كانت قيمة الكثافة تساوى 1 فإن نهاية الكون ستكون بسبب حدث يُسمَّى الموت الحرارى وللتفاصيل عن هذا الموضوع ارجع للمقالة السابقة (فرضيات نهاية الكون) من خلال الرابط

وأما بخصوص ميكانيكا التضخم الكوني نفسه وإثبات صحته يمكن الرجوع للمقالة السابقة (الآن غوث وإثبات صحة نظرية الإنفجار الكبير والتضخم الكوني) من خلال الرابط

 

  • لماذا يؤدي القياس والمراقبة والرصد للدالة الموجية في عالم الكَمّ لإنهيار الدالة نفسها؟

 

من المعلوم أنه فى ميكانيكا الكم عند محاولة رصد الجسيم فإنه يسلُك سلوك مُختلف؛ نتيجةً لهذا الرصد. وذلك مُؤكد بالتجربة التي تُسمَّى الشق المُذدوج، ولكن لماذا تنهار الدالة الموجية التى تُعطينا معلومات عن إحتمالية تواجد الجُسيم بمجرد رصده؟، ما هى الميكانيكية التي تُمكّن الجُسيم من تغيير سلوكه طبقاً للرصد من عدمه؟. يظل هذا حتى الآن لُغزاً كبيراً يُحيّر العُلماء.

[أندرو ن. جوردَن، “الفيزياء الكمية: مراقبة انهيار الدّالَّة المَوْجِيّة“، الطبعة العربية (Nature)، 1 ديسمبر 2013]

قياس ورصد الدالة الموجية

 

 

  • هلنظرية الاوتار الفائقة صحيحة؟

 

عندما ظهرت نظرية الأوتار الفائقة التي افترضت أن كُل الجُسيمات الأولية على حدٍ سواء تتكون من أوتار من الطاقة تهتز بتردُد مُعين، وعند اختلاف التردد تتكون الجُسيمات المُختلفة، وعندها بدأت الفيزياء تُصبح أسهل بحيث أتاحت هذه النظرية التوفيق بين أكبر تعارض فى الفيزياء بين القوانين التى تحكم الجسيمات دون الذرية (ميكانيكا الكم) والقوانين التى تحكم الزمكان والأجسام الكبيرة (النسبية العامة)،  وأيضاً يمكنها الجمع والتوفيق بين الأربعة قوى الموجودة في الكون فى نظرية واحدة كاملة، وهى التى كان يسعى لها آينشتاين ولكنه فشل فى ذلك. ولكن المُشكلة الحقيقية أن نظرية الأوتار المُهتزة يُمكنها فقط أن تعمل فى عشرة أو إحدى عشر بُعداً فقط، وهم 3 أبعاد مكانية و ستة أو سبعة أبعاد مكانية مضغوطة وبُعد الزمن. ولكن الأبعاد المكانية المضغوطة (وفقا للنظرية)، حجمها يساوي بيليون من تريليون جزء من حجم الذرة؛ لذا لا يوجد أى طريقة معروفة يُمكنها رؤيتها أو حتى رصدها او اختبارها بأى طريقة ممكنة.

[هل نظرية الاوتار الفائقة علم؟ – العلوم الحقيقية، Apr 7, 2016]

الاوتار الفائقة

 

  • هل يوجد نظام فى العشوائية نفسها؟

 

العلماء حتى الآن لا يُمكنهم حل مجموعة المُعالادت الخاصة بـ “ستوك” للسوائل والغازات مثل الماء والهواء. فى الحقيقة غير معروفٍ حتى الآن هل فعلاً ما يُسمَّى بــ (Navier-Stokes equations) لها حل رياضي يُمكن من خلاله تَوَقُع سلوك الموائِع أصلاً أم لا؟. وهي عبارة عن مجموعة معادلات رياضية يمكن من خلالها توقع سلوك الموائع عموماً، والمُشكلة أنه حتى الآن غير معروف هل يمكن حل هذه المعادلات فعلاً وتوقع سلوك الموائع بشكل قطعى أم لا؟، بمعنى آخر هل يوجد نظام مُعين وقوانين لـحركة الموائع التى هى فى الاصل عشوائية، بحيث تحتوى هذه المعادلات على نقاط غير معلومة تُسمَّى  singularities

 

  • هل يمكن للقوى الأربعة فى الكون أن تندمج وتعمل معاً؟

 

يوجد بالكون أربعة قوى أساسية، وهى القوى الكهرومغناطيسية والقوى النووية القوية والقوى النووية الضعيفة والجاذبية. العُلماء الآن يعرفون انه يُمكن دمج القوى إذا حصلت على طاقة كافية لذلك، فمثلاً قد تم بالفعل دمج القوى الكهرومغناطيسية والقوى النووية الضعيفة فى مُسرِّع الجُسيمات بوجود طاقة كبيرة لذلك. ولذلك فإنه من المُتوقع امكانية دمج القوى النووية القوية وأيضاً الجاذبية بالمثل، ولكن النظريات تقول أنه يمكن أن تندمج وفقا لما سبق ذِكرُه ولكن الطبيعة ترفض الخضوع للنظريات فى بعض الأحيان. حيث أنه حتى الآن لم يتمكن أى مُسرِّع جيسمات حول العالم من توليد طاقة كافية لدمج القوى النووية القوية والضعيفة والكهرومغناطيسية، ولو افترضنا أيضاً إضافة الجاذبية سنكون فى حاجة لطاقة أكبر بكثير.

القوى الاربعة في الكون

 

  • ماذا يحدث داخل الثقب الأسود؟

 

طبقاً للنَظريات الفيزيائية الحالية إذا أَسقطت كُوباً من الحديد فى ثقب أسود فإنه لا توجد طريقة أبداً لِاسترجاعه مُجدداً، أو بالأحرى استرجاع تلك المُعلومات (المعلومات المقصود بها كُل المعلومات عن الجُسيمات التي يتكون منها ذلك الكُوب مثل الحالة الكمومية لذرات الكُوب وهكذا)، وذلك لأن الثقوب السوداء لها جاذبية قوية جداً لدرجة أن الضوء نفسه لايُمكنه الهروب منها. ولكن وفقاً لميكانيكا الكم فإن المعلومات الكمومية لا يُمكن تدميرها، حيثُ يمكننا تشبيه المعلومات الكمومية هنا بالطاقة التى لا يُمكن أن تفنى أو تُستَحدث من العَدم لكن يُمكن تحويلها من صورة لصورة اُخرى فقط. ولتبسيط الأمر أكثر، عند الإقتراب من الثقب الأسود يحدث تباطؤ فى الزمن حتى نصل إلى منطقة اُفق الحدث(event horizon)، التي يتوقف فيها الزمن تماماً، طبقاً للنسبية العامة. وهنا نستطيع أن نقول أن أي شيء سقط فى الثقب الأسود يظل محفوظاً فيه نتيجة التأثير الزمني، خاصةً المعلومات الكمومية، وهي التي تُهمنا والتي ذكرنا أنها لا يُمكن أن تضيع أبداً.

ولكن كيف يُمكن أن نسترجعها؟، طبقاً لما ذكرناه فإن المعلومات الكمومية ستظل محفوظة لكن يستحيل استرجاعها. حسناً، كان هذا المعروف حتى وضع العالم الشهير/ ستيفن هوكينج فكرة جديدة وهى “إشعاع هوكينج”، وهي ببساطة أن الثقب الأسود يفقد جزءاً من طاقته تدريجياً عن طريق إشعاع حتى يختفى. ولكن المُشكلة هنا أنه فى هذه الحالة وهي أن لاشيء يستطيع الخروج من أُفق الحدث، وذلك يُعنى ضياع المعلومات الكمومية التي من المُستحيل ضياعها أصلاً، كما ذكرنا من قبل. اذاً هُناك تعارُض واضح بين إشعاع هوكينج وميكانيكا الكم، وحتى الآن لم يستطع احد التوصل لحل نهائي لهذه المعضلة.

[ماذا يمكن أن نرى داخل الثقوب السوداء في الفضاء؟ – BBC Arabic May 13, 2015]

الثقب الاسود

 

  • هل يوجد ما يُسمَّى بـالتفرد المجرد (naked singularities)؟

 

أولاً لنتعرف على  singularity أو التَفرُّد، تحدث حالة التفرد عندما تكون خصائص مُعينة لشىءٍ ما لا نهائية وقوانين الفيزياء المُعروفة لا تعمل فى هذه الحالة، على سبيل المثال فى مراكز الثقوب السوداء يوجد نُقطة كثافتها لا نهائية، هذه النقطة تُسمَّى singularity وفى الرياضيات أيضاً تُوجد تَفرُّدات singularities، فمثلاً عندما نُحاول قسمة رقمٍ ما على الصفر، أو حالات اُخرى فى الرياضيات.

والسؤال هو كيف تبدو singularity؟، وكيف تتفاعل تلك النُقطة مع باقى الكون؟.

والإجابة هى “naked singularity”، وهى التفرُّدات singularity التي يُمكنها التفاعل مع الكون المعروف، وهى افتراضية بحيث حتى الآن لم يتمكن أحدٌ من رصدها أو حتى تأكيد وجودها أصلاً.

التفرد المجرد

 

  • لماذا يحدث خلل فى (CP symmetry)؟  

 

(CP symmetry) هو ببساطة إذا وُجِدَ جُسيم لمادةٍ مضادة فإنه من المفترض أن ينطبق عليه كُل القوانين الفيزيائية المعروفة، فمثلاً إذا وُجِدَ بروتون مُوجب الشُحنة فإنه من المُفترض أنه يُشبه البروتون الذي يحمل شحنة سالبة (مُضاد البروتون)، وهذا هو مبدأ تماثُل الشحنة، وأيضاً إذا قمت بالتبديل لليسار ثم إلى اليمين مرة اُخرى فإنه من المُفترض أن قوانين الفيزياء تظل كما هى لا تتغير. إن المبدأين السابقين معروفان بــ ( CP symmetry). يكون فعلاً هذا المبدأ صحيح فى مُعظم الأوقات، لكن فى بعض الحالات يتم انتهاكه، مع العلم أنه تابع لميكانيكا الكم التى دائماً تعمل فى اتجاهات مُعاكسة بنفس المباديء حتى فى خلال الزمن نفسه. لكن حتى الآن لا يعرف العُلماء لماذا يتم انتهاك هذا المبدأ فى بعض الحالات.

CP symmetry

 

  • لماذا تصدر الموجات الصوتية ضوءاً؟

 

من الغريب جداً أنه فى بعض المعامل عندما يقوم العلماء بتجربة تأثير الموجات الصوتية على الماء، حيث تصطدم الموجات الصوتية بالماء فتُؤثر عليه ليتكوَن فُقاعات مائية، هذه الفقاعات هي مناطق منخفضة الضغط مُحاطة بمناطق ذات ضغط أعلى من الضغط الخارجى للوسط، فيُدفَع الهواء ناحية الضغط الأقل وفي النهاية تنهار الفُقاعات وتُصدر ضوءاً. ولا يعرف العُلماء حتى الآن مصدر ذلك الضوء.  

الموجات الصوتية

 

  • ماذا بعد النموذج القياسي لفيزياء الجُسيمات؟

 

إن النموذج القياسي لفيزياء الجُسيمات يُعتَبر من أفضل ما توصلت له الفيزياء الحديثة؛ فـمن خلاله نستطيع معرفة الجُسيمات التي تُكَوّن عالمنا بكُل أنواعها وأيضا معرفة خصائصها، فهو يصف سلوك تلك الجُسيمات التي يتكون منها كل شئ حولنا. وقد تم اختباره وتطويره على مدى أربعة عقود من الزمن وكان آخر اكتشاف كبير فى عام 2012 عندما تم تأكيد وجود هيجز بوزن (higges boson)، وهو عبارة عن مجال من الجُسيمات التي تُعتَبر السبب فى وجود كتلة لمُعظم الجُسيمات مثل البروتونات، و أيضا يوجد الفوتونات التي ليس لها كُتلة سكون نتيجة لعدم تفاعُلها مع مجال هيجز. لكن أيضاً النموذج القياسي لا يُمكنه تفسير كل شىء. فبرغم هذا النجاح للنموذج القياسي مازال الفيزيائيون يعتقدون أنه مازال غير مُكتمِل حتى الآن.

 

  • هل الثوابت الأساسية (Fundamental  constants) مُجرَّد أرقام؟

 

توجد بعض الأرقام المُستخدَمة فى النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات، ولكن ليس لها أى وحدة، مُجرَّد رقم وأيضاً لا يُمكن الوصول له من خلال المُعادلات (من خلال الإثبات الرياضى)، لكنه يظل صحيحاً رُغماً عن ذلك.  فى كتاب “فقط ست أرقام: القوى العميقة التي شكَّلت الكون” للكاتب/ مارتن رييس  

“Just Six Numbers: The Deep Forces That Shape the Universe”), Basic Books, 2001)  

يقول مارتن أنه يوجد أكثر من 25 ثابت من هذا النوع فى النموذج القياسي لفيزياء الجُسيمات فقط. كمثالٍ لذلك (fine structure constant) الذى دائماً ما يُسمَّى ألفا، والذى يحكُم القوى المغناطيسية وهو يساوى (0.007297). ما الذي يجعل هذا الرقم رقماً فردياً مع العلم أنه لو لم يكن كذلك لم تكُن المادة لِتتواجد أصلاً، حيث يُعتَبر ذلك أيضاً من الألغاز التي تُحير العُلماء حتى الآن.

 

  • ما هي الجاذبية فعلياً؟

 

ذَكرّنا مُسبقاً الأربعة قوى الرئيسية فى الكون. الغريب أن كل تلك القوى يُمكن التعامل معها من خلال جُسيمات مُعينة، على سبيل المثال: القوى الكهرومغناطيسية، تُعتَبر تبادُل للفوتونات، اذاً الفوتونات هي الجُسيمات المُتحَكْمَة فى تلك القوى. مثال آخر: القوى النووية الضعيفة، الجُسيمات التي تتحكم فيها هي دابليو و زد بوزون (W and Z bosons)، وهى عبارة عن جُسيمات أولية ضمن النموذج القياسي لفيزياء الجُسيمات. بالتالي كُل القوى مُكمَّاة من خلال الجُسيمات المُسبِبَة لها، إلا قوى الجاذبية. فحتى الآن يوجد فرضيات ضمن الفيزياء النظرية تفترض وجود جُسيم عديم الكُتلة يُسمَّى الجرافيتون، ويُعتَبر المسؤول عن قوى الجاذبية فى الكون، ولكن حتى الآن لم يتمكن أحدُ من رصده أو إثبات وجوده عملياً.

 

 

  • هل نحن نعيش فى فراغ خاطىء؟

 

ماذا لو كان هذا الكون كُله مُجرَّد حدث عملاق؟، ماذا لو كانت بداية الكون من جُسيم هيجز وكون فارغ؟.

الكون الفارغ هو الحالة التي بها أقل طاقة مُمكنة، لأنه لم يِكنْ لِيُوجد أى شىء أصلاً. ونقلاً عن الأستاذ فى علم الفيزياء/ ألكساندر كوسينكو  (Prof. Alexander Kusenko) أنَّه يُمكن حساب قيمة طاقة الفراغ عن طريق طاقة الوضع لمجال هيجز، و أيضاً كُتلة جسيم هيجز نفسه، والكوارك العلوى أيضاً. كُل تلك جُسيمات أولية ضمن النموذج القياسي لفيزياء الجُسيمات، ومن خلال تلك الحسابات يتضح أن الفراغ فى الكون لا يُعتَبر الحالة الأقل من الطاقة في الكون، وهذا يُعني أنه أصلاً فراغُ خاطىء أو فراغ لكنه ليس بالمعنى المفهوم أو المُتَدَاول. وإذا كان ذلك المفهوم صحيحاً، فإن الكون لن يكون ثابتاً؛ إذ أن الفراغ الخاطىء يُمكن أن يفقد جُزء من طاقته لينتقل للحالة الأقل من الطاقة، وذلك من خلال حدث كبير يؤثر على طاقة الكُلية للكون.إذا حدث ذلك فإنه سيُسبب ظاهرة تُسمَّى التضاعُف الفُقاعي  (bubble nucleation)، حيثُ ستتكون كرة من فراغ ذي طاقة أقل يبدأ فى التضخم بسرعة الضوء ولن يقوى أى شىء على البقاء حتى المادة نفسها، وكأن كوننا يتبدل بكونٍ آخر له قوانين فيزيائية مُختلفة تماماً عن كوننا المعروف، ولكن حتى الآن لا توجد أدلة قاطعة لتلك الفرضية، ومازال البحثُ جارٍ.

المصادر

Brownlee, Donald E. (2010). “Planetary habitability on astronomical time scales. Cambridge University

Schröder, K.-P.; Connon Smith, Robert (1 May 2008). “Distant future of the Sun and Earth revisited”

Wollack, Edward J. (10 December 2010). “Cosmology: The Study of the Universe”. Universe 101: Big Bang Theory

(20 February 2017). “Cosmos Controversy: The Universe Is Expanding, but How Fast?”. New York Times. Retrieved 21 February 2017

Carroll, Sean (2001). The cosmological constant

Tamara M. Davis (2005). “Misconceptions about the Big Bang

http://physicscentral.com/explore/action/sound.cfm

Hawking, Stephen; Penrose, Roger (1996). The Nature of Space and Time. Princeton University Press. ISBN 0-691-03791-4.

https://science.nasa.gov/astrophysics/focus-areas/what-is-dark-energy

Carroll, Sean M. and Chen, Jennifer (2004). Carroll, Sean M.; Chen, Jennifer (2004). “Spontaneous Inflation and Origin of the Arrow of Time”.

Linde, Andrei (27 January 2012). “Inflation in Supergravity and String Theory: Brief History of the Multiverse

Schmidt, G.R.; Gerrish, H.P.; Martin, J.J.; Smith, G.A.; Meyer, K.J. “Antimatter Production for Near-term Propulsion Applications Archived from the original on 6 March 2007.

Hey, Tony (2003). The New Quantum Universe. Cambridge University Press. ISBN 0-521-56457-3.

إعداد: محمد طارق

مراجعة: محمد فاروق، عمر المريواني