الخرافة اعتقاد مغلوط يستند الى الجهل بطبيعة العالم من حيث القوانين الفيزيائية وكيفية عمل الامور في الكون او من حيث نقص المعرفة. على سبيل المثال، اذا لم نقم بقرع الطبول عند كسوف الشمس فان الأرواح الشريرة لن تعيد الشمس الى السماء، اذا لم اقطع الدجاج بالطريقة الصحيحة واطبخه وفقاً للتقاليد مع ترتيل الطلاسم الصحيحة فان المطر لن ينزل وستموت محاصيلنا وسنعاني من الجوع. الاعتقاد بالسحر، على سبيل المثال، اذا قمت بوضع بعض البصاق والقذارة على طفلي فان هذا سيحميه من العين الشريرة. الايمان بالصدفة، اذا فتحت الكتاب بصورة عشوائية وأسقطت إصبعي على اي كلمة فيه، تلك الكلمة ستحدد ما سأفعله في المستقبل. او مفاهيم كاذبة اخرى عن السببية، مثلاً العلاج باللمس، المذهب الحيوي،الخلق. او مثلاً الاعتقاد بان حظي سيكون جيد اذا قمت بحمل قدم أرنب او سيكون حظي سيّء اذا ما واجهت قطة سوداء في طريقي.

الخرافات في كل مكان تتنوع من الرسائل التي تاتيك طالبة منك ان ترسل تلك الرسالة الى عشرة اشخاص ليصلك خبر جيد خلال 24 ساعة الى اعتقاد الناس ان سبب خسارة فريقهم هو عدم ارتداءه الزي الذي يجلب لهم الحظ.. او مثلا في ثقافات اخرى، اذا لم نقم بقرع الطبول عند كسوف الشمس فان الأرواح الشريرة لن تعيد الشمس الى السماء، اذا لم اقطع الدجاج بالطريقة الصحيحة واطبخه وفقاً للتقاليد مع ترتيل الطلاسم الصحيحة فان المطر لن ينزل وستموت محاصيلنا وسنعاني من الجوع. الاعتقاد بالسحر، على سبيل المثال، اذا قمت بوضع بعض البصاق والقذارة على طفلي فان هذا سيحميه من العين الشريرة. الايمان بالصدفة ، اذا فتحت الكتاب بصورة عشوائية وأسقطت إصبعي على اي كلمة فيه، تلك الكلمة ستحدد ما سأفعله في المستقبل. او مفاهيم كاذبة اخرى عن السببية، مثلاً العلاج باللمس، المذهب الحيوي،الخلق. او مثلاً الاعتقاد بان حظي سيكون جيد اذا قمت بحمل قدم أرنب او سيكون حظي سيّء اذا ما واجهت قطة سوداء في طريقي.الخرافة اعتقاد خاطيء مبني على الجهل.

الخرافة طقوس ام قلق ؟

لنتعرف على الخرافة اولاً, الخط الفاصل بين الخرافة والطقوس هو انك في الخرافة تعطي نوع من الاهميةالسحرية للطقوس التي تقوم بها. على سبيل المثال, اذا قام اللاعبون ببعض الطقوس قبل المباراة لتساعدهم على الهدوء والتركيز, هذا ليس بخرافة. لكن اذا كنت تعتقد بان هذا الامر سيمنحهم الفوز , الان انت دخلت الى دائرة الخرافة.

قد تتسأل اذا ما كان بعض السلوكيات الخرافية هي نوع من انواع اضطراب الوسواس القهري (OCD)- مثلا الاصرار على حساب عدد المرات التي تضرب بها الكرة. الاشخاص الذين يعانون من OCD عادة يعانون التزام اجباري على القيام بالطقوس مرارا وتكرارا, وهذا يتكرر كثيرا في حياتهم. مع ذلك رغم ان بعض اعراض OCD تشابه بعض السلوكيات الخرافية الا انه لا يوجد رابط بين الاثنين. المهم هنا هو ان تراقب طريقة تفكيرك, خصوصا اذا ما عانيت من اعراض القلق, التوتر, قلق مفرط,صعوبة في النوم, افكار وسواسية او ارهاق ووجدت نفسك تقوم بعدد من السلوكيات الطقوسية المتكررة بدون السيطرة على هذا الامر, هنا انت بحاجة الى زيارة طبيب والحصول على بعض النصائح.

اسباب الاعتقاد بالخرافات

  • الزيف يسبب التحيز
    احد اهم اسباب التحيز الادراكي عند الانسان هو التحيز للاسباب الكاذبة او الزائفة وفيه عند حصول حدثين بالتعاقب فاننا نميل للاعتقاد بان الحدث الاول تسبب في حدوث الثاني. على سبيل المثال, عندما تقوم بتنصيب لعبة جديدة في كومبيوترك وحدث ان هذا الكومبيوتر تعطل فانك من المرجح ستميل للاعتقاد بان السبب هو اللعبة الجديدة. لكن الحقيقة هنا ان السبب ليس اللعبة وانما شيء اخر تسبب بهذا العطل.
  • الحاجة الى سد الثغرات
    الكائن البشري بطبعه يرغب في تفسير كل شيء وسد كل الثغرات المتعلقة بالاحداث التي تجري حوله. وعندما لا يجد سبب منطقي لذلك يلجأ الى الخرافات لملء تلك الثغرات الباحثة عن اسباب.
  • الحاجة للسيطرة
    الحاجة لتفسير حدوث الاشياء ترتبط بشكل قوي مع الحاجة للسيطرة. ما نستطيع تفسيره نستطيع السيطرة عليه, وبذلك نشعر باننا اقوياء.
  • القاء اللوم على العوامل الخارجية
    يمكن للعقل البشري ان يذهب الى مدى بعيد لحماية الانا. لدينا العديد من وسائل الدفاع عن الانا والتي تبرز عند تعرض الانا لاي تهديد. من تلك الاليات هو القاء اللوم على العوامل الخارجية عند حدوث قصور او اخفاق نحن مسؤولين عنه شخصياً

أمثلة عن خرافات الشعوب واصحاب المهن

ان القوى العشوائية للطبيعة واضحة. ولطالما حاول الانسان السيطرة على قوى الطبيعة ومسألة الحياة والموت من خلال صناعة الأصوات والأدوات و الطرق السحرية. ان الخير والشر يحل بِنَا بدون انتظام او سبب. نحن نتخيل وجود ارواح او قوى واضحة هي التي تتسبب لنا في حسن او سوء الحظ. العديد من الخرافات التي تطورت بيننا لأننا لم نعرف كيف نقيمها بالشكل الصحيح. على سبيل المثال، هناك العديد من الأمثلة عن التفكير الانتقائي والذي ربما يؤدي بِنَا الى الاعتقاد بالخرافة. “لعنة بيليه” تضرب مثلاً على تلك الأنواع من الخرافة. حسب احد المواقع المكرس لأسطورة الآلهة  الهاوايية  بيليه:

انه معرف لدى السكان المحليين لجزيرة هاواي، هنالك لعنة تحل على الأشخاص الذين يأخذون من الحمم الصخرية لبركان بيليه. يقولون بان من يأخذ حجر فانه يأخذ شيء يخص بيليه وهذا يسبب له الحظ السيء. يقول الناس ان تلك اللعنة سببت الموت لاناس في الايام الخوالي، لكن الان يحصلون فقط على الحظ السيء.

كل يوم، يستلم العاملون في منتزه براكين هاواي الوطني عدد من الصخور من الناس الذين يعيدونها للمنتزه لاعتقادهم بأنها سببت لهم الحظ السيء. العديد من أولئك الأشخاص يعتقدون بان هنالك رابط بين تلك الصخور وسوء الحظ الذي صاحبهم منذ أخذهم لتلك الصخور. بالطبع، ان الحظ السيء سيحدث لهم حتى وان لم يأخذوا اي صخرة من ذلك المنتزه. او انهم لم ينتبهوا كثيراً لسوء الحظ المصاحب لهم حتى سمعوا بان هنالك لعنة ترتبط بتلك الصخور. أولئك الأشخاص لا يتأملون بحقيقة ان الانسان لا يمكن له ان يعيش حياته دون الحصول على سوء حظ في فترة من فترات حياته، لذلك فان أرجحية عدم حدوث اي شيء سيّء لهم بعد أخذهم لتلك الأحجار ستكون صفر. ايضاً، لا احد يعرف عدد الأشخاص الذين اخذوا من تلك الصخور ولم يحدث اي تغيير محسوس  في حظهم. مثل أولئك الأشخاص من غير المرجح انهم اخبروا العاملون في المنتزه عن عدم وجود حظ سيّء. كذلك لم يصرح للعالم أولئك الذين حصلوا على حظ جيد بعد ان اخذوا من تلك الأحجار، نظراً لان أخذ تلك الأحجار كتذكار فعل مخالف للقانون. ادراك انتقائي، ذاكرة انتقائية والميل الى تاكيد التحيّز يودي بالخرافات لان تترسخ.

الرياضيين ايضاً معروفين بأنهم خرافيين. حيث  يقومون بطقوس غير منطقية قبل كل مباراة مثل الصلاة الى كائن جبار ليساعدهم على الفوز او ياكلون الدجاج لمساعدتهم على تسجيل الأهداف. العديد منهم لا يغسلون ملابسهم بعد الفوز او يلبسون رقم معين ليساعدهم ذلك على الفوز. البعض منهم ايضاً يرتدي الطلاسم مثل ميدالية مقدسة او نبات النفل المحظوظ. هم يؤمنون بالقمصان او المضارب المحظوظة.

اي منكم شاهد سلسلة المباريات في عام ٢٠١٠ بين سان فرانسيسكو جاينتس وتكساس رينجرز سيرى العديد من اللاعبين خصوصاً الرماة منهم يرتدون عقد واحد او اكثر. الرامي راندي جونسن نقل هذه البدعة الى امريكا عام ٢٠٠٢ بعد ان شاهد العديد من اللاعبين اليابانيين يفعلون ذلك. المئات من اللاعبين المحترفين يرتدون هذا العقد اليوم لاعتقادهم بان هذا العقد يمنحهم الطاقة، يحسّن الدورة الدموية ويخفض من الشد في عضلاتهم. العقد هذا عبارة عن حبال ملفوفة تتخللها قطعة تيتانيوم اخضر مزرق يصنع من قبل Phiten. سكوت ماكدونالد الممثل التسويقي للشركة، يقول ” كل شخص لديه كهرباء سارية خلال جسمه” و “هذا المنتج يعمل على استقرار تدفق تلك الكهرباء عندما تكون تعبان او مرهق. بالطبع، تمتلك الشركة الكثير من تلك الشهادات التي تؤيد وجهة نظرها، لكن لا يوجد دليل علمي على فعالية منتجهم هذا سوى انه بدعة يراد منها الكسب. المبيعات تنتعش بالنسبة لهذا المنتوج. تقوم شركة Phiten بإنتاج العديد من المنتجات التي تجذب الكثير من لاعبي السلة والغولف المحترفين، وكذلك لاعبي كرة المضرب. جميع تلك المنتجات تبدو حاوية على التيتانيوم سواء كانت جواهر، كريم او شريط وتكون مدعومة بالمصطلحات العلمية الزائفة :

التيار الكهربيولوجي يختل بسبب التعب والإعياء الناتج من الوتيرة المحمومة للحياة الحديثة. أعد تنظيم تيارك الحيوي باستعمال هذا الشريط المغلف بالتيتانيوم. استعمل تلك الأقراص لمساعدتك في تحديد مناطق معينة- ان إحجامهم الصغيرة تسهل من حملهم باليد.

لا احد في اي وقت مضى حطم تلك المبالغة في سذاجة الرياضيين المحترفين. Phiten موجودة اليوم في كاليفورنيا، حائزة على الترخيص الرسمي من دوري كرة المضرب منذ عام ٢٠٠٧.

المقامرون ايضا معروفون  بأنهم خرافيين. يميلون للاعتقاد بان هنالك آلات مراهنة او بائعين معينين سيجلبون لهم الحظ الحسن اذا ما قامروا معهم.

الاعتقاد بالخرافات واسع الانتشار عالمياً. لكل ثقافة معتقداتها غير المنطقية، لكن البعض منها تجاوز الحد حتى مع كوننا في القرن الواحد والعشرين. على سبيل المثال، الاعتقاد بالمنجمين لا زال واسع الانتشار في الهند، هذا البلد المليء بالخرافات.

الصينيون ايضاً يؤمنون بالخرافات، خصوصا ما تعلق منها بالارقام.

بعض المقامرون الصينيون يتجنبون السكن في غرف فنادق تحمل أرقاماً معينة مثل ٥٨ ( تشبه “لن تنجح” في الكانتونية) او رقم ٤ ( تشبه “مات” في الكانتونية)، ويختارون الغرف مع الأرقام الايجابية حسب رأيهم مثل رقم “١٨” ( تشبه ” انت ستنجح بالتاكيد” في الكانتونية) او “٨٤” ( تشبه “ناجح حتى الموت”).

ايضاً يعتبر رقم ٤ جالب للحظ السيء في اليابان، كوريا وهاواي. ان كتابة كلمة ٤ تشابه في لفظها كلمة موت. كذلك الرقم ١٣ يعتبره البعض جالب للحظ السيء في امريكا، بينما يعتبره اخرون جالب للحظ الحسن.

ان القوى الكامنة  وراء رؤية تلك الأنماط حيث لا يوجد شيء مخفي في غشاوة الانتخاب الطبيعي. لقد تطورنا بشكل يسمح لنا برؤية تلك الأنماط وهذا الميل الطبيعي قادنا في الكثير من الأحيان الى رؤية العديد من الارتباطات السببية الزائفة. تبقى الدوافع الرئيسية ايضاً وراء الخرافات هي الجهل والخوف من الأشياء غير المعروفة او غير المتوقعة. الخرافة تمنحنا وهم السيطرة على الأحداث التي لا نفهمها. مع معتقداتنا الخرافية وممارساتها نحاول السيطرة على اشياء واحداث لا يمكن السيطرة عليها.

العديد من المتدينين يَرَوْن الأديان الاخرى عبارة عن خرافات. الخرافات الدينية تمنحنا وهم السلطة على مسائل الحياة والموت. كل ما نحتاجه هو الصلاة، الترتيل او الرقص مع ريشنا الموجه بالاتجاه الصحيح للتغلب على المرض او الموت، ولجلب الحظ الحسن وحمايتنا من الشيطان. لدينا حلفاء غير مرئيين في السماء، الهواء والأرض. نستطيع ان ندعوهم عندما تسؤ الأمور. هم يعطوننا القدرة ويجعلوننا نشعر بأننا اقوياء، على الأقل حتى مجيء تسونامي اخر ليحصد ارواح آلاف قليلة من الناس الامنين في غضون ساعات. بالطبع، نحن اذكياء جداً لأننا نمتلك خرافات تفسر اخفاق وفشل خرافاتنا الاخرى. مثلاً، اننا لم نقم بالطقوس بشكل صحيح او اننا لا نمتلك الايمان الكافي او اننا اشرار جداً لا نستحق الحماية او اننا وضعنا فاصلة في غير محلها عند النسخ من كتابنا المقدس.

احيانا قد تحتوي الخرافات على ذرة من الحقيقية. على سبيل المثال، الاعتقاد بان تجارب المرأة الحامل تظهر بشكل مباشر على طفلها اعتبرت خرافة منذ بداية القرن العشرين. لكن اصبح من المسلم به تأثير التجارب المادية والعاطفية للام على جنينها. وإذا كنت تعتقد أن الغجري الذي تنبأ بموتك عند الـ ٤٣ كان صادقاً، فان قلقك وخوفك من هذا الامر قد يساهم في موتك المبكر فعلا.

المصادر: http://skepdic.com/superstition.html