انسان الصيد والجمع الاسباني كان أسمر البشرة ازرق العينين هذا ما بينه جينوم الإنسان الكامل الأول  المأخوذ من عظام أوروبي جنوبي عاش قبل الزراعة يُظهر بأنه كان أزرق العينين، داكن البشرة، حساس ضد اللاكتوز (lactose intolerant) و قادر على مكافحة الأمراض.

الأكتشافات حول السلف الأوروبي الميزوليتي (Mesolithic) البالغ من العمر 7,000 سنة يُشير أن هذا الرجل اليافع يُمثل إنتقالاً جاري لإنتاج بشر الألفيات السابقة الذين يتميزون ببشرة فاتحة و القدرة على شرب الحليب.
الجينوم لما سُمي فرد لا برانا (La Braña) يُظهر أنه قد أكتسب مناعة ضد أمراض معينة، و هذا عكس المعتقد السابق أن هذه المناعة أُكتسبها الأنسان بعد تلك الفترة عندما بدء الأوروبيون بتدجين الحيوانات، و التي يُعتقد بإنها نقلت الأمراض إلى الإنسان. كانت النتائج مفاجأة بالنسبة للباحثين الذين كانوا يتوقعون تماماً بأن يكون الرجل صاحب بشرة فاتحة و مجموعة أليلات أو جينات مناعية قديمة.

انسان الصيد والجمع الاسباني كان أسمر البشرة ازرق العينين: رسم فني لانسان الصيد والجمع الذي وِجد في إسبانيا

انسان الصيد والجمع الاسباني كان أسمر البشرة ازرق العينين: رسم فني لانسان الصيد والجمع الذي وِجد في إسبانيا

لا زال شرب الحليب لغزاً

” الذي وجدناه كان العكس”، قال كارلز لالويزا-فوكس (Carles Lalueza-Fox)، واحد من 24 باحث ساهم في كتابة الورقة البحثية التي نُشِرت في 26 كانون الثاني 2014 في مجلة الطبيعة (Nature). “لذا فنحن لسنا متأكدين ما المعنى من هذا”.

الباحثون الاَخرون يوافقون على أن المناعة المبكرة لفرد لا برانا هو شيء مثير للإهتمام على الأخص.

“الأكتشاف الأكثر إثارة للإهتمام هو كشف الباحثون لـ أليلات مُشتقة في جينات مقاومة للجراثيم”، علق إلبرت زينك (Albert Zink)، مدير معهد الموميائات و الرجل الجليدي في بولزانو، إيطاليا. ” بإمكان هذا تسليط ضوء جديد على التطور و تفاعل الأمراض في البشر. لهذا أهمية خاصة كما نعلم من دراسات أخرى بأن الأمراض المعدية، مثل السل، كانت على الأرجح موجودة قبل العصر الحجري الحديث (Neolithic) و ليس بالضرورة أن يكون له أصل [حيواني]”.

لون العين الأزرق لم يكُن متوقعاً، ولكن أقل إثارة للمشاكل، قال كارلس لالويزا – فوكس.

“نحن نميل إلى الإعتقاد بأن كلا الأمرين ( لون الشعر و لون العين) مرتبطان ببعض، ولكنهما جينات مختلفة”، يشرح كارلس لالويزا – فوكس.

عظام الرجل البالغة من العمر 7,000 سنة أُكتشفت داخل كهف في إسبانيا

عظام الرجل البالغة من العمر 7,000 سنة أُكتشفت داخل كهف في إسبانيا

مومياء رجل الجليد بعد عشرين عاماً: تستمر الألغاز

كذلك ليس واضحاً إن كانت هنالك أي ميزة تطورية للعيون الزرقاء. من الممكن أن يكون نتيجة إنجراف جيني عشوائي فقط و ليس له مغزى غير ذلك. لون البشرة، من ناحية أخرى، يُعتقد بأنه تكيف لكميات و كثافات مختلفة لضوء الشمس.

من المستحيل معرفة كم كان رجل لا برانا داكناً، قال لالويزا- فوكس لقناة الإكتشاف (Discovery News)، ولكنه من الواضح أنه كان داكناً أكثر من الأسبان المعاصرين و جينومه لا يشبه جينوم السكان الأسبان المعاصرين.

حساسية الرجل للاكتوز هو الشيء الوحيد الذي لم يكن مفاجئاً، فإنسان الصيد والجمع لم يكُن يشرب الحليب بعد عمر الرضاعة – تماماً كسائر الثديات الأخرى و جميع البشر المعاصرين عدا هؤلاء الذين يأتون من مجتمعات تشرب الحليب، شرح كارلس لالويزا – فوكس.

العظام من أجل هذه الدراسة أتت من هيكل عظمي وِجد داخل كهف بارد على أرتفاع خمسة الالاَف قدم (كيلو متر ونصف) في جبال شمال إسبانيا في سنة 2006. كان البرد هو العامل الأساسي للحفاظ على الدنا (DNA) و إبقاءه سليماً لفترة طويلة جداً، حسب قول لالويزا – فوكس. كما أنه السبب لكون ان ما موجود هناك قليل جداً من بقايا الإنسان القديم مما بقيت كاملة ومحافظة على الجينوم هو المناخ الدافئ عامةً لجنوب أوروبا، يقول كارلس.

صِلات إسكندنافية

وجد الباحثون بأن هذا الأوروبي الأولي كان أكثر قرابة جينية مع الناس في السويد و فنلندا.

الجينوم (السلسلة الجينية) العائد لانسان الصيد والجمع هذا أعطى الباحثون رؤية في كيفية تغير البشر عندما تحولوا من البحث عن المؤن إلى الزراعة.

تعليقاً على ذلك، يقول ديفيد ريتش (David Reich) من مدرسة هارفرد الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية: “إن أهمية هذه الورقة البحثية هي إنها تنقل لنا أقدم جينوم (سلسلة جينية) تم سلسلته وفهمه حتى الان [2014] – وهو أول تسلسل لجينوم أوروبي يسبق ظهور الزراعة.

“البشرة الداكنة هي إكتشاف مثير للإهتمام جداً، فالبشرة الفاتحة صفة عامة في أوروبا اليوم. وهذه النتائج تُشير إلى أن البشرة الفاتحة المنتشرة في أوروبا اليوم هي تطور حدث خلال الـ 7,000 سنة الماضية على الأقل”.

وأضاف ديفيد ريتش قائلاً: ” سيكون مثيراً للإهتمام ما سنراه حول كم أن هذه النتيجة قابلة للتعميم عبر أوروبا قبل الزراعة حالما يُتاح تسلسل جينوم أضافي”.

المصادر

العنوان الاصلي: