الذاكرة الخلوية هي فرضية تدعي بأن خلايا الجسم البشري تحتوي على آثار من شخصياتنا، أذواقنا وماضينا، بغض النظر عن البصمة الوراثية أو خلايا المخ. هي فكرة سخيفة ربما تأتي من ‘ديانيتك’ التي كتبها رون هوبارد (من مفاهيم كنيسة الساينتولوجي اللاعلمية).ويقترح الكاتب القديم للخيال العلمي الذاكرة الخلوية كتفسير لأداء الأعصاب.

ولكن ربما كان لهذه النظرية جذور قديمة. يروي موريس رينار (1875-1939) في “أيدي أورلاك” قصة عازف بيانو في الحفلات كان قد فقد يديه في حادث فزرعت له أيدي قاتل متوفى. فأصبحت تأتيه بعد العملية فجأة رغبة في القتل. جسد كتاب رينار العديد من الأفلام على الشاشة الكبيرة، بما في ذلك ‘أيدي أورلاك’ ، الفيلم النمساوي الصامت عام 1935، و’الحب المجنون’، عام 1935 أيضا، كما جسدت في فيلم ‘أجزاء الجسم’ سنة 1991. حيث يفقد الطبيب النفسي للسجن ذراعه في حادث، و يخضع لعملية زرع ذراع قاتل مريض نفسانيا نفذ فيه حكم الإعدام. تدريجيا، يبدأ العضو المزروع في التصرف ضد إرادة المالك الجديد.

أوضحت كلير سيلفيا في الآونة الأخيرة، بعد خضوعها لعملية زرع قلب ورئة، برغبتها المفاجئة للجعة بما أن المتبرع بالأعضاء كان شابا ذا 18 عاما، توفي في حادث دراجة نارية. حتى انها ألفت كتابا حول هذا الموضوع، و من المفترض أن يتحول لفيلم من بطولة سالي فيلد. يؤيد بول بيرسال، عالم النفس، ومؤلف كتاب ‘مبدأ اللذة’، نظرية الذاكرة الخلوية وحقيقة انتقالها. بل يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير في شرحه، عندما يدعي أن “القلب لديه معرفة مشفرة خفية تربطنا بكل ما يحيط بنا. وتشكل هذه المعرفة المتراكمة لدينا العقل والروح (…) فالقلب عضو واعي، حساس، وقادر على التفكير والتواصل “. وكيف يعرف، هذا الرجل الشجاع؟ فلا نفضل أن تكشف للقارئ.

ربما هناك مخلوقات فضائية هم من بثوا هذه المعرفة الغامضة، أو الحكماء القدماء من الشرق؟ أو قرأ روايات إدنا بوكانان، الذي يسأل: “وإذا تضمن الحمض النووي الروح؟ و إذا تضمنت الروح الحمض النووي”

تعطي سيلفيا براون دورة  في سكرامنتو، كجزء من برنامج تعليمي “موازي” ، بعنوان شفاء الجسد والنفس والروح. في جلسة لمدة ساعتين، يمكن أن توضح السيدة براون “كيفية الوصول مباشرة إلى الشفرة الوراثية لكل خلية، والتلاعب به وإعادة برمجة الجسم على العودة إلى الحالة الطبيعية.” هو هراء واضح، ولكن الجمهور يريد أكثر من ذلك.

وإذا كنت أكل الكثير من الدجاج، هل سأضرب الأرض بقدمي وألوح بذراعي؟ وهذا الزوج من مرضى السكري الذين يعيشون في الطابق العلوي؟ صراخ حيوانات المزرعة الذي نسمعه في المنزل، في الليل، هل من الانسولين الذي يتناولونه ومصدره الخنازير والأبقار؟ نحن نفكر بهذا الطفل المسكين بفزع بعد أن زرع له قلبا يعود في الأصل لقرد البابون.

شطر من هذه الأفكار يعود الى افكار قديمة بأن الإنسان ينال أخلاق الحيوان الذي تناول لحمه فيفقد الغيرة اذا ما تناول لحم الخنزير وينال الشجاعة اذا ما أكل قلب الأسد كما ينال الخصوبة اذا ما خصية حيوان ما. لكن أي صنف من الطب لم يُثبت نوعاً من الذاكرة كهذا أو انتقالاً للصفات من هذا النوع سواء عبر الأكل أم الزرع أم أخذ الهورمونات.

كتاب شيفرة القلب (Heart code)  لبول بيرسال الطبيب المغرم بطب السحرة والمشعوذين. رغم أن الكتاب حافل بأمثلة تحاول أن تقارب أي نوعٍ من المشاهدات حول اكتساب الصفات بعد زراعة القلب غير أنه يفشل في إيجاد صفات تستحق النظر في الأمر بأنها قد انتقلت بفعل ذلك العضو. وفضلاً عن ذلك فإن الكاتب يستعين بخرافات الهنود الحمر وشاماناتهم بدلاً من الاستشهاد بأي نوع من البرهان العلمي. بعد الكتاب يبقى القلب مضخة للدم فقط فما يحتويه من خلايا عصبية اثيرت الضجة حولها لا تزيد عن الخلايا العصبية لدماغ نملة. يعني لو افترضنا وجود ذكاء أعلى في القلب فلن يفوق ذكاء نملة أو حشرة مقاربة.

المصدر:

http://www.sceptiques.qc.ca/dictionnaire/cellular.html