مع استمرار اختفاء الدهون المشبعة من الأطعمة لما تسببه من انسداد الشرايين، فقد تم استبدالها بالعديد من الدهون. ومن الأنواع التي تم استخدامها في الأطعمة هو زيت النخيل (Palm Oil)، والذي تعرض بدوره للكثير من الانتقادات.

يتم العثور على زيت النخيل في الكثير من الأطعمة، بما في ذلك النوتيلا وزبدة الفول السوداني، وكذلك في المخبوزات مثل الكوكيز ودانكن دونتس.

تقول وكالة السلامة الأوربية (A European safety agency) أن المواد المنتجة عن معالجة زيت النخيل في درجات حرارة عالية قد تسبب السرطان، استنادا إلى دراسات أجريت على الحيوانات. والخبراء يعرفون أن زيت النخيل ليس صحي لقلبك، وأنصار البيئة حذروا منذ فترة طويل من أن ارتفاع الطلب على زيت النخيل يهدد الغابات المطيرة في العالم ويهدد بعض الحيوانات.

صناع نوتيلا وفيريرو، ردوا على هذه الانتقادات بشن حملة إعلانية قالوا من خلالها أن انتشار زيت النخيل يمكن أن يكون جزء من نظام غذائي صحي. وتقول الشركات المنتجة لزيت النخيل، أنها تستخدم زيت النخيل بطريقة آمنة مع العمل على تقليل إزالة الغابات.

وتقول أليس ليختنشتاين (Alice Lichtenstein) أحد كبار العلماء ومديرة مختبر القلب والأوعية الدموية والتغذية في مركز جامعة تافتس جان ماير للبحوث الغذائية الإنسانية، أن زيت النخيل يأتي من ثمرة النخيل، وهي واحدة من الزيوت النباتية القليلة الغنية بالدهون المشبعة.

في عام 2015 طلبت وكالة إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) من مصنعي المواد الغذائية التخلص من الزيوت المتحولة (trans fats) خلال 3 سنوات. يقول روبرت كوليت (Robert Collette) رئيس معهد التقصير والزيوت الصالحة للأكل، وهي مجموعة صناعية، أن أمر التخلص من الدهون المتحولة أدى إلى زيادة الطلب على زيت النخيل بشكل طفيف. أنه يعطي للأطعمة حجمها وتركيبها، ويستخدم في صناعة السمن النباتي  ويستخدم في العادة لدهن المعجنات  والمثلجات والحلويات.

زيت النخيل ومخاطر الإصابة بالسرطان

قالت هيئة سلامة الأغذية الأوربية (the European Food Safety Authority) أن زيت النخيل يمكن أن يسبب السرطان، استنادا على دراسات أجريت على الفئران والجرذان، على الرغم منها قالت أن خطرها على البشر “غير مؤكد”.

وقامت الوكالة بدراسة المواد الضارة التي تتشكل عند وضع الزيوت النباتية التي تم تسخينها إلى درجة 392 فهرنهايت أو أكثر في الأغذية. وكانت أعلى هذه المواد هي حمض استرات غليسديل الدهنية (glycidyl fatty acid esters) او (GEs)، وهي موجودة في زيت النخيل ودهن النخيل، ومن بعدها الزيوت الاخرى، وفقا لهيئة سلامة الأغذية الاوربية. كما أن المنتجات التي تحتوي على السمن النباتي كالحلويات والكعك هي أكثر المصادر التي يتعرض من خلالها أي شخص فوق 3 سنوات لهذه الزيوت.

وخلصت الوكالة من البحث إلى أن التعرض المتوسط يعتبر خطر للفئات العمرية الصغيرة، بينما التعرض العالي يعتبر مصدر قلق لجميع الفئات العمرية، كما أن التقرير النهائي لا يتضمن مستويات آمنة للاستهلاك. ومع ذلك خلص فريق البحث إلى أن الأطفال الرضع يتعرضون لكميات قليلة من زيت النخيل بشكل لا يشكل مصدر قلق. وقالت اللجنة أن المواد الضارة قد انخفضت في زيت النخيل بمقدار النصف بين عامي 2010 و2015، بسبب تدابير طوعية قام بها المنتجين لتحسين تقنيات تصنيع الزيوت.

وقالت شركة فيريرو بأنها تقوم بمعالجة زيت النخيل المستخدم في منتجاتها بدرجة حرارة أقل من 392 فهرنهايت ومع ضغط منخفض لتقليل المواد الضارة.

زيت النخيل وصحة القلب

تقول ليختنشتاين زيت النخيل ليس الخيار الأول لصحة القلب، لكونه يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة. وتضيف “لصحة القلب فإننا نوصي الأشخاص بالدهون المتعددة الغير المشبعة، مثل فول الصويا والذرة، لكن الأشخاص عادة ما يستخدمون زيت النخيل لتحضير الأطباق، أو تناول الطعام المعد مع زيت النخيل، في حين يجب أن يقتصر استخدامه في مناسبات قليلة”.

في أحد الدراسات، وجد أن زيت النخيل وزيت فول الصويا المهدرج يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول (LDL) أو الكوليسترول ” الضار” مقارنة مع زيت فول الصويا العادي وزيت الكانولا عند الأشخاص الذين يمتلكون نسب كوليسترول غير طبيعية في الدم.

وخلص الباحثون في تحليل آخر إلى أن تناول زيت النخيل يؤدي إلى ارتفاع كوليسترول (LDL) مقارنة بتناول الزيوت النباتية منخفضة التشبع. وأوصوا بقطع استخدام زيت النخيل وتعويضه بالزيوت النباتية منخفضة التشبع والمتحولة. ولكن العديد من صناع المواد الغذائية يستخدمون زيت النخيل بحجة انهم يستخدمونه لفترة طويلة وبشكل معتدل.

يذكر موقع شركة نوتيلا عدة ملاحظات بخصوص زيت النخيل، منها “استخدم زيت النخيل في الغذاء من قبل البشر منذ آلاف السنين”. وتقول الشركة أيضا أنها تستخدم “معالجات حرارية معتدلة” لتقليل المواد الضارة والتي نوتيلا” والتي هي بالفعل في خط مع الحد الأعلى الجديدة الذي أوصت به هيئة سلامة الأغذية الأوربية”.

بينما تقول شركة كيرل سكوتس الأمريكية على موقعها “الخبازين لدينا مرخصون لاستخدام زيت النخيل بأقل قدر ممكن في الكعك ونحن ملتزمون بالبحث عن بدائل”.

زيت النخيل والبيئة

تقول شارون سميث (Sharon Smith)، مديرة حملة الغابات الاستوائية ومبادرة اتحاد العلماء المهتمين بالمناخ، أن مخاطر استخدام زيت النخيل لا تقتصر على الصحة فقط. فانتاجه يدمر الغابات العالمية ويدفع العديد من الحيوانات لمغادرة بيئتها الأم.

وتضيف “الاهتمام البيئي الأول هي إزالة الغابات المدارية، بشكل خاص في إندونيسيا وماليزيا، حيث يتم إنتاج 85-95% من زيت النخيل في العالم. فلا يمكننا الحد من آثار التغير المناخي ما لم نعالج إزالة الغابات”.

آراء صناع الأغذية

يقول كوليت أن أعضاء من معهد تقصير الزيوت الصالحة للأكل تأخذ كل المخاطر البيئية والصحية على محمل الجد. ويضيف أيضا أن منتجي زيت النخيل وضعوا بشكل علني على مواقعهم الالكترونية تعهدات بخصوص الزيت والمساهمة في عدم إزالة الغابات.

ويقول أن بعض معالجي زيت النخيل انضموا لاجتماعات الطاولة المستديرة الدائمة الخاصة بزيت النخيل المستدام. والهدف من ذلك هو “تعزيز نمو واستخدام زيت النخيل المستدام ” من خلال معايير عالمية وإشراك كل من له مصلحة في ذلك. وتقول شركة كيرل سكوتر أنها عضو في الطاولة المستديرة.

كما أنهم أيضا يحاولون تقليل المواد الضارة التي تتكون عند معالجة زيت النخيل.

المصدر:

Kathleen Doheny, “Palm Oil: The New Fat Under Fire“, WebMD Health News, February 09, 2017, viewed at: February 20, 2017