يقوم الساحر الشهير سلوديني “Slydini” بحمل صندوق فارغ ليراه الجميع. لكن هو بالحقيقة ليست مجرد صندوق حقيقي – فما يظهر لنا هو فقط أربعة زوايا متصلة بقماش يغطي الجدران المصنوعة من الورق المقوى، ليشكل متوازي أضلاع مرن من الأسفل والأعلى. لكن عندما يضعه الساحر على الطاولة يبدو وكأنه صندوق حقيقي.

الآن يبدأ بلف ورقة صفراء كبيرة من المناديل الورقية على شكل كرة، ومن ثم يصفق بيديه، كما انه يقوم بتكوين كل الكرات الجديدة بقبضته ثم يعدل ذراعه، وبدون إي حركات مقنعة فالجمهور يحدق بيده المغلقة بعد فتحها. كان يفتحها والكرة لا تزال هنالك، لا شيء يحدث!!

فيقوم سلوديني بإغلاق يده مرة أخرى على المناديل الورقية، ويبدأ بإمالة يده حولها، ببطء ورشاقة، مثل بطن راقصة، أداءه يفتن. وبيده الأخرى يمسك كمية وهمية من غبار الجنية ويرشه على الجزء العلوي من الصندوق. لكن في هذه المرة عندما يفتح يده تكتشف أن المناديل الورقية قد اختفت! أربع كرات من المناديل الورقية تختفي. وفي الختام يقلب سلوديني الصندوق إلى الإمام فيحدث شيء مستحيل: جميع الكرات الأربعة عادت للظهور في ظروف غامضة.

اشتهر أداء سلوديني بعد أن نفذه في برنامج ديك كافيت “Dick Cavett Show” في عام 1973، وكانت إحدى حيله الإبداعية وعمل استعراضي رائع. فالدماغ لا يستطيع تنفيذ العديد من المهام.

الآن سوف نكشف بعض أسرار السحرة، لا تتابع القراءة أذا كنت لا تريد أن تعرف كيف يفعلون بعض الخدع.

تعتمد خدعة سلوديني على الغموض خداع الأشخاص بجعلهم لا يفكرون بالطرق الصحيحة لكشف الخدعة. فعندما يصل إلى حركة رش غبار الجنية ، كان يستخدم نفس حركة اليد التي يسقط بها الكرات داخل الصندوق (حيث ينقل الكرات بين يديه). ورش الغبار حيلة  لا يوجد ما يبررها، فهو يبدو كتكتيك سبق وان شرح في مقال شارك في كتابته العديد من السحرة السابقين منهم ابولو روبنز ” Apollo Robbins” وجيمس راندي “James Randi” و ماك كينك “Mac King” وكذلك جوني تومسون “Johnny Thompson”. وهؤلاء الكتاب يشيرون إلى أن هذا النوع من الحركات يقوم بها الساحر للقيام بغرض ما.

يقوم دماغنا بتوجيه خاطئ لأفكار الناس بصورة تلقائية عن طريق تفسير نواياهم. فنحن عندما نرى شخص ما يرمي نظارات من فوق جسر ما نفترض أن النظارات قد انزلقت. ولكن الساحر يقوم بنفس الحركة لإخفاء شيء ما في فمه. الحركة غامضة في الأساس مهما بدت واضحة لنا، فالدماغ لا يستطيع أن يتصور حدوث عملين في وقت واحد. لذلك كل ما على سلوديني أن يقوم به وتشتيت انتباه المشاهد نحو غرض واحد (وهو رش غبار الجنية) في حين هو يقوم (بإسقاط الكرات) وهنا تكمن الخدعة السحرية.

قوى الظلام

CREDIT: JASON LEE Scientific American

يستخدم الساحر بول دانيلز “Paul Daniels” غموض سحري لحاسة اللمس في خدعته الشهيرة والتي تدعى “قوى الظلام”. فقط يظهر في الصورة أعلاه متطوع وهو يفحص شماعة الملابس (الجانب الأيسر من الصف العلوي)، ومن ثم يستبدل الشماعة التي فحصها المتطوع مع شماعة معدلة، والتي فيها فتحة (الجانب الأيمن من الصف العلوي). وحين القيام بالتبديل تكون عيون المتطوع مغلقة (الجانب الأسفل) في حين أن الجمهور لا يرى سوى الوهم البصري.

وتنطلي الخدعة على المتطوعين لأنهم يتفحصون الشماعات الأصلية، ولا يعلمون بشأن التبادل، لذلك يتخيل لهم أن الشماعات قد مرت من جسدهم بطريقة سحرية. بينما يقوم الساحر بإغلاق الفجوة الموجودة في الشماعة المعدلة في ذهنه: التطبيق العملي لمبدأ (الاستمرار الانسيابي) هو عن طريق اللمس.

الفتاة المتعرجة

CREDIT: JASON LEE- Scientific American

الساحر انتوني بارنهارت ” Anthony Barnhart” والذي يعرف باسم (الساحر توني – Magic Tony) وهو أيضا عالم إدراك في كلية كارتهيج (Carthage College). يفترض أن بعض الخدع السحرية تعتمد على الأوهام والتي تخضع لقوانين الجشطالت البصرية “Gestalt laws of vision”. ومبدأ الجشطالت ” Gestalt principle” مستمد من مبدأ الاستمرار الانسيابي والذي يؤكد على أن نظام الرؤية لدينا يقوم بتنظيم أجزاء مقطعة يتم محاذاتها إلى أشياء مستمرة.

ويقترح بارنهارت أن الخدعة السحرية ذات الانتشار الشعبي والتي تدعى (الفتاة المتعرجة – the Zig Zag Girl) تعتمد في نجاحها على مثل هذه الإشارات البصرية المبهمة. ففي قياسات الخدعة  (في اليسار) في الصورة يظهر المربع الأوسط كيف انه بداخل المنطقة يجب أن تكون مجزئة بطريقة سحرية. دون تصور رسم للمرأة (في اليمين) تصبح الخدعة اقل سحرية، والانحناءات الجانبية للجسد تكون معقولة.

 

المصدر:  http://www.scientificamerican.com/article/how-magicians-trick-your-brain /