تحليل أجري على حلقات جذوع الأشجار يكشف نشاط غير طبيعي للشمس في منتصف عصر الهولوسين (Holocene).
فقد قام فريق دولي بقيادة باحثين من جامعة ناغويا، بجانب زملاء لهم من جامعات أمريكية وسويسرية، وقام الفريق بتحديد نوع من الأحداث الشمسية الجديدة والمؤرخة لسنة 5480 قبل الميلاد، وقاموا بتحليل جذوع الأشجار عن طريق قياس مستويات الكربون 14 (carbon-14)، والذي يعكس آثار الإشعاع الكوني على الغلاف الجوي في ذلك الوقت. وقد اقترح فريق البحث أسباب هذا الحدث، وبالتالي زيادة معرفتنا الكيفية التي تتصرف بها الشمس.

عندما يتغير نشاط الشمس، فإن ذلك يتبع بتأثيرات مباشرة على الأرض. على سبيل المثال، عندما تكون الشمس غير نشطة نسبيا، فإن كميات الكربون 14 سوف تزداد في الغلاف الجوي. ولأن الكربون الموجود في الغلاف الجوي يمتص من قبل الأشجار، فإن مستويات الكاربون 14 في حلقات الأشجار يعكس النشاط الشمسي والظواهر الشمسية الغير عادية في الماضي. قام فريق البحث بتحليل عينة من حلقات شجر الصنوبر من نوع (bristlecone) وهي من الأنواع التي تعيش لآلاف السنين، لكي ينظروا إلى الوراء في عمق تاريخ الشمس.

وقال تيموثي جيل (A. J. Timothy Jull) من جامعة ولاية اريزونا، أن “قمنا بقياس مستويات كربون 14 في عينة من شجر الصنوبر في ثلاث مختبرات مختلفة في اليابان، والولايات المتحدة وسويسرا، لضمان موثوقية النتائج. وقد وجدنا تغير في مستويات الكربون 14 والتي كانت مفاجئة بشكل أكبر مما وجدناه في الأوقات السابقة، باستثناء أحداث الأشعة الكونية في عامي 775 و 994 ميلادية، واستخدمنا البيانات السنوية بدلاً من البيانات لكل عقد، وهذا ما سمح لنا بتحديد بشكل دقيق متى حدث هذا التغير”.

وقد حاول الفريق تطوير تفسيرهم للبيانات الخاصة بنشاط الشمس الاستثنائي وذلك بمقارنته بخصائص التغير بمستويات الكربون 14 مع الظواهر الشمسية الأخرى المعروفة والتي وقعت خلال ألفي سنة مضت.

وقالت فيوسا مياكي (Fusa Miyake) من جامعة ناغويا، أنه “أن هذا الحدث المكتشف حديثا أكثر إثارة من الاحداث الاخرى التي وجدت حتى الآن، كما يمكننا المقارنة بين بيانات كربون 14 لكي نعرف ماذا حدث لأشعة الشمس في ذلك الوقت. ونحن نعتقد أن أي تغيير في النشاط المغناطيسي للشمس إلى جانب سلسلة من الانفجارات الشمسية القوية، أو أن ضعف الشمس هو ما أعطانا بيانات لحلقات الشجر الغير عادية”.

هنالك فقر في فهم الآليات الكامنة وراء النشاط الشمسي الغير عادي قد أعاق الجهود المبذولة لشرح النتائج النهائية التي توصل إليها الفريق، ويأمل الفريق بدراسات إضافية مثلا مقارنة النتائج المتداخلة لألسنة اللهب المنبعثة من النجوم الأخرى مثل الشمس، يمكن أن تؤدي إلى تفسير دقيق.

المصدر:

Nagoya University. “What happened to the sun over 7,000 years ago? Analysis of tree rings reveals highly abnormal solar activity in the mid-Holocene.” ScienceDaily. ScienceDaily, 7 February 2017.