العلاج البديل … الكذبة التي صدقها مروجوها

العلاج البديل لا يرقى الى مستوى الطب

 

في البداية:

جذب انتباهي وزاد اهتمامي بموضوع العلاج المثلي (او المثلي كما يسمونه) حين كنت اقرأ كتاب “الخرافة:الإيمان في عصر العلم” للمؤلف “روبرت ل.بارك” فقد تناول موضوع العلاج المثلي في احد فصول الكتاب بشكل علمي جعلني أتمسك أكثر بموقفي ضد هذا العلاج، وأنا أشاهد الانتشار الواسع لهذا النوع من العلاج وأنواع أخرى تحت مسمى “الطب البديل” في مجتمعنا الشرقي دون إي دراسة أو استفسارات علمية موثوقة. وقد نلاحظ في بعض الأحيان إن الإنسان بإمكانه إن ينفق الكثير من المال في طلب هذا النوع من العلاج دون استشاره طبية مختصة عن مرضه أو حتى دراية كافية بالمواد التي يستعملها ومدى تأثيرها على جسمه.والذي يدفعه الى مثل هذا التصرف هو ما اخبره به الأقرباء أو الأصدقاء أو بعض الآراء الدينية مثل (الطب النبوي) الواسع الانتشار في مجتمعنا المسلم .وسوف أحاول بقدر استطاعتي إن أقدم للقارئ معلومات عن هذا العلاج.

تعريف لابد منه للعلاج المثلي:

العلاج المثلي هو استخدام أجزاء من الحيوانات أو النباتات أو بعض العناصر المعروفة أو النادرة لعلاج مرض معين وتكون الالية هي العلاج بنفس الداء بما معنى العلاج بالمثل ويسميه مناصروه قانون العلاج بالمثل (Law of Similes) . حيث يكون العلاج بإعطاء المريض كميات من مواد تسبب نفس إعراض المرض ولكن بجرعات مخففة لكي يتم العلاج والتخلص من المرض على الرغم من  ان أكثر المواد هي مسكنات لا غير.

واكتشف هذه العلاج إي العلاج المثلي على يد “سامويل هاينمان” (فيزيائي وكيميائي ألماني  1753-1843)، والذي هاله الطرق السائدة في الطب وقتها والتي تعتمد على البتر وإسالة الدم… فتخلى عن تجاربه الطبية وبدأ رحلة تجارب لاكتشاف الدواء ومنافعه الشفائية.ضمن أبحاثه قام “هاينمان” بتجربة مواد عدة على نفسه وعلى إتباعه وسجل بدقة التفاصيل الكاملة والعوارض، وبعد نجاح تجاربه بدأ يطبّق تلك العلاجات على المرضى على أساس العلاج بالمثل . وقادته التجارب إلى استنتاج مفاده أن عدم التوازن في الطاقة الحيوية في الجسم هو سبب المرض، وعلاجه يتم عبر تحفيز بسيط من مواد ملائمة تعطي الجسم القدرة على علاج نفسه بنفسه. كما اكتشف “هاينمان” أن العلاج يصبح فعالاً بشكل أفضل إذا تم تحضير الدواء ثم تخفيفه أو مزجه.تم إدراج الأبحاث والكتابات التي قام بها هاينمان تحت إطار الطب المثلي في منتصف القرن التاسع عشر. ولم تمض فترة طويلة حتى تم قبول العلاج المثلي كطب معترف به في دول عدة من العالم وتمت ممارسته على نطاق واسع في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية ودول شرق آسيا.

كيف تصنع الادويه:

تصنع الادوية من خلال قطع الجزء المفيد من النبات أو الحيوان وبعد ذلك سحق الجزء أو خلط أنواع من النباتات أو الحيوانات وقد تصل المواد المستخدمة إلى إلفين ماده، ثم توضع  في  محلول معين حسب نوع العلاج و من هذه المحاليل (الكحول المعد من الحبوب) . ومن ثم يتم تخفيف هذه التركيبة بإضافة الماء أو سائل أخر(وتمثل هذه المرحلة اغلب الانتقادات الموجهة ضد هذا النوع من العلاج وسوف نذكر الأسباب فيما بعد) . ثم نقوم برج هذا التركيب في كل مرة نخففه فيها وبالتكرار إلى إن نصل إلى درجة التخفيف المطلوبة. وبهذا نحصل على علاج جاهز لاعطاءه للمريض “المسكين”.

الآثار الجانبيه…… وهنا يبدأ النقد:

بداية اهتمام هانيمان بالعلاج المثلي كان عند قيامه بترجمة البحوث لكسب رزقه. وصف احد البحوث علاج للملاريا بلحاء الكينيين, ومن شدة فضوله جرب هذا العلاج عليه شخصيا . وقد واجه إعراض تشبه إعراض الملاريا . لكن بعض هذه الأعراض ربما لإمراض أخرى غير الملاريا كالحمى مثلا تكون شديدة لدرجة تكاد تنفي سبب ابتعاد هانيمان عن الطب التقليدي ألا وهو التخفيف من الإعراض الجانبية المتسببة من الادوية التقليدية ولكن لان العلاج المثلي يحتوي على مسكنات لذلك أكثر الإعراض لا تكون واضحة لعقل المريض. وفي محاولة لتقليص هذه الإعراض قام هانيمان بتخفيف الدواء ولاحظ تقلص بالإعراض وهنا يستطيع الإنسان العادي معرفة إن الدواء هو الذي يمنعهم من التحسن أو يقلل ويبطئ من عملية الشفاء . ولكن وصل هانيمان إلى استنتاج معاكس . فقد ظن انه كلما خفف الدواء زادت الفعالية. وأعلنه كثاني أهم انجازاته. دون إن يقدم إي أسس علمية أو مقومات يسند اكتشافه من خلالها.وهنا يمكننا إن نطرح سؤالاً مهماً “إلى ماذا ينسب الشفاء؟ هل هل ينسب للمادة المستخدمة كعلاج؟ أم للإيحاء النفسي لعقل المريض؟ أم لقدرة جهاز المناعة الخاص بالجسم؟”

علاج لا يحتوي على علاج :

العلاج البديل قائم على خداع الناس

هانيمان لم يتوقف عن التخفيف بل استمر إلى إن ألغى الجزء المادي في العلاج . فهو يعتمد كما ذكر في كتابه “قانون فن الطب” إلى القوة الروحية في الطب حيث كان يعتقد أنها أقوى حين لا تتصل بشيء مادي وذكر كمثال، إن الحصبة وجدري الماء ينتقل بين الأشخاص دون إن يكون هنالك اتصال مادي وقد قارنها وبشكل غريب بالنسبة لطبيب لديه خبرة علمية بالقوة المغناطيسية التي تجذب المعادن إليها دون إن يكون إي اتصال بين المعدن والعنصر وهذا هو (المذهب الحيوي) معتمد على خرافة العصر الذي عاش فيه حيث كان يعتقد إن الحياة تتضمن وجود روحي ما وراء الكيمياء والفيزياء وهذا ما كان منتشر في ذاك الزمن.

على الرغم من معاصرة افوكادرو لهانيمان إلا إن حتى افوكادرو لم يكن يعلم به لأنه بعد سنة من نشر الطبعة الأولى لكتاب هانيمان (قانون فن الطب)، شرح افوكادرو أساس قانون الغاز المثالي الذي يجب إن يحتوي على عدد كهذا، وقد مرت خمسين سنة ومن ثم قام لوخشمدت ،وهو فيزيائي ألماني، بتحديد عدد افوكادرو فعلا. أو عدد لوخشمدت كما معروف في الدول الناطقة بالألمانية وهو الأصح.

واستمر هانيمان بالتخفيف والرج “الهز” بين التخفيفات .وقد أصبح واضحا اليوم إن عدد التخفيفات الذي وصفه يتجاوز بعيدا العدد الذي قد يصل به إلى إزالة الجزء المادي للعلاج فيكون المتبقي منه الجزء الروحي هذا لا يمكن الاعتماد عليه طبيا. وقد يكون هذا من حسن حظ مرضى هانيمان. فمرضى الطفح يعالجون بشيء يسبب الطفح حسب قانون الأشباه. وكانت إحدى وصفاته هي الصفصاف السام ولحسن حظ المريض يطبق قانون الطب بالتخفيف متناهي الصغر فالتخفيف 30C وهو أكثر من كافي لنفي المادة السامة في العلاج. ولو عمل الجهاز المناعي للجسم بشكل صحيح خلال فترة العلاج وتمكن من الشفاء سينسب للعلاج المثلي نجاح أخر ما كان ليحققه لولا التخفيف.

عندما نسال احد الأطباء المتخصصين بالعلاج المثلي كيف يشفي هذا الدواء وهو لا يحوي على إي محلول طبي سوف يهز كتفيه ويرفع انفه ويقول “الماء يتذكر” ولكن كيف للماء إن يتذكر . كيف إن للمعلومات إن تخزن في المحاليل .إذا كان هنالك إي محلول طبعا.

الانتشار:

مع انتشار الخبر عن النجاحات أو ما كان يعتقد عند الكثيرين انه نجاح دون نظرة علمية صارمة. بدأ الأطباء يعتقدون انه الحل أو الخدمة الكبرى للبشرية. وهو ما جعله ينتشر بصورة كبيرة في أوربا وتبنت أوربا هذا “النجاح”. على الرغم من إن قوانين العلاج المثلي ليس إلا مجرد هراء بالنسبة للعلوم الحديثة أو ما وصل له العلم في الوقت الحاضر، سمح قانون متناهي بالصغر للأطباء بشفاء مرضاهم دون تسميمهم والذي يحول بين الناس و الإفراط بشرب الادوية، ولازال ومع الأسف العلاج المثلي يستعمل وبشكل أساسي لبعض الناس في الوقت الحاضر على الرغم من التطور العلمي الكبير بمجال العلاج و الادوية.

وفي ذلك الوقت وعبر الأطلسي كان هنالك عجز طبي كبير من الأطباء المدربين، وكان معظمهم قد قضى تحت تدريب طبيب أخر، وربما بالنسبة للطب الحديث لا يمكن تفرقتهم عن باعة زيت الأفعى المتجولين آنذاك، وهم بالكاد يقرأون دون إي مؤهلات طبية، متواجدين في الريف الأمريكي حيث وجد العلاج المثلي بيئة مناسبة للانتشار، حيث يبيعون علاجات تافهة بكل ما للكلمة من معنى تشفي كل علة أو كل “مغفل”، الاعتقادات الموجودة في المجتمعات القديمة احتوت علاجات سحرية مجهولة وغير صحيحة بالنسبة للعلم الحديث “ولا تزال إلى ألان” حيث تسند هذه العلاجات إلى خرافات طبية دائما ولا عقلانية.

وجد الأطباء في أمريكا ارض خصبة للعلاج المثلي فهي كما نعرف “ارض الأحلام” فلا مكان للواقع فيها حيث بدأ في فلادليفيا، ومن ثم انتشر في جميع إرجاء القارة ألحديثة ومع نهاية القرن التاسع عشر بدا وكان العلاج المثلي أصبح هو السائد في الطب الممارس في أمريكا .

عندما يظهر العلم تختفي الخرافة:

اكثر خلطات العلاج البديل لا تحوي اية فائدة

البعض يدعون أنهم يستطيعون شفاء الناس من الأمراض وذلك بواسطة قوى باطنية، ولكن هنالك آخرون يحتالون بتعمد وانتهازية على أشخاص في حالة حساسة. رغم إن العلاج الذي يقدمونه غير فعال إلا إن هؤلاء المخادعين يحصلون على أتباع مخلصين ببساطة لنسبتهم الشفاء الطبيعي للمرض إلى أنفسهم. والأطباء يقومون بمثل هذه الأفعال أحيانا. لكن كيف لنا إن نعرف العلاج الفعال من العلاج غير فعال؟ العلم والاختبارات هي التي تقول لنا إن هذا العلاج يعمل وغيره محض هراء.

ولكن الاكتشافات العلمية في بريطانيا لم تترك الطب بيد الروحانيون أو إي شكل من إشكال الخرافة. وكذلك العمل العظيم الذي قام به باستر وكوخ وهم أصحاب نظرية الجراثيم.

وفي أمريكا اختارت مؤسسة (كارنيجي) منظرا تربويا وهو أبراهام فلكسنر لكي يتولى مهمة التفتيش على التعليم الطبي، اختيارا ملهما قام على فكرة “إن كان للمرضى إن يحصدوا النفع الكامل للتقدم الحديث في الطب، فلا بد من المطالبة بتعليم طبي أكثر مشقة وكلفة” . وخلال عام ونصف قام فلكسنر وبشكل مدهش إن يزور 155 مدرسة طبية وهي جميع مدارس أمريكا و قدم تقرير كان له اثر هام جدا ، فقد أغلق كل الكليات الطبية الخاصة، بما فيها كليات العلاج المثلي.

و بقت مستشفى صامويل هانيمان في فلادليفيا  التي تعود إلى الثلاثينات ، ولكن الاسم هو اليوم مجرد تذكير بالقوة التي امتلكها العلاج المثلي يوما ما ولم يمارس العلاج المثلي في المستشفى لسنوات عديدة. ولكن مئات الآلاف من الناس مازالوا يلجأون لهذا العلاج أو “لازالوا يصدقون الخرافات”.

 

الطب البديل …. صور أخرى للعلاج المثلي:

ربما يمكن عذر هانيمان على الخلط الذي وقع فيه لان في وقته وعند إطلاق أول نسخة لكتابه (قانون الطب العام) سنة 1810م ، لم تولد بعد نظرية الجراثيم المرضية لان كوخ و باستور لم يولدا بعد. وكان الاعتقاد بان الأمراض تنتقل بالهواء الفاسد شائعاً.

ولكن لا يمكن السكوت على إتباعه وهم يروجون لهذه الأمور. فهم عرفوا ودرسوا عدد افوكادرو في الثانوية و كذلك نظرية الجراثيم قبل ذلك بكثير. وقد عرفنا بعد موت هانيمان الكثير والكثير عن العلاج والوقاية وكذلك عن الأمراض وكيفية القضاء عليها. ومع ذلك يستمر الكثير منهم وهم آلاف حول العالم يعتمدون على العلاج المثلي إما دجلاً وخداعاً للناس أو مجرد عناد.

ليس العلاج المثلي فقط بل هنالك الكثير من ما يسمى بالطب البديل. مثل الإعشاب، الوخز بالإبر، الطب النبوي وغيرها من الأمور التي تمثل ثقافة منفصلة عن الطب لا يمكن تسميتها بالطب البديل فلا يوجد طب عادي وطب بديل بل يوجد فقط طب يعمل ومجرب وموثوق من قبل مؤسسات مختصة عالميا والبقية محض هراء أو “ضحك على الذقون”.

هنالك من الادوية التي يتم تطويرها والعمل عليها وتؤخذ من الإعشاب أو ما يثبت له فائدة فلا يعود “طب بديل” بل هو احد أوجه الطب الحديث الذي يعتمد على البحث العلمي.

 

 

الطب النبوي:

بول البعير يحتوي على سموم تؤذي الانسان

هو مجموع ما ثبت وروده عن النبي (ص) مما له علاقة بالطب، سواء كان آيات قرآنية أو أحاديث نبوية شريفة، ويتضمن وصفات داوى بها النبي (ص) بعض أصحابه ممن سأله الشفاء، أو أنه دعا إلى التداوي بها، كما يتضمن توصيات تتعلق بصحة الإنسان في أحوال حياته من مأكل ومشرب ومسكن ومنكح، وتشمل تشريعات تتصل بأمور التداوي وأدب الطب في ممارسة المهنة وضمان المتطبب في منظار الشريعة الإسلامية.

جميع علماء الحديث في كتبهم التي جمعوها من كلام النبوة أبواباً خاصة تحت اسم “باب الطب”، وكان البادئ منهم في ذلك الإمام مالك في موطئه، وتبعه في ذلك البخاري فمسلم فأصحاب السنن وغيرهم.

لن أتعمق بالموضوع بل سأذكر ما أثار جدلا وهو وصف النبي لبول البعير كدواء وهذا غير مقبول علميا ولا عقليا. من ناحية العلم يمثل البول مخرج للجراثيم الموجودة في الجسم فكيف يكون علاج وهو يحتوي على مواد سامة تخرجها الكلية بعد تصفية الدم. إما عقليا لا يوجد إنسان عاقل يقبل إن يشرب البول (إلا القليل وهم حالات شاذة) فالنفس البشرية لا تتقبل ما هو يدل على النجاسة والإسلام دين نظافة فإننا نجد الكثير من الأحاديث والآيات القرآنية تحث وتوجب على النظافة ومن ثم نجد إن العلاج يوجد في أنجس مادة تخرج من الجسم والمشكلة من جسم حيوان.

وما يدعم كلامي ما حدث عند عودة مواطنان تركيان من العمرة  فقد تم نقلهما إلى المستشفى في بلادهما بسبب إصابتهما بمرض شديد اثر شرب حليب وبول الناقة لاعتقادهما إن حديث يذكر إن تناولهما صحي. وذكر موقع صحيفة (حرييت) التركية إن الرجلين نقلا بعد عودتهما من مناسك العمرة بسبب تناول حليب وبول الناقة، وقالا إن حديثا نبويا يقول انه مفيد للصحة، وأشارا إلى إن “إماما” شرب البول والحليب معهما.

وادخل التركيان إلى المستشفى وهما يعانيان من حرارة مرتفعة ومعدلات غير طبيعية من إنزيمات الكبد، وأظهرت الفحوص اللاحقة إن الرجلين أصيبا بفيروس الخمرة، وهو مرض خطير يتراوح نسب الوفاة فيه بين 25 و35%. وتحدث الكثير من حالات التسمم التي لا نسمع عنها أو لا تصل الينا لسبب أو لأخر.

وهنالك الكثير من الخرافات في الطب النبوي ومنها إن النبي قال : “إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم يطرحه ،فان في إحدى جناحيه داء، وفي الأخر دواء”. الذباب ينقل الكثير من الأدواء (جمع داء) وليس داءً واحدا لا ثاني له. إن الذباب معروفٌ عنه نقله لداء الليشمانيات، داء العمى النهري، داء المثقبيات الأفريقي، داء البرتونيلات، داء النغف، حمى التيفوئيد، الجذام، الزحار وغيرها. كذلك هناك أنواع محددة من الذباب تنقل أدواءً محددة جداً وبالغة الخطورة كما هي حال حمى الكالازار والتي تنقلها ذبابة الرمال ولا ننسى داء النعاس والذي تنقله ذبابة التسيتسي!

من الواضح في الحديث الصحيح تحديد الجناحين بقوله “إن في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاء (أو دواء)”. هذا يخالف ما اكتشفته مرشحة الدكتوراه جوان كلارك والعالمين الذين وجهاها في بحثها، إذ هي لم تكتشف المضادات الحيوية على جناح واحد فقط وإنما على كل سطح الذباب وحتى في جهازها الهضمي! إن الماء، وهو من المكونات الأساسية للأطعمة، ليس صالحا لاستخلاص هذه المضادات الحيوية وإنما بالدرجة الأولى إلى انتقال الكائنات المهجرية المسببة للمرض. فكما إن العلماء استخلصوا هذه المضادات الحيوية عبر غسل الذباب بالايثانول ومن ثم تصفيتها ووضعها في إناء بتري يحتوي على أنواع بكتيرية وفطرية محددة جرى عليها الاختبار.

في الختام:

إن العلاج المثلي وغيره من العقاقير هي من المعتقدات التي ظهرت قبل ظهور العلم الحديث وما رافقه من اكتشافات و منجزات عظيمة فيجب إن تدرس، ومن ثم يتم الحكم عليها، و ما لم يخضع للدراسة العلمية يجب إن يستبعد من قائمة اختياراتنا. إن العلاج المثلي وغيره من الأدوية والعلاجات تعتمد وبصورة كبيرة على الإيحاء النفسي، والإيحاء النفسي يختلف من شخص إلى أخر فلا يمكن إن نعتمد عليه، فهو يكون نافع لأشخاص وضار للكثيرين.
لابد للعلم أو المعرفة إن تكون صاحبة الكلمة الفصل في جميع أمور الحياة الصغيرة والكبيرة منها. ولا سميا الأمور المتعلقة بالصحة العامة والخاصة، ويجب الابتعاد عن الخرافات التي لا يجمعها بالعلم الحديث شيء، فهي أمور تمس الحياة اليومية للإنسان بشكل كبير .
وليس كل ما كان يستخدم قبل ظهور الطب الحديث هو مستبعد أو مضر، توجد الكثير من العقاقير التي تم فحصها و التأكد من الفائدة التي تحويها.