الفضائيون وآثار حضارة الإنكا. منذ اكتشافها عام 1911 من قبل المستكشف الأمريكي هيرام بينغهام، جذبت مدينة ماتشو بيتشو (Machu Picchu) على مر السنوات عددا كبيرا من علماء الآثار في محاولة لحل لغز كيفية بنائها و لماذا ؟ و حتى متى تم ذلك ؟

رغم أن شعب الإنكا لم يكن يدون تاريخه كتابياً فقد ظهرت عدة فرضيات تحاول تفسير كيفية بناء هذا الصرح العظيم.. في مقالنا هذا سنتحدث عن إحدى الآثار القديمة التي قيل أن تشييدها يعود لحضارات فضائية، حيث سنشرح رد معارضي ادعاءات الفضائيون القدامى على مؤيديها حول الطريقة التي بنيت بها صروح ماتشو بيتشو.

إن البناء الإنكي القديم و بحسب إدعاءات وثائقي الفضائيون القدامى الذي بث على قناة هيستوري (History) الأمريكية قد إرتكز و تمحور حول المنحنيات و الحواف المشطوفة في الحجارة، و قد قيل بأن هذه الحواف في الصخور قد تم تذويبها، و لاحظ عندما تستمع إليهم و هم يحاولون بناء فرضيتهم أنهم يقولون بأن كلامهم حقيقة إعتمادا على هيئة تلك الصخور و شكلها فقط.

يقولون هنا :

“هناك الكثير من الدلالات في الكثير من هذه الصخور التي تظهر آثار كمية كبيرة من حرارة سلطت بغرض إذابة و تشكيل الصخور لتوضع بشكلها المثالي الذي هي عليه، و هذا يطرح الكثير من التساؤلات. إذا نظرت إلى الشكل الذي تم به بناء حائط ساكسومان، (Saxoman) فستلاحظ حتما أن الحجارة تبدو وكأنها تم تشكيلها كالصلصال، و إذا كنت تستطيع تشكيل الصخور كالصلصال فإنك بشكل مفاجئ وبالرغم مما تحمله هذه الفرضية من جنون ستجد أنها أكثر منطقية من بقية الفرضيات “.

حسنا، إن إذابة الغرانيت أو أي نوع من أنواع الحجارة و إعادة تشكيله سوف يترك أدلة غير قابلة للدحض في داخل و على سطح الحجارة نفسها، و بتعبير آخر إن كانت هذه الصخور قد أذيبت بالفعل سيكون إثبات ذلك سهلا للغاية. وبغض النظر عن مظهر هذه الحجارة سيكون الجواب قاطعا نعم أو لا. يتجاهل أصحاب نظرية الفضائيون القدامى هذه الخطوة في إثبات أو نفي نظريتهم، و بدلاً من ذلك فهم يفترضون أن الصخور قد تمت إذابتها بناءاً على شكل الحجارة، ثم إنتقلوا لخطوة، محاولة إكتشاف من الذي كان بمقدوره وقتها إستخدام التكنولوجيا اللازمة لإذابة الحجارة.

يقول أصحاب الفرضية هذه :

“أمتلك مشعل حجارة أستخدمه عادة لإذابة و تشكيل الغرانيت أحيانا، و هو ينتج حرارة عالية جدا تصل إلى 3000 درجة مئوية، وهذا كثيرٌ جداً”.

“عندما تتمعن في تاريخ القدماء ونرى تكنولوجيا لا يمكن أن يكونوا على دراية بها، هنا ينبثق إحتمالان لا أكثر، إما أن الله هو من قام بهذا و هو ما لا نعتقده أنه حدث، أو أن حضارة متقدمة ما من كوكب آخر تملك من التكنولوجيا ما تملك هي التي ساعدتهم على إنجاز ذلك البناء، ثم أخذوا موادهم و معداتهم و عادوا إلى كوكبهم الأم”

أعتقد أن هناك إحتمالا واحدا آخر فقط ربما لم يخطر على بال الدكتور مايك دان في الإقتباس السابق للوثائقي، كل الأحجار التي تم تشكيلها في أي موقع للإنكا لديها ما يسميه علماء الآثار ب ” Pitscars : أو الندبات الصغيرة التي تحدث عندما يتم إستخدام مطارق حجرية في إقتلاع و تشكيل الحجارة .. إضافة لذلك فقد وجد علماء الآثار كمية كبيرة من مطارق الحجارة التابعة لمحاجر الإنكا، و سابقة مميزة للإنكا فإن هذه المطارق عثر عليها في مواقع البناء نفسها، لأن الإنكا قاموا بقطع الحجارة بشكل غير دقيق في المقالع و من ثم تم إنهاء تشكيلها في الموقع الذي أقاموا فيه مشاريعهم البنائية حتى يتناسق مع بقية الحجارة من حوله و يتسق مع الشكل البنائي .. إذن كيف استطاع شعب الإنكا إكمال تلك النهايات المشطوفة ؟

لقد إستخدموا مطارق حجرية بقياسات مصغرة للجزء الخارجي و الدليل على هذه النظرية يمكن مشاهدته على كل حجر لديه مثل تلك الحواف، يمكنك أن تلاحظ أن الندوب الصغيرة أكثر عددا و أصغر حجما في الحواف و التي تظهر أن ضربات أكثر و بمطارق حجرية أصغر تم استخدامها لإتمام تفاصيل العمل .

هناك سبب آخر و هو أن هذه الأشكال المعمارية ليست لغزا محيرا لعلماء الآثار، حيث أنه يوجد عدد كبير من الحجارة من عدة مراحل في تكوينها و تشكيلها منتشرة في مواقع البناء و في المحاجر .. هذه الحجارة تظهر أن عمال المحاجر في حضارة الإنكا إستخدموا بالفعل أدوات بدائية حتى بالنسبة لزمنهم هم .. على سبيل المثال أحد العلماء و بمفرده قام خلال تسعين دقيقة فقط بإنجاز نفس نوع هذه القطع بأدوات مماثلة، هذا كله يجعل من أدلة الدكتور مايك دان واحدة من أكثر الأدلة فسادا التي قيلت عن نظرية الفضائيون القدامى في الوثائقي.

يقول مايك دان :

“لا يمكنني سوى الإستنتاج بأن أي كان وراء بناء تلك المواقع قد قاموا بوضع خطة لها من بدايتها حتى نهايتها، فهم لم يقطعوا الصخور ثم بعد ذلك جلسوا يفكرون كيف سننقلها، لقد أدركوا منذ بداية شروعهم في المشروع ماذا سيفعلون، و ما هي التقنيات التي يجب إتباعها لإنجاز العمل، هناك مقولة في الصناعة تقول عليك إبقاء العمل بسيطا لدرجة الغباء”.

بناء على خبرته فإن الدكتور مايك دان يؤمن أن أسهل طريقة لبناء جدران ماتشو بيتشو العظيمة هو عن طريق نقل الصخور الصغيرة للموقع ثم إذابتها ثم إستخدام القوالب لتشكيل الصخور المطلوبة.

حسنا .. هو يقول أنه من الأسهل القيام بإذابة الصخور، هذا الأمر المعقد للغاية الذي لا نستطيع القيام به اليوم، هل هذه هي أسهل طريقة توصل إليها لحل هذه المعضلة ؟ عدى ذلك فهو يقول بأن الإنكا قاموا بتذويب الصخور ثم شكلوها في قوالب.

بالنظر إلى تلك الجدران، هل يمكن أن ينظر إليها أحد و يعرب عن ثقته بأنه تم تشكيلها من نفس القالب.

إن اللبنات في تلك المباني ليست من نفس الحجم و الشكل، إلا إذا كان يقصد القول بأنهم صنعوا قالبا جديدا لكل صخرة مستخدمة في البناء، و إذا إعتمدنا هذه الفرضية سنكون قد خرجنا خارج نطاق البساطة التي تم ذكرها فيما سلف.

بالنسبة للطريقة التي نقل فيها شعب الإنكا الصخور، فقد تركت خلفها الكثير من الأدلة، كالمنحدرات المنتشرة في أكثر من مكان و هي موجودة حتى زماننا هذا في المحاجر و في مواقع البناء.

لقد كان لشعب الإنكا واحدة من أضخم القوى العاملة في التاريخ، فقد كانوا بمثابة الإمبراطورية الرومانية الغربية، إذ امتلكوا أيادٍ عاملةٍ بأعداد ضخمة و بكفاءة عالية تجعلها مجهزة لمثل تلك الأعمال و المشاريع.

حسنا نحن نعلم الآن أن تلك الصخور لم يتم إذابتها ثم وضعها في قوالب كما يزعم وثائقي الفضائيون القدامى، كما أننا نعلم تماما كيف قاموا بتشكيل تلك الحواف المستديرة بسبب العلامات الصغيرة التي خلفها الطرق بمطارق صغيرة .. أضف إلى ذلك العدد الكبير من المطارق الحجرية التي تم العثور عليها في المحاجر .. كذلك فإنه لا يوجد لغز غامض يتطلب إفتراض تدخل فضائي بوجود قدرة الإنكا بمفردهم على إنجاز العمل.

المصدر:

Incan Sites, Ancient aliens debunked website, Sep 28, 2012, ancientaliensdebunked.com