مرت علينا منتجات كثيرة يدعي صانعوها وجود دليلٍ علمي على فعاليتها، أو أنها صنعت وفق مبادئ علمية. لكنها في الحقيقة ليست سوى علوم زائفة ولا يوجد دليل علمي رصين على فعاليتها، ونذكر من هذه المنتجات قلادة الطاقة . والآن جاء الدور على ملصقات تدعي الشركة المنتجة أنها ملصقات شفائية، حيث يمكنها تخليصنا من التوتر والضغوط اليومية والحفاظ على احتياطي الطاقة لدينا، وهنا نذكر أن فكرة احتياطي الطاقة التي يزعم البعض امتلاك الإنسان لها هي من الأفكار غير العلمية، ويكمن الزعم حول طريقة عمل هذه الملصقات بأنها مبرمجة للعمل على ترددات معينة بحيث تكون قادرة على استهداف أي خلل يصيب جسم الإنسان. ويستمر المروجون لها بذكر مصطلحات علمية ووضعها في جمل رنانة تجعلك مقتنع بصحة كلامهم، لكن مع تحقيق علمي بسيط في ما يقولونه ستجد انه مجرد هراء.

من ادعاءات الشركة المنتجة أن هذه الملصقات مصنوعة من مادة الكاربون التي تستخدمها وكالة الفضاء ناسا (NASA) لفحص العلامات الحيوية لرواد الفضاء، حيث يرتديها رواد الفضاء أثناء رحلاتهم. في حين أن وكالة ناسا صرحت عبر ممثل لمكتبها أنهم لا يستخدمون مادة الكاربون، بل تستخدم بوليمرات اصطناعية وغيرها من المواد التي لا يدخل الكاربون في صناعتها. وطلب ممثل وكالة ناسا من الشركة المنتجة تقديم مراجعة الأقران  للبحوث التي تدعي أنها أجريت على الملصقات. وردت الشركة على كلام ممثل ناسا بالقول أنها “تعتذر من وكالة ناسا، حيث أننا لم نقصد تضليل أي شخص. الخطأ حدث من أحد مهندسينا، حيث أننا نشتري مواد أولية ذات نوعية فريدة. نعتذر لعدم بذل جهد إضافي للتحقق من المعلومات التي ترفق بالمنتج. ومع ذلك فإن هذا لا يؤثر على فعالية منتجاتنا”. وقامت الشركة بإزالة هذا الإدعاء من منتج والإعلانات الترويجية له. في حين أبقت على الكثير من الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة والتي تدرج ضمن العلوم الزائفة.

وتذكر أن الشركة تدعي عمل الملصقات يتم وفق مبدأ “طاقة بيولوجية تكنولوجية مركبة”، وهذا مصطلح غير علمي تم اختراعه من قبل شركة تنتج أساور الطاقة (والتي تعمل مثل قلادة الطاقة التي تم ذكرها سابقا)، ومثل هذه الشركات تعتمد على ترويج للعلوم الزائفة لتحقيق أرباح مالية من خلال مصطلحات ظاهرها التعقيد والصبغة العلمية.

في نهاية الإعلان الترويجي لهذا المنتج تذكر الشركة أن على من يستخدم الملصقات وضعها في أماكن في الجلد لا تظهر، لكونها تسبب علامات على الجلد عند نزعها. فإذا كانت هذه الملصقات فعلا شفائية وقد صممت على تردد معين يجعلها ذات قدرة على اكتشاف الخلل، لماذا تترك علامات خلفها؟. هنالك الكثير من اللامنطقية واللاعلم في هذه الملصقات والادعاءات التي يزعم أن هنالك أدلة على وجودها، وما يحتاجه أي شخص هو تحقيق علمي بسيط في هذه الادعاءات.

لذلك قبل شراء أي منتج علينا أن نتحقق منه ومن فعاليته من الناحية العلمية عن طريق المنظمات المختصة، فالكثير من الشركات تعتمد على الخداع والكذب لترويج منتجاتها.

وتجدر الاشارة أن الشركة التي تنتج هذه الملصقات المزيفة تعود للممثلة كوينث بالترو (Gwyneth Paltrow) ويذكرنا ذلك بالممثلين العراقيين الذين يتم استغلالهم مالياً للترويج لقلائد الطاقة. إنها ليست المرة الأولى للتحالف بين الشهرة والعلم الزائف.

المصادر:

goop, Wearable Stickers that Promote Healing (Really!), 30.6.2017.

Rae Paoletta, 22.6.2017, NASA Calls Bullshit on Goop’s $120 ‘Bio-Frequency Healing’ Sticker Packs, 30.6.2017.