الوخز بالإبر غالبا ما يشار إليه على أنه ممارسة صينية قديمة، في الواقع هو ليس ممارسة قديمة جدا وليس حصرا على المجتمع الصيني فقط. لم توجد  ممارسة الوخز بالإبر منذ قرون أو آلاف السنين  كما يدعي البعض، ولكن يمكن القول بأن لديها سوابق في العصور القديمة.

يعرف المركز الوطني للطب البديل والتكميلي (NCCAM) الوخز بالإبر على أنه مصطلح  يصف مجموعة من الإجراءات التي تنطوي على تحفيز نقاط تشريحية في الجسم باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات. تنطوي عملية  الوخز بالإبر التي  تمت دراستها علمياً في كثير من الأحيان، على اختراق الجلد بواسطة إبر معدنية رقيقة صلبة، ثم يتم التلاعب بها بالأيدي أو التحفيز الكهربائي.

لا يرتبط تعريف الوخز بالإبر لأية آلية مزعومة للعمل. تذكر بشكل مباشر أو تلمح بعض تعاريف الطب الصيني التقليدي (TCM) أن الوخز بالإبر يعمل من خلال التأثير على تدفق وتوازن (تشي أو طاقة الحياة) و هذه المفاهيم ليست أكثر من خرافة. حتى أنصار الآليات الحديثة غالبا ما تكون مفاهيمهم غامضة حيث  تشير إلى الآليات الفسيولوجية بغض النظر عن أي آلية ممكنة.

هناك ميزتان رئيسيتان تعرف الوخز بالإبر وهما:  وجود نقاط وخز خاصة محددة في مواقع مختلفة على الجسم، وتحفيز هذه النقاط بمجموعة متنوعة من التقنيات  الأكثر شيوعا منها هو  إدخال إبر رفيعة من خلال الجلد. يعد الوخز بالإبر الكهربائي محض جدل من الناحية العلمية، حيث يعرف التحفيز الكهربائي بتأثيراته الفسيولوجية  على وجود نقاط الوخز بالإبر.

أجريت الكثير من التجارب العلمية للسيطرة على تأثير التحفيز الكهربائي على مناطق الوخز بالإبر، وذلك يتم فقط عن طريق عزلهم لمعرفة كل محفز وما التأثير الذي يجريه. وهذا صعب نوعا ما  لأن التحفيز الكهربائي يخلط التأثيرات، مما يجعل من المستحيل فصل  مناطق  الوخز بالإبر عن آثار التحفيز الكهربائي نفسها وبالتالي صعوبة التحقق من تأثير الوخز ذاته.

تطورت الدراسات السريرية حول فعالية الوخز بالإبر على مدى السنوات الأخيرة، وكان هناك بالفعل عدد غير قليل من الدراسات  عن عزل هذين المتغيرين (نقاط الوخز بالإبر وإدخال الإبرة)، على سبيل المثال، العديد من الدراسات تقارن بين الوخز بالإبر الحقيقي الذي يتم عن طريق إدخال الإبر فى نقاط الوخز بالإبر المناسبة المزعومة لحالة تلقي العلاج  و بين الإبر التي يتم إدخالها فى المناطق الخاطئة. لكن بينت  هذه الدراسات بالإجماع  أن موقع الوخز لا يهم فى الحقيقة.

راقبت بعض الأختبارات تغيير موقع وخز الإبر وذلك باستخدام علاج وهمي أو ما يُعرف الوخز الكاذب، حيث يتم فيه استخدام غطاء شفاف و يضغط  به على إبرة مغطاة من دون اختراق الجلد, وبدلا من ذلك تم استخدام عود صغير لمحاكاة الإحساس بالوخز بالإبر دون المرور من خلال الجلد.

مرة أخرى عندما يكون هذا المتغير معزول، تبين أن الوخز الكاذب يعمل تماما كالوخز بالإبر الحقيقي وهذا ينطبق على أكبر تجارب الوخز بالإبر واستخداماتها الأكثر شيوعا مثل الحد من آلام الظهر. لذلك تظهر أفضل الأدلة العلمية أن نقاط الوخز بالإبر لا وجود لها وكذلك إبر الوخز ليس لها أي تأثير.

إذن، هل يعمل الوخز بالإبر؟ أعتقد أن الإجابة المنطقية الوحيدة هي لا  ليس هناك واقع للوخز بالإبر أو المفاهيم التي يستند إليها.

إذا كان هنالك  شيء يمكن أن  يكون له تأثير ملموس في تجارب الوخز بالإبر، فسوف يكون الطقوس العلاجية التي تحيط الوخز بالإبر (ولكن ليس الوخز بالإبر نفسه). حتى هذه الآثار هي متواضعة وغير محددة، فإنها تنتج عن شعور الشخص بالاسترخاء نتيجة حضوره  طقوس الوخز بالإبر.

تدقيق: نورس حسن

ترجمة: سماح أسامة

المصدر:-

Steven Novella, “What Is Acupuncture?“, The Science of Medicine – Skeptical Inquirer Volume 35.4, July/August 2011