أكاذيب دحضها العلم ولا تزال مصدقة من بعض الناس: “عِلْمُ المُنْعَكَسات” والوخز بالإبر.

“عِلْمُ المُنْعَكَسات” أو (Reflexology) هو أحد أنظمة الطب البديل التي تدعي علاج الأعضاء الداخلية بالضغط على بقع محددة في الأقدام واليدين.

ولا يوجد أي إرتباط تشريحي بين تلك الأعضاء ومناطق الضغط. وقد أجريت دراسة منهجية بين عامي 2009 و 2011 ولم تجد أدلة مقنعة على تأثير “علم المنعكسات” لعلاج أي حالة طبية.

(Quackwatch) و (المجلس الوطني ضد التزوير الطبي NCAHF) أقرّوا بكون “علم المنعكسات” هو نوع من التدليك الذي قد يساعد المرضى على الإسترخاء والشعور بالراحة بشكلٍ مؤقت. لكن بلا أي فوائد طبية تذكر.

وبحسب الدكتور (Mark Crislip) فإن أغلب الدراسات تبين عدم وجود أي تأثير لعلم المنعكسات بتأثير أكبر من الذي تحدثه “تفلية رأس صاحبك من القمل” وبلا أي مسوغٍ طبي، حسب وصفه.

يذكر الموقع (sciencebasedmedicine.org) أنه قد وصلهم بريد إلكتروني من أحد ممثلي “علم المنعكسات الحديث”  يطلب فيه الترويج لموقعه داخل موقعهم مقابل دفع أجور الدعاية، وبالطبع لم يقبلوا العرض، وبعد زيارة الموقع لمعرفة ما يعنيه بالضبط “علم المنعكسات الحديث “، وجِدَت فيه العديد من الإدعاءات “الحديثة”، وهم يحصلون الآن عن الدعاية التي يطلبونها ومجاناً، لكنها لن تكون دعاية إيجابية على أيّ حال.

المنعكسات أم الوخز بالإبر؟

يبدو في موقع “علم المنعكسات” أن هناك التباساً بين الوخز بالإبر (acupuncture) الضغط الإبري العلاجي (acupressure).

توجد خمس تبويبات في أعلى صفحتهم الرئيسية:

1- المتجر (Store) وهو رابط لصفحة واحدة على موقع (Amazon).

2- مراكز الضغط العلاجي (Acupressure Points).

3- علاج المنعكسات (Reflexology Treatment) وكلا الأخيرين فيهما عدة مقالات عن الوخز بالإبر والضغط الإبري العلاجي (acupressure).

4- آلات المنعكسات (Reflexology Machines)- مدلكات القدم وسجاد الضغط العلاجي.

5- دورات (Courses)، وكما يتبين من غيابها، فلا توجد أي دراسات علمية عن عمل هذه الأشياء.

هنالك مقالات عن “تعلم أهمية العناصر الخمسة – نظرية في الضغط العلاجي” (العناصر الخمسة مبدأ طبي خرافي كان متداولاً لدى بعض الشعوب القديمة) و”كيف يؤثر الوخز بالإبر في التوقف عن التدخين” ولما كان الوخز هو أحد أشكال العلاج الوقائي، فكيف يُمكن للوخز بالإبر أن يعالج عدة مشاكل جلديّة مثلاً أو الحساسية الموسمية، الإنتفاخ الرئوي، البواسير، إضطرابات المرارة، الإضطرابات العاطفية، وما إلى ذلك من الأوهام.

إدعاءات حالات صحية معينة

يدعي الموقع وجود عدة مناطق محددة للعلاج بالضغط ، مذكورة فيه بالتفاصيل، تفيد في كلٍ من: إزالة سموم الجسد، علاج الربو، تحسين الرؤية، علاج السكري وتساقط الشعر.

وسواء كانت النقاط المذكورة هي نقاط ضغط علاجي  أو وخز بالابر او نقاط منعكسات، بأساليب قديمة أو حديثة، فهي لا تعدوا كونها أوهاماً وأنواع من العلاج الزائف، قد يُنال منها بعض الراحة إثر التدليك، بلا أي أدلة فسلجية أو تشريحية على صحتها، مصدرها ليس دراسات طبية محددة، بل مخيلة غير محدودة.

علم المنعكسات الزائف في العالم العربي

إن ظننت للحظات أننا -كعرب- بعيدون عن مثل هذه الخرافات (هذا النوع فقط على الأقل)، إن كنت كذلك فأنت تماماً على خطأ.

فعيادة “خبير العلاج الطبيعي جمال ابراهيم الشيشاني” في الإمارات العربية المتحدة -على سبيل المثال- مشرعة أبوابها لكل مرضى… مرضى كل شيء تقريباً!

ولهذا “الخبير” موقع يمكن من خلاله التواصل معه ومعرفة بعض المعلومات عن الخدمة المقدمة وهو (jamal-shishani.com).

لحسن الحظ، فإن في هذا الموقع قسم للشهادات والاعتمادات، بعد تصفحها تجدها عدة صور لوثائق أغلبها باللغة الروسية، ما يثير الإهتمام حقاً فيها هو ما أرفقته، واترك لكم التعليق عليه.

دجالي علم المنعكسات

دعم الدجل في مستشفيات الأردن

يحتوي الموقع أيضاً على قائمة بحميات غذائية مختلفة حسب فصائل الدم!، لا علم لأحدٍ كيف كتبت هذه القائمة غير هذا “الخبير” ، وفي آخرها يذكر موضوعاً عن “الأغذية الغنية بعنصر البوتاسيوم”

وقد تظن أن القائمة ستحتوي في رأسها على الموز، وبذلك لن تكون أبعد من الصواب!

ففي القائمة “ينصح -الخبير- بالابتعاد قدر المستطاع عن: الموز / البرتقال / المشمش / الرمان / البابايا / المنجا / الدراق”
لما الموز؟ حقاً لما الموز؟!

زيارات احد مواقع الدجل العربية

انقل لكم نصوصاً من الواجهة الرئيسية للموقع، التي يفترض أن تقدم شرحاً للموضوع، انقلها كما هي بلا أي تعديل:-


“المعالجة في العلاج بالضغط الإبري (ACUPRESSURE) لا يمكن التفكير فيها بواسطة العقل، هناك فرصة بأن يتم الفهم من خلال العلاج. فالعلاج بطريقة العلاج بالإبر يبدأ بالضغط بالأصابع، ولكن من الصعب تفسير سبب شفاء الأمراض بالضغط على النقاط.”

“ان الضغط بحد ذاته في العلاج بطريقة “العلاج بالضغط الإبري ” , لا يكشف لك جوهر حياة ما تضغط عليه، فبدونه معرفة الفلسفة الشرقية، لن تتمكن من استيعاب معنى الحياة وبالتالي تقوم بالعلاج بطريقة ” العلاج بالضغط الإبري  ” بصورة غير صحيحة . ومن المهم جدا ان تتمكن من التشخيص باللمس .”

“ان بإمكان العلاج بطريقة “العلاج بالضغط الإبري ” أن تمنحها الفرصة ليس فقط للتنبه إلى الخلل الجسدي بل أيضا الى الخلل الإجتماعي . فإذا كان الشخص مرتاحا ومواظبا على العلاج بطريقة العلاج بالإبر، فإنه على الأغلب قد أقام علاقات انسانية طيبة . وإذا وجد أنها غير مريحة، فانه الضغوطات الناتجة عن محيطه الإجتماعي قد تكون عاملا مسببا في الإضطراب الداخلي. وفي كلتا الحالتين، فإن بإمكان العلاج ” العلاج بالضغط الإبري ” ان توفر طرقا لبناء وتأسيس علاقات انسانية افضل والتي هي ضرورية للصحة الجسدية”

ولعلاج مشاكل العامود الفقري، يقول “الخبير” :-

“لعلاج آلام الظهر هناك طرق مناسبة تؤدي إلى الخلاص من المعاناة المريرة وهدر المال والوقت , يمكن الوصول إلى نتائج مبهرة بوقت قصير دون الحاجة إلى الجراحة أو مواد كيماوية أو أية أعراض جانبية حيث أن لي طريقتي الخاصة في علاج ذلك وقدرتي ومعرفتي الطويلة في هذا المجال مع شتى شرائح المرضى الذين تعاملت معهم بكل صبر ودقة ودراية وطولة بال مع العلم بأن إرضاء الناس غاية لا تدرك لست الوحيد في هذا المجال ولكن عملي وتعاملي والنتائج تميزني”

“ولشلل عصب الوجه العصب السادس والسابع والحادي عشر تدليك خاص يؤدي إلى نتائج ممتازة بأسلوب علمي دون اللجوء إلى المشعوذين أو الضرب بالحذاء وحبس المريض في غرفة مظلمة كما يفعل بعضهم .”

كما  يذكر علاجات للروماتيزم و “التخسيس” و “انبعاج المعدة” و “اصفرار لون البول”  والضعف الجنسي والتبول الليلي للأطفال والكبد والقلب والرئة والأمعاء وباقي أعضاء الجسم.

وأخيراً، يلمح “الخبير”  بأن ما يقدمه هو أفضل “العلاج الغربي” الذي قد يسبب “أعراض جانبية” ويحتوي “مواد كيمياوية”، وإنّي لأتسائل جدياً، إلى أين يتجه هذا “الخبير” وأمثاله حين يصابون بأمراض حقيقية؟!

حتى لا تستغل ولا تستغفل، فقط إسئل، أطلب دليلاً، وليكن المنطق والحس السليم سبيلك للحقيقة.

يقول كريستوفر هيتشنز: “ما أدعي بغير دليلٍ، أمكن دحضه بغير دليل”

قد يكون علم المنعكسات وهماً، لكن كون الأرض مسطحة هي بالطبع الحقيقة الدامغة!