من هو مكتشف كوكب الزُهرة؟

لا يرجِع فضل إكتشاف كوكب الزهرة إلى أيّ شخصٍ على الإطلاق. كوكب الزُهرة هو إحدى الكواكب الخمسة الأكثر سطوعاً، التي بإمكانِنا رؤيتُها ليلاً في السماء، من دون الحاجة إلى التلسكوب أو المنظار. وبِما أن الزُهرة شديدة السطوع ويسهُل ملاحظتُها في السماء، فمن المرجح أنه تمت رؤيتُها من قِبل المجاميع البشرية الأولى.

من أين حصل كوكب الزُهرة على إسمِه؟

عَرَف الرومانيون سبعة أجسامٍ برّاقة في السماء: الشمس، القمر، والكواكب الخمسة الأكثر سطوعاً، وقد قاموا بتسمية هذِه الأجسام تيمُّناً بأهم آلِهتِهم. تمت تسمية الزٌهرة، أشد الكواكِب سطوعاً في السماء ليلاً، تيمناً بإسم إلهة الحب والجمال الرومانية فينوس (Venus).

كم يبلغ عمر كوكب الزُهرة؟

تكوّن كوكب الزُهرة من قرصٍ دوّارٍ كبيرٍ من الغاز والغبار، في الوقت نفسه الذي تكوّنت فيه باقي أجزاء النظام الشمسي. يعتقد الفلكيّون بأن كل هذا حصل قبل ما يقارب الـ 4.6 بليون (مليار) سنةٍ مَضت! لِذا يبلغ عمر الزُهرةِ حوالي 4.6 بليون سنة.

مِمّا يتكون كوكب الزُهرة؟

يتكون كوكب الزُهرة من نواةٍ مركزيةٍ حديدية وغِطاءٍ (Mantle) صخري، مشابِهةً بذلِك تركيبة الأرض. يتكوّن الغلاف الجوي للزُهرةِ بشكلٍ رئيسيّ من ثاني أوكسيد الكاربون (بنسبة 96%) ونايتروجين (بنسبة 3%)، مع وجود كمياتٍ صغيرةٍ من الغازات الأخرى.

ما هو لون كوكب الزُهرة؟

تختلف ألوان الكواكب طِباقاً لما تتكون هذه الكواكب منها ووِفقاً لكيفية عَكس أسطُحها و/أو أغلِفتها الجوية وإمتصاصِها لضوء الشمس. إن كوكب الزُهرةِ مغطى بالكامل بغلافٍ جويّ سميك من ثاني أوكسيد الكاربون وغيوم حمض الكبريتيك، والتي تعطي مظهراً أصفراً باهِتاً.

كيف هو الغلاف الجوي لكوكب الزُهرة؟

إن الغلاف الجوي للزٌهرة سميكٌ جداً، وذي كتلةٍ تعادل 90 ضُعفاً من كتلة الغلاف الجوي للأرض. يتكون هذا الغلاف بشكلٍ رئيسي من ثاني أوكسيد الكاربون (بنسبة تقارِب 96%)، مع بعض النيتروجين (ما يقارب 3%) وكميةٍ صغيرةٍ جداً من بخار الماء (0.003%). بالإضافة إلى ذلِك، يمتلِك كوكب الزُهرة طبقة سميكةً من غيوم حمض الكبريتيك. يعطي الكبريت الموجود في غيوم الكوكبِ مظهراً مائلاً للأصفر. تتحرك الغيوم في الغلاف الجوي لكوكب الزُهرةِ بسرعةٍ كبيرة، تُقارب 220 ميلاً في الساعة (350 كيلومتراً في الساعة).

كيف يكون سطح الزُهرة؟

إن سطح الزهرة هو مكانٍ شديدة الحرارة والجفاف. تتكون غالبية سطح الكوكب من سهولٍ قليلة التموج. يمتلِك كوكب الزُهرةِ بضعة مناطقٍ منخفضةٍ كبيرة، وهضبتين كبيرتين يبلغ حجمُهما حجم أستراليا وأمريكا الجنوبية. كما وتمتلك الزُهرة عدة جبالٍ وبراكين، حيث تغطي مجارٍ قديمةٍ للحِمم البركانية سطحها. يسمى أعلى جبل على الزُهرةِ بـِ  ماكسويل مونتِس (Maxwell Montes). يرتفع هذا الجبل لأكثر من سبعةِ أميال، مِمّا يجعلُه أعلى من جبل إيفرست. لايمتلِك كوكب الزهرة الكثير من الفوهات الناجمة من إصطدام النيازِك بِه، وذلِك لأن أغلبها تحترق في الغلاف الجوي السميك للزهرة، كما وغُطّيت الكثير من الفوهات الأخرى بالحمم البركانية التي أخفتها. لايسمح الغلاف الجوي السميك لنا برؤية سطحِه، بالرغم من هذا، من الممكن لموجاتِ الرادار أن تخترق غلاف الزُهرةِ السميك هذا، مِمّا يُتيح لنا الحصول على المعلومات بشأن سطح الكوكب.

لماذا كوكب الزُهرةِ شديدُ الحرارة؟

كوكب الزُهرة حار جداً لأنه محاطٌ بغلافٍ جويّ شديد السمك، ذي كتلةٍ أكبر بـ 100 مرة من كتلة غِلافِنا الجوي للأرض. بينما يمرُّ ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للزُهرة، يقوم أيضاً برفع درجة حرارة سطحِه. تبقى معظم هذِه الحرارةِ عالقةً في الكوكب ولا تتمكن من الإفلات مجدداً إلى الفضاء، وذلِك بسبب قيام الغلاف الجوي السميك للكوكب بإعتراضِ سبيل هذا الضوء. تحتبِس الحرارة وتتراكم لتصلٍ إلى درجاتٍ حراريةٍ عاليةٍ جداً. يسمى حبس الحرارةِ هذا، من قِبل الغلاف الجوي للكوكب بـ تأثير الدفيئة (The Greenhouse Effect)، وهذا لأن تأثيرهُ مشابِهٌ لِما يفعلُه الزجاج في دفيئةِ النباتات عِندما يقوم بحبس الحرارة. تسبب تأثير الدفيئةِ بأن تصل درجة حرارة سطح الزُهرةِ إلى 864 درجة فاهرنهايت (462 درجة سيليزية)، مِمّا يجعلُها أشدُّ الكواكِب حرارة في النظام الشمسيّ بأكملِه!

كم يبلغ طول اليوم على كوكب الزُهرة؟

إن اليوم على كوكبٍ ما هو الوقت الذي يستغرقه الكوكب للدوران مرةً واحِدة حول محورِه. يدور كوكب المُشتري أبطأ بكثير من الأرض، لِذا، طول اليوم على الزُهرةِ أكبر بكثير مِنه على الأرض. يبلغ طول اليوم على الزُهرةٍ 243 يوماً أرضياً أو 5,832 ساعةً أرضية! يبلغ طول اليوم الأرض 23.943 ساعة. أيضاً، تدور الزُهرةُ بشكلٍ عكسي، مقارنة بالأرض وغالبية الكواكب الأخرى.

 

ما مدى قوة جاذبية كوكب الزُهرة؟

بما أن للأرض والزهرة الحجم والكُتلة نفسُها تقريباً، فإن الجاذبية السطحية للزُهرة مساوية تقريباً للجاذبية السطحية للأرض. إن الجاذبية السطحية للزُهرة تبلغ 91% من الجاذبية السطحية للأرض، لِذا وإن كُنت تزِنُ 100 باوندٍ على الأرض، فإنك ستزِن 91 باونداً على الزُهرة.

لِماذا يسمى الزُهرة، في بعض الأحيان، بتوأم الأرض؟

يطلق على الزُهرة، في بعض الأحيان، تسمية “توأم الأرض” بسبب تشابه الأرض والزُهرة التقريبي من حيث الحجم، وتقريباً إمتلاكِهِما للكتلة نفسِها (يزِن الكوكبانِ نفس الوزن تقريباً)، ويمتلكانِ تركيبةً متشابِهة (أي، يتكونانِ من نفس المادة). بالإضافة إلى هذا، فإن الكوكبين متجاوِران. بالرغم من هذا، فإن أوجه الإختلاف بين الأرض والزُهرةِ كثيرةٌ أيضاً. يمتلِك الزُهرة غلافاً جوياً أسمك بمئة مرة من غلاف الأرض الجوي، ويمتلِك درجة حرارة شديدة العلو. لاتوجد حياة على سطح الزُهرة، كما لاتوجد المياه والمحيطات أيضاً مثل الأرض. أيضاً، تدور الزُهرة بشكلٍ عكسي، مقارنةً بالأرض والكواكِب الأخرى.

لِماذا يسطع كوكب الزُهرة بشدةٍ في السماء ليلاً؟

إن الزُهرة هو إحدى أكثر الكواكب سطوعاً في السماء ليلاً. سبب السطوع القوي للزُهرة يرجع إلى غيومِه السميكة، والتي تقوم بعكس معظم ضوء الشمس الذي يصِل إلى الكوكب (ما يقارِب 70%) إلى الفضاء، وأيضاً لأنه أقرب الكواكب إلى الأرض. من الممكن رؤية الزُهرة في الغالب خلال بضع ساعات الأولى بعد الغروب أو قبل الشروق، كأسطع الأجسام في السماء (ما عدا القمر). يبدو الزُهرة في السماء كنجمةٍ شديدة السطوع. إن الزُهرة هو أسطع الأجسام في النظام الشمسي.

هل حطّت مركبةٌ فضائية على الزُهرةِ من قبل؟

أجل، حطّت بعض المركبات العائدة للإتحاد السوفييتي السابق، على سطح الزُهرة. تمكّنت هذِه المركبات من إرسال المعلومات لنا  لفترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ فقط، وذلِك لأن درجة الحرارة والضغط الشديدين على سطح الزُهرةِ أذابا وحطّما المركبة. في الخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول من عام 1970، أصبحت المركبة غير المأهولة التابِعة للإتحاد السوفيتي، وهي  فينيرا 7 (Venera 7)، أول مركبة فضائية تحط على  كوكبٍ آخر. قامت هذِه المركبة بقياس درجة حرارة الغلاف الجوي للزُهرة. في العام 1972، قامت مركبة  فينيرا 8 بجمع بيانات للغلاف الجوي والسطح، لمدة 50 دقيقة بعد هبوطِها على الكوكب. في الثاني والعشرين من ديسمبر/كانون الأول من عام 1975، قامت  فينيرا 9  بالحطِّ على سطح الزُهرة. قامت هذِه المركبة بإلتقاط أول صورة فوتوغرافية مقرّبة لسطح الكوكب. وبعد عشرة أيام، حطّت مركبة  فينيرا 10 على الزُهرة. قامت  فينيرا 10 بإلتقاط صورٍ لسطحِه ودراسة صخورِه. في ديسمبر/كانون الأول من العام 1978، حطت المركبتان  فينيرا 11 و12 على الزُهرة وأرسلتا مزيداً من البيانات المتعلقة بالغلاف الجوي للزُهرة إلى الأرض. عمِلت  فينيرا 12 على إرسال البيانات إلى الأرض لمدة 110 دقيقة (أطول مدة زمنية بين كل مركبات  فينيرا) قبل أن يقوم تأثير الضغط والحرارةِ بإنهاء مهمتِها. في مارس/آذار من عام 1982 حطّت مركبتان آخريتانِ للسوفييت على كوكب الزُهرة – فينيرا 13 و14. تلخّص عمل هاتين المركبتين في إرسال الصور إلى الأرض ودراسة التربة.

كم يبعُد كوكب الزُهرة عن الأرض؟

إن كوكب الزُهرة هو ثاني كوكب في تسلسلِه بين الكواكب التي تدور حول الشمس، بينما الأرض هو الكوكب الثالث في تلك السلسلة. الزُهرة هو أقرب الكواكب للأرض، بمسافةٍ تبعد 25 مليون ميلاً (40 مليون كيلومتراً) عن الأرض. يعتمِد قياس المسافة بين الكوكبين بدقة، على موقع الكوكبين في مداريهِما.

كم يبعُد الزُهرة عن الشمس؟

إن متوسط المسافة بين الزُهرة والشمس هو 67,237,910 ميلاً أو 108,208,930 كيلومتراً. بِما أن الزُهرة تدور في مدارٍ بيضويٍّ حول الشمس، لِذا فتختلِف المسافة بينها وبين الشمس خلال السنة الواحِدة للزُهرة بين 66,782,000 ميلاً (107,476,000 كم) و67,693,000 ميلاً (108,942,000 كم).

كم يستغرق دوران الزُهرةِ حول الشمس؟

يدور الزُهرة حول الشمس مرة واحِدة كل 0.615 سنةً أرضية، أو مرة كل 224.7 يوماً أرضياً. ويمضي الزُهرة بسرعة 78,341 ميلاً في الساعة أو 126,077 كيومتراً في الساعة، في مدارِها حول الشمس.

هل يدور كوكب الزُهرةِ بشكلٍ عكسيّ حقاً؟

مقارنة بمعظم الكواكب الأخرى، يدور كوكب الزُهرة بشكلٍ معاكس للدوران الطبيعي للكواكب. يدور هذا الكوكب بالإتجاه المعاكس لدوران الأرض. يعني هذا أنه على الزُهرة، تشرق الشمس من الغرب وتغرُب في الشرق. على الأرض، تشرق الشمس في الشرق وتغرب في الغرب. بالإضافة لهذا، فإن دوران هذا الكوكب بطيء جداً، حيث يدور مرةً واحِدةً كل 243 يوماً أرضياً.إن الزُهرة أبطأ الكواكب دوراناً في النظام الشمسي. في الحقيقة، اليوم على الزُهرةِ أطول من السنةِ على الزُهرة! يبلغ طول السنة على الزهرة (الفترة الزمنية المطلوبة لكي يدور الكوكب حول الشمس) ما يقارب 225 يوماً أرضياً.

هل مِن الممكن للحياة أن توجد على الزُهرة؟

يشعر معظم علماء الفلك بأنه من المستحيل وجود الحياة على الزُهرة. اليوم، الزُهرة هي مكانٌ معادٍ للحياة. الكوكب شديد الجفاف مع عدم وجود أيّة دلائل على وجود الماء، درجة حرارتها السطحية عالية بشكلٍ كافٍ لإذابة الرصاص، والغلاف الجوي شديد السُمك، بحيث يبلغ الضغط الجوي على سطح الكوكب 90 ضُعفاً للضغط الجوي الموجود على سطح الأرض. لم تصمد حتى المركبات الفضائية التي حطّت على الزُهرةِ لأكثر من ساعة، قبل أن تتحطم وتذوب. بالرغم من كلِ هذا، هنالك بعض العلماء الذين يعتقِدون بأنه من الممكن أن توجد الحياة في غيوم الزُهرة.

 

المصدر:

http://coolcosmos.ipac.caltech.edu/asks