مبدئياً، المذنبات هي كراتٌ ثلجية مغطاةٌ بالأتربة، تدورُ حول الشمس. إن هذه المذنبات مكونة من الجليد، كالماء، ثنائي أوكسيد الكاربون، الأمونيا والميثان، مخلوطةً معاً بالغبار. تأتي هذه المواد مِن الوقت الذي تكونت فيه المجموعة الشمسية. تمتلك المذنبات مراكِزَ (أنويةً) محاطةً بغيمةٍ كبيرةٍ من الغاز والغبار (تسمى بذُوابة المذنب). تتكون هذه الذؤابة حينما تزداد حرارة النواة من قِبل الشمس، وتتبخر. قد تتمكن المذنبات من إنماءِ ذيلين في رحلتها عند الاقتراب من الشمس: ذيلٌ غازيٌ مستقيم، وذيلٌ غباريٌ مقوس. يتكون الذيل الغازي بسبب الرياح الشمسية، مما يدفع بالغاز بعيداً عن ذؤابة المذنب ويوجهُها بالإتجاه المعاكس للشمس مباشرةً. لا يتأثر الغبار في الذوابة بالحقل المغناطيسي بل يتبخّر بفعل حرارة الشمس، مما يُشكل ذيلاً مقوساً، يلاحق المذنب في مدارِه.

ما هي ظاهرة تساقط الشهُب؟

بينما يقترب المذنب من الشمس، يصبح أكثر حرارةً ويتبخر جزءٌ منه. بعد دوران مذنبٍ ما حول الشمس لعدة مرات، تتفتّت الكثير من الأجزاء الصغيرة من المذنب وتبقى في مساره. تحدث ظاهرة تساقط الشهُب (وابل الشهب) عندما تمر الأرض في مسار مذنبٍ ما. عندما يحصل هذا الأمر، تقوم أجزاء رُكام المذنب التي تكون غالبيتها أصغر من حبة رمل، بتكوين خطوطٍ في سماء الليل عِندما تحترق في الغلاف الجوي للأرض. تسمى أجزاء ركام المذنبات التي تتمكن من إختراق هذا الغلاف بالشهُب. في أيّة ليلة من الليالي، من الممكن رؤية الكثير من الشهُب الصغيرة التي تنطلِق في عرضِ سماء الليل. على أيةِ حال، من الممكن رؤية عشرات أو مئات المذنبات، كُل ساعة، خلال ظاهرة تساقط الشهُب. مِن الممكن التنبؤ بالعديد من المرات التي تتساقط فيها هذه الشهُب وتحصل في نفس الوقت من كل سنة.

تساقط الشهب

كم يبلغ حجم المذنبات؟

تمتلك معظم المذنبات أنويةً (مراكز المذنبات) يبلغ قطرُها أقل من ستّة أميال (10 كم). يتغير حجم المذنبات أعتماداً على قُربها من الشمس. بينما تقترب المذنبات من الشمس، تتبخر طبقات الجليد على سطح نواتِه وتشكل غيمةً حول النواة، حيث من الممكن لهذه الغيمة أن تمتد لتصل إلى 50,000 ميلاً (80,000 كم). يتكون للمذنب ذيلٌ أيضاً بينما يقترب من الشمس. من الممكن لذيول المذنبات أن تصل إلى طول 600,000 ميل (1 مليون كم).

ما الفرق بين المذنبات والكويكبات؟

إن الفرق الرئيسي بين الكويكبات والمذنّيات يكمن في تركيبتها، أي، المواد التي تتكون منها. تتكون الكويكبات من المعادن والمواد الصخرية، بينما تكون المذنبات متكونة من الجليد، الغبار والمواد الصخرية. تكونت الكويكبات والمذنبات في بدء تأريخ نشأة النظام الشمسي، قبل حوالي 4.5 بليون سنةٍ مضت. تكوّنت الكويكبات على مقربة أكبر من الشمس، حيث الحرارة أعلى من أن تسمح للجليد بالبقاء على حالته الصلبة. بينما تكونت المذنبات على مسافةٍ أبعد من الشمس، حيث لن تقوم الحرارة بإذابة الجليد. تفقد المذنبات التي تقترب من الشمس المواد مع كل دورةٍ لها، وذلك لأن بعض موادها الجليدية تذوب وتتبخر لتشكّل بذلك ذيلاً.

أحقاً اصطدم مذنب ما وتحطم على المشتري؟

أجل، إصطدمت بضعة أجزاء من المذنب شوميكر-ليفي 9 (Shoemaker-Levy 9) بالمشتري. كان أول اصطدام يتم رصدُه بين جسيمين، في النظام الشمسي. وقع المذنب في مجال الجاذبية القوي للمشتري وتحطم إلى أجزاءٍ جرّاء ذلك. تحطمت أكثر من 20 قطعةً من المذنب على سطح نصف الكوكب الجنوبي للمشتري، بسرعاتٍ تقارب الـ 130,000 ميلاً (210,000 كيلومتراً) في الساعة. حررت إصطدامات تلك الأجزاء بالمشتري كمّاً كبيراً من الطاقة وخلقت العديد من الآثار الكبيرة المظلمة في الغلاف الجوي للمشتري، ودامت تلك الآثار لبضعة أسابيع. منذ ذلك الحين، تم رصد إصطداماتٍ أخرى لأجسامٍ أصغر على سطح المشتري.

متى سيعود المذنب هالي (Halley)؟

سيظهر مذنب هالي مرة أخرى في سماء الليل بحلول العام 2062. يدور هذا المذنب حول الشمس مرةً كل 75 – 76 عاماً، لِذا من الممكن اعتبار هذه الفترة على أنها المدة بين كل مرتين يظهر فيها المذنب. تم تسجيل المذنب هالي من قِبل إدموند هالي (Edmund Halley) في عام 1682. كما تمت رؤيته مجدداً في الأعوام 1758، 1835، 1910، و1986.

المصدر:

Ask an astronomer, California institute of technology