ما هي فوائد إكتشاف موجات الجاذبية . كلنا قد أحتفلنا وهللنا بأكتشاف موجات الجاذبية، لكن هل عرفتم ما الذي ستقدمه لنا؟ ما هي أهميتها بالنسبة للعلم وللبشرية؟ هذا المقال سيحاول تلخيص الأجابة عن ذلك:

بادئ ذي بدأ، حدث هذا الكشف عن موجات الجاذبية لأول مرة بعد أن توقعه آينشتاين منذ قبل حوالي 100 سنة. عن طريق هذه التموجات في نسيج الزمكان أستطاع علماء ليغو أن يكشفوا عن ثقبين سوداوين يدوران واحد حول الآخر الى أن أصطدما وصارا ثقباً واحداً، والى حد تلك اللحظة لم يكن العلماء متأكدين في ما إذا كان هذا التصادم بين ثقبين سوداوين سينتج عنه ثقب أسود ذو كتلة أكبر أم لا، والنتيجة كانت بالإيجاب.

ما هي فوائد إكتشاف موجات الجاذبية : الصورة لكيب ثورن احد اعضاء الفريق المكتشف

ما هي فوائد إكتشاف موجات الجاذبية : الصورة لكيب ثورن احد اعضاء الفريق المكتشف

أمواج الجاذبية ستفتح لنا الطريق نحو رؤية جديدة للكون، لأننا قد كنّا أشبه بشخص أصم لطبقة معينة من الأصوات، والآن نحن نستطيع سماعها. سيكون بإمكان أمواج الجاذبية أن تُعلمنا عن الأحداث الضخمة في الكون حتى قبل أن يصل الضوء الناتج عنها لتلسكوباتنا، كالسوبر نوفا، أو الثقوب السوداء التي لا تنتج الضوء أصلاً، حيث كانوا سابقاً يلاحظوها من خلال أجسام قريبة منها تشع الضوء. الثقوب السوداء التي بوضعية الأندماج هذه لم يكن هنالك دليل سابقاً على إمكانية تحديدها من خلال الضوء أصلاً، حيث أن الطريقة الوحيدة لتحديد مكانها الى الآن هي أمواج الجاذبية فقط.

الثقبين السوداوين اللذين قد تم تحديد مكانهما تبلغ كتلتيهما بين 29-36 بقدر كتلة الشمس، وبإزدياد حساسية ليغو سيكون بالإمكان مستقبلاً تحديد ثقوب سوداء تصل كتلتها لـ500 مرة أضعاف كتلة الشمس والتي ستكون شديدة البعد عن الأرض.

خلال التاريخ، كان كل أكتشاف لطريقة مراقبة طول موجي معين يُظهر الكون بشكل جديد مختلف ويكشف عن أشياء جديدة، كقدرتنا على النظر الى الأشعة السينية والراديوية وأشعة غاما و..الخ. أمواج الجاذبية سيكون لها نفس الشي، حيث أنها ستوفر لنا رؤية جديدة من الممكن أن تكشف لنا عن العديد من الأسرار الكون. ينتظر بعض العلماء حالياً سوبرنوفا قريب من مجرتنا أو في داخلها، وحسب أمواج الجاذبية سيكون بإمكانهم معرفة ميكانيكية عمله الحقيقية من الداخل، والتي لن نستطيع معرفتها من خلال التلسكوبات لأن الضوء القادم منها يتم إعاقته من قبل الغبار الذي يحيط بالنجم المنفجر. من جهة أخرى هنالك النجوم النيوترونية، والتي هي عبارة عن جثث مستعرات عظمى ميتة قطرها صغير ولكنها ذات كثافة هائلة ومجال مغناطيسي عالي والجاذبية فيها عظيمة لدرجة تحويلها كل المادة الى نيوترونات، حيث سيكون أخيراً بالإمكان معرفة ما يحدث للمادة تحت هكذا ظروف قاسية من غير الممكن خلقها على الأرض، وعدم القدرة على ملاحظتها بالتلسكوبات لأن الضوء الذي ينتج من النجوم النيوترونية من الصعب إصطياده. موجات الجاذبية ستحمل كل تلك المعلومات إلينا.

موجات الجاذبية قد أظهرت لنا لأول مرة تشوه الزمكان الذي لم يكن بالإمكان ملاحظته سابقاً بطرق القياس القديمة، و من الممكن أنها ستساعدنا حتى على معرفة ما يحدث داخل الثقوب السوداء، أو ستعطينا فكرة عن ذلك على الأقل.

بعد سؤال أحد القائمين على مشروع ليغو وأسمه ريتز السؤال الأهم، والذي ننتظره جميعاً: “ما الذي سيتغير في حياة الناس اليومية بعد أكتشاف موجات الجاذبية؟” جاء الجواب بـ: “من يعلم؟ فمن كان يعلم بأننا سنحتاج النسبية العامّة لآينشتاين لإستخدامها في هواتفنا النقّالة؟” (يقصد الـGPS). ثرون كان جوابه أجمل حتى، حيث يقول: “عندما نسأل أنفسنا ما الذي قدمه لنا من عاش في عصر النهضة وأستخدمناه اليوم؟ سيكون جوابنا غالباً الفن والهندسة المعمارية والموسيقى الرائعة. نفس الشيء عندما سينظر من يخلفوننا الى الماضي ويسألون أنفسهم بما الذي قد قدمناه لهم؟ سيكون الجواب برأيي بأنهم قد قدموا لنا فهماً جديداً لقوانين الكون وكيفية عملها. أنا أعتقد بأن الثقافة التي سنقدمها للأجيال القادمة هي أكثر أهمية بكثير من أي تكنلوجيا عرضية قد تظهر بفعل شيء كأمواج الجاذبية.”

http://www.space.com/31922-gravitational-waves-detection-what-it-means.html