ترجمة وإعداد: مرتضى مشكور.

النجوم أجسام عملاقة، ساخنة ومضيئة، وتعمل كأفران عظيمة، وتعتمد أعمارها على حجمها حيث أن أصغرها حجماً يكون أطول عمراً. شمسنا الصغيرة – ذات الحجم الشائع – تعيش لبلايين السنين، مارة بمراحل عمرية كحال بقية النجوم مارة بمرحلة التكوين والطفولة لتصبح بالغة ومن ثم تمر بمنتصف العمر وفي النهاية تصبح كبيرة في العمر لتموت بعدها .

النجوم كشمسنا تتكون في الغالب من الهيدروجين، أبسط العناصر. لتكون قنابل هيدروجينية بطيئة العمل، هذه النجوم تعمل كأفران “تحرق” الهيدروجين(لقد وضعتها بين علامتي اقتباس لأنه لا يقوم بالإحراق حقيقة ولكن يفعل شيئاً أشد حرارة بكثير) لتحوله إلى هيليوم ، ثاني أبسط عنصر في الطبيعة، مطلقة كميات كبيرة من الطاقة بشكل حرارة، ضوء وأشكال أخرى من الإشعاعات. النجوم تمتلك توازن يحافظ على حجمها، يكون بين الجاذبية للداخل والدفع الحراري للخارج، هذا التوازن يستمر لعدة بلايين من السنين، حتى ينتهي وقود النجم. ما يحصل عند ذلك عادة هو أن النجم يبدأ بالإنهيار على نفسه تحت تأثير الجاذبية المفرطة مسبباً انفتاح أبواب الجحيم.

(من اليمين لليسار: صورة توضح انفجار سوبر نوفا - شمسنا - صورة توضح ذرة هيدروجين)

هذه النهاية تكون مختلفة بالنسبة لنجوم أكبر وأسخن بكثير من شمسنا، كالنجم ‘في واي الكلب الكبير‘ والذي يبلغ حجمه 2000 مرة بحجم شمسنا، فهذه الوحوش “تحرق” الهيدروجين بسرعة أكبر بكثير، والأفران النووية لـ”قنبلتها الهيدروجينية” تذهب لأكثر من ضرب نوى الهيدروجين ببعضها لتكوين الهيليوم، الأفران الساخنة للنجوم الكبيرة تذهب لأن تضرب نوى الهيليوم ببعضها لصنع عناصر أثقل، وهكذا حتى تنتج نطاقاً واسعاً من الذرات الثقيلة. هذه العناصر الثقيلة تتضمن الكاربون، الأوكسجين، النيتروجين والحديد (ولكن حتى الآن لا شيء أثقل من الحديد): عناصر متوفرة على الأرض، وفي داخلنا كلنا. بعد وقت قصير نسبياً، نجم كبير جداً كهذا يدمر نفسه في النهاية بانفجار عملاق يدعى المستعر الأعظم (أو السوبر نوفا)، وفي تلك الإنفجارات تتكون العناصر الأثقل من الحديد.

السوبر النوفا، على عكس النجوم العادية، يمكن أن تكون عناصر حتى أثقل من الحديد: الرصاص، على سبيل المثال، واليورانيوم. الإنفجار الهائل للسوبر نوفا يشتت جميع العناصر التي صنعها النجم، والسوبر نوفا، متضمنة العناصر الضرورية للحياة، بعيداً وفي أماكن شاسعة خلال الفضاء. في النهاية سحب الغبار، الغنية بالعناصر الثقيلة ستبدأ الدورة من جديد، متكثفة لصناعة نجوم وكواكب جديدة. هذه هي المادة التي أتى منها كوكبنا، وهذا هو السبب الذي جعل كوكبنا يحتوي على العناصر الضرورية لصنعنا، الكاربون، النيتروجين، الأوكسجين وهكذا: وقد جاءت من الغبار الذي تبقى بعد سوبر نوفا حصل قبل وقت طويل وأضاء الكون. هذا هو أصل القول الأدبي “نحن غبار نجمي”. إنه صحيح حرفياً. بدون إنفجارات سوبر نوفا عرضية (ولكن نادرة جداً)، العناصر الضرورية للحياة لم تكن لتوجد.

نجم عادي كشمسنا يستهلك جميع الهيدروجين، وكما أوضحت، يبدأ في “إحراق” الهيليوم بدلاً من ذلك. عند هذه المرحلة يدعى “العملاق الأحمر”. الشمس ستصبح عملاق أحمر خلال خمسة مليارات سنة تقريباً، مما يعني بوضوح بأنها في منتصف دورة حياتها في هذا الوقت. لمدة طويلة قبل ذلك الوقت، كوكبنا غير المحظوظ سيكون أشد حرارة مما يمكن العيش عليه. خلال ملياري سنة ستصبح الشمس أكثر إضاءة بنسبة 15 بالمئة مما هي عليه الآن، مما يعني بأن الأرض ستصبح مثل حال الزهرة الحالي. لا يمكن لأحد أن يعيش على كوكب الزهرة: درجة الحرارة هناك 400 درجة سيليزية. ولكن ملياري سنة وقت طويل بما يكفي، والبشر بالتأكيد لن يكونوا موجودين لوقت طويل قبل ذلك، لذلك لن يكون هنالك أحد ليُشوى. أو ربما ستكون لدينا تكنولوجيا متطورة لدرجة أننا سنستطيع تحريك الأرض إلى مدار ملائم أكثر. لاحقاً، عندما ينفذ الهيليوم أيضاً، فإن الشمس على الأغلب ستختفي في سحابة من الغبار والحطام، تاركة نواة بالغة الصغر تدعى القزم الأبيض، والتي ستبرد وتتلاشى.

– بالإعتماد على كتاب “سحر الواقع the magic of reality”