كاتب المقال: جاكوب آرون

ترجمة :نور العبيدي

تصميم بوستر: بهاء محمد
يا أينشتاين, لقد وصلت أمواجك المفضلة!
باحثون وبواسطة تلسكوب  (BICEP2) في القارة القطبية الجنوبية صرحوا عن رصدهم لموجات الجاذبية وهي تموجات في الزمكان توقع وجودها لأول مرة عالم الفيزياء الشهير البرت اينشتاين. الأمواج الخاصة التي كشف عنها الفريق ناتجة عن التضخم الكوني, في الفترة التي تلت الانفجار الكبير مباشرة, وهذا يمنحنا لمحة إلى الوراء أبعد من أي وقت مضى من تاريخ الكون. والتي يجب أن تساعدنا على تجميع التسلسل الدقيق للأحداث التي أدت إلى ولادة الكون, فضلا عن مجموعة من الأسرار الكونية الأخرى.
ما هي موجات الجاذبية ؟
موجات الجاذبية هي التموجات في نسيج الكون, ألبرت أينشتاين شبه شكل الكون بالنسيج, المكون من الفضاء والزمن(الابعاد الاربعة للكون), ووفقاً لنظريته في النسبية العامة, قوة الجاذبية هي نتيجة انحناء الزمكان وموجات الجاذبية هي تموجات في ذلك النسيج, تنشأ هذه التموجات من خلال سرعة حركة الأشياء في الفضاء, تماما كما يحصل عند إمرار شحنة كهربائية في سلك فينتج عنها انبعاث موجات كهرومغناطيسية.
ان اصطدام الثقوب السوداء والنجوم تنتج موجات الجاذبية في عصرنا الحديث, ولكن علماء الفلك يعتقدون أيضا إن الانفجار الكبير أدى إلى تكوين موجات جاذبية بدائية والتي لاتزال تتردد أصداؤها عبر الزمكان. وهذه هي الموجات التي  التي اكتشفها الباحثون في (BICEP2) والتي يعود تاريخها إلى جزء من الثانية بعد ولادة الكون.
إذا كانت موجات الانفجار الكبير تتسكع بالقرب منا منذ فترة طويلة جدا, لماذا لم نعثر عليها سوى حديثا؟
على الرغم من الاضطرابات الضخمة التي تنتجها في الزمكان, ولكن أكبر موجات الجاذبية هي ضئيلة جدا. (BICEP2) كشف عنها عن طريق البحث عن أشكال من مصغرة الموجات في الخلفية الكونية, بقايا أول ضوء في الكون. فموجات الجاذبية تضغط على الزمكان بينما تمر مخلفة أثر صغير ولكنه ينتمي للضوء الأول الذي صدر في بداية الكون. هذا ما أكتشفه الباحثين ولكن بعد سنوات من تحليل البيانات.
هل حاول أي شخص أن يراها من قبل؟
شاهدت (BICEP2) أول دليل على موجات الجاذبية البدائية ولكنهم لمحوا علامات منبهة من موجات العصر الحديث من قبل. في عام 1974 , عالما الفلك راسل هالس وجوزيف تايلور كشفا عن النجم النابض الثنائي. زوج من النجوم الميتة التي ينبعث منها نبضات من الموجات اللاسلكية, أدرك كل من هالس وتايلور أن النجوم النابضة كانت قد فقدت الطاقة ببطء ,تدور مقتربة تجاه بعضها البعض بالطريقة التي كانت متفقة تماماً مع معادلات أينشتاين في النسبية العامة :الطاقة المفقودة  يعتقد إنها تنبعث على هيئة موجات جاذبية. وحصل العالمان بعد هذا الاكتشاف على جائزة نوبل في الفيزياء في عام 1993.
إذا كنا قد وجدنا موجات الجاذبية الحديثة ومنها البدائية , هل ستنتهي المطاردة الآن؟
ليس تماما. الفيزيائيين لا يزالوا  يأملون العثور على موجات جاذبية من نوع معين والتي من شأنها أن توصلهم إلى أول كشف مباشر لهذه الكيانات, على النقيض من الآثار الغير مباشرة التي أطلعنا عليها بواسطة (BICEP2) وهالس وتايلور.
إذن كيف يمكن تصنيف موجة الجاذبية ؟
مثل موجات الضوء, موجات الجاذبية تأتي بترددات كثيرة ومختلفة اعتمادا على كيفية إنتاجها
تجارب مثل (LIGO) الذي ينتشر عبر موقعين في ولاية واشنطن ولويزيانا في الولايات المتحدة و(VIRGO) في كاشينا في إيطاليا وعن طريق البحث عن موجات عالية التردد, والناجمة عن الاصطدام في عصرنا الحديث بين الثقوب السوداء والنجوم المتفجرة. وينتج بسببها اضطرابات طفيفة على الأرض والتي يمكن قياسها  على الرغم من إن أيا من أجهزة الكشف لم ترصد عن مثل هذا الحدث حتى الآن .
وفي الوقت ذاته وع طريق تلسكوبات في الفضاء, يمكن الكشف عن أقل الموجات ترددا – في السنة المقبلة تعتزم وكالة الفضاء الأوروبية إطلاق المستكشفة (LISA), في مهمة اختبار والتي من شأنها أن تؤدي إلى اطلاق ثلاثة من المركبات الفضائية في عام 2034 تهدف إلى البحث عن موجات الجاذبية المنبعثة من الثقوب السوداء.

المصدر :

http://www.newscientist.com/article/dn25243-einsteins-ripples-your-guide-to-gravitational-waves.html#.UyqjplTfrIUSee More