هذه المقالة  تستهدف   الذين يتحدثون فقط دون ان يسمحوا لانفسهم بان يصغوا لصوت المنهج العلمي    انها للعديد من الناس  الذين  يقومون بادعاءات بانهم قد وجدوا نظرية جديدة  او يقومون بارسال  ايميلات او يضعون بوستات  على تويتر او فيس بوك او يتكلمون في المقاهي عن وجود مثلا نظرية  جديدة  او  دحض نظرية علمية سابقة   في الفيزياء او البايلوجيا مثلا  على الرغم من انهم لم يقوموا بدراسة  تلك النظريات او التعرف على  النظريات الجديدة واسسها  هل هي علمية ام مجرد لغط وكلام   . اغلب هؤلاء يتجاهلون صوت العلم  او  الدليل وما يهمهم هو فقط عبارات رنانة زائفة من  قبيل  دحض نظرية  انيشتاين او ان نظرية التطور دحضت  ويتجاهلون اي  اسس علمية  قامت عليها تلك النظريات او المعطيات التي  استندت عليها تلك النظريات  .
هؤلاء الدجالين  لا يستمعون لاحد انهم   مليئين بجنون العظمة  باعتقادهم ان   نظرياتهم لا يمكن ان تكون خاطئة  انهم  لا يستمعون  الى من يقول بان في طيات كلامهم تناقضات   دائما  يعتقدون بان نظرية المؤامرة تحاك ضدهم 
يبدا الامر مع مع دجالي العلم  من خلال محادثة حيث ستجدهم عبارة مكائن الية  او نسخة معطوبة من الذكاء الاصطناعي بالتاكيد لن يستطيعوا  النجاح  باختبار  التيورنك  الخاص بتحديد  درجة الذكاء الاصطناعي انهم كائنات النسخ  واللصق  البشرية لا فرق لديهم بين  نسخ معادلة كيميائية  او رياضية  وبين نسخ  قصيدة شعرية  من ادب القرن التاسع عشر . عادة هؤلاء الاشخاص  يجلسون ساعات طويلة  على  شبكات الانترنت مهمتهم  النسخ والقص  مهاجمين  بنظرياتهم الوهمية واذا ما حوصروا فان السبيل  الوحيد للفرار هي الشتائم
يرتكز هجوم  الدجالين  على النظريات العلمية   على  اشاعة النفور  من تلك النظريات  مثلا  يقولون
1-     لقد قمت باثبات ان النظرية النسبية  و  نظرية  الكم هي خاطئة !!!!!
·        يا سلام ماذا تقصد  بهذا الكلام هل تعني انك جئت بتجربة ونتائج  لا تتوافق مع تلك النظريات ؟  طبعا لم يجيء بها ذلك الدجال 
·        طيب  هل  قمت باظهار تناقض ذاتي داخل تلك النظريات !!!!
          مستحيل  لانها تعتمد بالاساس على اساسيات الجبر  الذي من السهل التحقق من   
          صحته باي وقت 
2-    لقد  وجدت عدم تناسق داخل تلك النظرية
طبعا لا
·        لان تلك النظريات العلمية المثبتة  تم  اثباتها ليس  بالتجربة الموثقة فقط بل لكونها   تختبر  وتستخدم يوميا  في حياتنا العامة
من صفات دجالي العلم او انهم يبدون كراهيتهم تجاه  الفيزياء الحديثة  بسبب كلمة  ((نسبية)) انها تزلزل عروشهم  فهجماتهم تركز على هذه الكلمة   وليس على ما هو مطلق ابدا ولجهلهم لا يعلمون ان حتى السرعات هي نسبية  ويبدو أنهم ينظرون الى  الفيزياء الحديثة على أنها محاولة للحد من حريتهم الشخصية. تلك  الأنانية التي لا تسمح لهم لقبول أي إطار مرجعي على قدم المساواة إلى معهم .  فهم  يمثلون حالة فيزيائي القرن التاسع عشر فعلى الرغم من اننا في القرن الواحد والعشرين  الا انهم ينتقدون  ما جاء في العقود الثلاثة الاولى من القرن العشرين
انهم على توافق تام مع شعار  مكتب براءة الاختراعات الامريكية سنة 1899 والتي تقول  ( لقد اخترعنا كل ما يمكن ان يخترع  ) لذا فانه ليس من المستغرب  ان يرفضوا الافكار التي وضعها  شخص يعمل في مكتب براءات اختراع سويسري 
اليكم بعض من جملهم المحببة 
1-    هذا هراء واضح  ثم لماذ لا تعمل النظرية على ما يرام
2-    انت مخطئ  هذا مجرد تناقض
وحينما يروجون لنظرياتهم المزعومة يقولون
1-    نظريتي تتمتع بالجمال  الرياضي
2-    لكن انشتاين وفاينمان قالا بان النظرية يجب ان تتمتع بالجمال
3-    نظريتي افضل فلسفيا
4-    نظريتي تتفق مع القران او مع الانجيل
5-    نظريتي منطقية اكثر 
6-    نظريتي لا تحتاج الى رياضيات معقدة
7-    التحقق التجريبي ليس مهما عند التعامل مع النظريات
طبعا ان  من مميزات  دجالي العلم او الذين تم استخمارهم  انهم يكرهون المنهج التجريبي  والتجربة  والعلوم  الحديثة ويعتبرون التجربة جزء من نظرية المؤامرة  الضخمة التي تمتزج مع واقعهم السياسي المرير
طبعا  الثغرة الكبيرة  عند دجالي العلم  هي انهم يمتلكون مستويات ضحلة في الفيزياء  لذا تجدهم كثيري الكلام  واللغط لكن حينما يتعلق  الامر بالبرهان الرياضي و الارقام والمعادلات    فستجدهم شحيحين جدا بهذه النقطة وهي من ابرز نقاط ضعفهم  
طبعا هؤلاء الدجالين  يحنما يتكلمون عن النسبية  العام او نظرية الكم  ويفتخرون   بانها مستمدة من معادلات ماكسويل او معادلة شرودنغر    ليس لديهم الوعي الكامل  بمعادلات ديراك  او  جاذبية انشيتاين  وليس لديهم  وعي  وفهم واسع لمعنى  التقريب او نظرية الاضطراب حين الحديث عن الكم   ولذا فعباراتهم الشائعة دوما هي
1-     الارقام ليس مهمة  جدا في مجال العلم 
2-    حاولوا ان تقضوا وقت اكثر في دراسة نظريتي 
3-    نظريتي هي متكاملة 
الكثير الكثير من تلك النماذج منتشر بيننا والسبب هو غياب ثقافة المنهج العلمي  وطريقة سير العلم  مع تشبعهم بنظرية المؤامرة  التي تعمي  ابصارهم   اتذكر احد الشباب المصري  من دجالي العلم   يدعي بان لديه نظرية فيزيائية جديدة و المشكلة ان الشاب  يرفض ارسال بحوثه  الى  المجلات و الدوريات العلمية الرصينة مدعيا بانهم يتجاهلونه باستمرار  والحقيقة فعلا ان بعض  الابحاث لا يستحق  من العلماء  دراستها لانها تحتوي على اخطاء   في  اسسها   ورياضياتها   البعض الاخر يستغل بعض المواقع  الرخيصة التي تنشر اي بحث حتى ولو كان  اغنية  لام كلثوم ويستغفل الناس بقوله ان بحثه قد نشر في مجلة علمية رصينة   كما في د محي الدين   الذي يدعي ان لديه   نظرية  تدحض النسبية