ولنا في التطور وِقفة رياضية مع نشأة و تطور الاعداد الى شكلها الحالي المتداول
من الانسان البدائي و بحكم ممتلكاته القليلة و منحة الطبيعة بوجود 10 أصابع كوّن الميزان العددي حيث استخدم الارقام لغرض العد و باستخدام اصابعه و نظراً لوجود 10 اعداد اساسية كان نظامنا الحالي هو النظام العشري الا ان شعوب المايا شذت عن النظام حيث اعتمدت النظام العشريني ببساطة لانهم انتبهوا ان ما تركيب الاصابع في اليد نفسه موجود بالقدم فاستخدم اصابع قدميه للعد
و الجدير بالذكر هنا انه قبل اختراع الكتابة استخدم الانسان العد على اصابعه فاصبع واحد دلالته شرطة او علامة ظهرت في الاثار في الكهوف القديمة و ما يذكر فيها لأقدم الحضارات البابليين الطريقة المسمارية التي كانو يشيرون للعد مرة بأثر لعصا في الطين ( )
بعدها جاء استخدام الكتابة كاستخدام العبرانيين و الاغريق الحروف للتعداد مثل : الفا=1
يبتا= 2
ايوتا= 10
كبا = 20
الا انها لم تعتبر طريقة مجدية للعد نظرا لعدم اعتبار القيمة المكانية للرموز استخدموا ال24 حرف الهجائي المعروفة انذاك و بزيادة 3 رموز اخرى ,
لتأتي طريقة الرومان و تتحدى نظرية العصر الذهبي للرياضيات للإغريق و يبدأوا نظام عد اقل تعقيد من النظام الاغريقي ,اساسه الكتابة في الاصابع (digitus)باللاتيني :
| = 1
|| = 2
||| =3
V = 5
هذه الv ثمثل الفجوة بين الابهام و السبابة و اعتبر وجود ال ( | ) الى يمينها زيادة على الرقم و نقصان من الخمسة على يسارها
|V =ستة
V|= أربعة
باختصار استخدم الرومان ما مقداره سبع رموز فقط للدلالة على الارقام بدل ال27 رمز الاغريقية و كانت تستخدم في الاعمال التجارية و ارقام الصفحات أنذاك و التأريخ كمثال في كتاب ل سويتونيوس 1715 كتب تاريخه :
I) I) CC X V)
(I)=الف و تطورت فيما بعد الى M المشتقة من كلمة MILLEباللاتيني
(I= نصف الف يعني 500
C = مئة ..المشتقة من كلمة CENTUM مئة باللاتيني
X= عشرة و دلت على تقاطع الايدي عند العد
بقيت الكتابة بهذه الارقام الى 200سنة قبل الميلاد (ولازالت الكتابة بها الى الان لأؤلئك اصحاب اللغة الرومانيقية لأسباب في مناقشتها تكمن نظريات تقبل الشعوب للتطور)
و الحاكم البوذي الهندي أسوكا الذي كتب تعاليم البوذية على الواح فظهرت فيها اول نمازج لرموز عددية انذاك
/ = 1
//= 2
+=3
و استمرت النقوش بالتغير عبر اربعة قرون من نقوش بوزية و هندوسية الى ان ظهرت الرموز (الهندية العربية) في اقدم مخطوطة كتبت في الاندلس 976 م بعد عزو العرب لها و ظهر فيها الصفر الذي وضعه الهنود SUNYA ترجمت الى العربية : صفر بمعنى خالٍ ثم الانجليزية cepher و بعد الترجمة الايطالية لها zepiroاختصرها الانجليز للفظتها الحالية zero
يقول الكاتب د.الفريد هوبر في الغزو العربي للاندلس : شكرا للعرب ,فقد جاءوا بأفكار جديدة في الدواء و الطب ووو , بالجملة جلبوا الحكمة الى اوروبا التي كانت غارقة في الجهل و التخلف .( مع التحفظ على “العرب” )
الان في نظرة سريعة على العمليات الحسابية على الارقام كان للمصريين السبق في اقدم كتاب عرف بالتاريخ للرياضيات قبل اكثر من 35 قرن “كتاب أحمس” و هو ليس الكاتب انما منسوخ عن كتاب ألِّف في زمن الملك امنمحت الثالث حوالي 2200 ق.م
مما يدل على ان المصريين من ما يقارب ال4200 عام وضعوا طرق معالجة الكسور الاعتيادية ( اللي مقامها 10) و طرق حل المعادلات
و بعدها جاء ما يعرف بموائد الرسم التي استخدمت في رسم الاشكال الاقليدية الهندسية و من ثم استخدم المعداد كجهاز عد عند المصريين و الهند و اليونان و الرومان
و الجميل معرفته في السياق اصل لفظة calculus التي تستخدم للدلالة على حسابات “التفاضل و التكامل” حاليا .الاصل اليوناني لكلمة “بلية” : تلك القطع التي يتكون منها المعداد …
” من المدهش حقا ان الافا كثيرة من السنين قد مضت قبل ان يفكر الناس في طريقة بسيطة لكتابة الاعداد , و ازا تتبعنا تطور الافكار الرياضية خلال العصور المتعاقبة لرأينا مرة و مرات ان المفاهيم و العمليات التي تبدو في عصر من العصور مغلقة و صعبة لا تلبث ان تتضح و تصبح امرا مسلما به في عصر اخر”
و اضيف بدوري ان ثمة العديد من العوامل التي تلعب دور في تقبل التطور ضمن اطار مفهومه كتحديث او اضافة للموجود تحكمها انثروبولجية العصر و ايدلوجية رواده ….

من كتاب “روّاد الرياضيات”
د. الفريد هووبر