إن القوى النووية حقاً سلاحُ رهيب ذو حدين، يُمثل الحد الأول الاستخدامات السلمية أما الحد الثاني فهو الوجه القبيح الذي يُمثل الآثار المُدمِرة.

الإستخدامات السلّمية

يُعَدُّ الغَرض الأساسي من إستخدام الطاقة النووية هو توليد الكهرباء، فَــجَديرٌ بالذِكرِ أنَّ حوالي 11% من الطاقة الكهربية بالعالَم يتم توليدها من المُفاعلات النووية. وبالرُغِم من ذلك، فإن للطاقة النووية إستخدامات عديدة اُخرى -حيثُ تتواجَد التكنولوجيا النووية-.

في مجال الطب

مريض واحد من كُل ثلاث مَرضَى مِمَن يدخلون المشفى في دولةٍ صناعية، يَستفيدون من تطبيقاتٍ طبية تعتمد على الطاقة النووية—فيما يُعرَف بالـطب النووي. فمثلًا؛ يتم استخدام مواد صيدلانية مُشعَّة لـعلاج بعض الأورام الخبيثة، و-أحيانًا- يتم قتل الخلايا السرطانية عن طريق زرع ابر تحتوي على نظير الراديوم-226 المُشع في الورم السرطاني، أو عن طريق توجيه أشعة جاما المُنبَعِثَة من نظير الكوبلت-60 أو السيزيوم-137 إلى مركز الورم. وهُناك أيضًا العلاج عن بُعد باستخدام البيولوجيا الإشعاعية والتي تسمح بتعقيم المُنتَجات الطبية.

في مجال الزراعة

تعقيم المُنتجات النباتية والحيوانية باستخدام اشعة جاما، وتعقيم ذكور الحشرات للحد من انتشار الآفات وإحداث طفرات جينية وانتخاب الصالح منها لإنتاج نباتات أكثر إنتاجية ومقاومة للآفات الزراعية. واستخدام النظائِر المُشعَّة يُتيح إماكنية زيادة المحصول الزراعي في الدول النامية وذات الإنتاج القليل.

في مجال الصناعة

توليد الكهرباء، التدفئة في المناطق البارد، دَفع السُفن البُخارية، تحسين بعض العمليات والقياسات الصناعية، والتحكُم الآلي في بعض خطوط الإنتاجن ومُراقبة الجودة. وتُستَخدَّم التكنولوجيا النووية كـمُتَطَلب أساسي للإكما الميكنة المُستَخدَمة في خطوط الإنتاج عالية السرعة، كما تُفيد في دراسة التآكُل في الماكينات والمصانع. أيضًا تُستَخدَم في الصناعات البلاستيكية وفي تعقيم المُنتجَات التي بالمقدور التخَلُّص منها. وجديرٌ بالذِكر أن أكثر من 35 دولة تُتيح استخدام الإشعاع للحفاظ على بعض الأطعمة.

في مجال الأبحاث العلمية

تتبع مسار بعض المواد في النبات للحصول على معلومات أكثر دقة وتفصيل عن كيفية عمل النباتات ومِنْ ثَمَّ كيفية تحسينها. كما التفكير في طُرق أكثر آمانًا لتحلية ونتقية مياه البحر.

الإستخدامات الضارة

تتمثل الآثار المُدمِّرة للقوى النووية في الاستخدامات الحربية للطاقة النووية:- (القنابل والأسلحة الذَرِّية والنووية)، وأضرار الإشعاعات النووية.

وتنقسم الإشعاعات إلى نوعين:

1ـ الإشعاعات المُؤيِنَة وهي تلك التي تُحدِث تغييرات في تركيب الأنسجة التي تتعرض لها. وتُسمَى هكذا لأنه عند سقوطها على جسم ما فإنها تصطدم مع ذرات هذا الجسم مُسبِبَةً تأينها. مثل أشعة ألفا وأشعة بيتا وأشعة جاما والأشعة الشينية.

وأضرارها هي: إحداث تغيرات في الخلايا، تنتقل وراثياً إلى الأجيال التالية وتكون نتيجة ظهور أجيال جديدة مُشوَّهة –تحمل صفات مُخالفة لصفات الأبوين. أيضاً تتسب في الأورام السرطانية. كما أنها تُتلِف الخلايا وتُكسِّر الكروموسومات بداخلها وتُحدِث تغييرات جينية بها.

2ـ الأشعة غير المُؤيِنَة وهي تلك التي تُحدِث تغيراً في تركيب الأنسجة. مثل أشعة الضوء المرئي وأشعة الليزر والأشعة فوق البنفسجية.

وأضرارها هي: تتسب في تغيُّرات فيسيولوجية في الجهاز العصبي، كما تُتسب أيضاً في مرض الُحمى أحياناً كما أن التعرُّض لها بكثرة يؤثر على خلايا الدماغ.

المصادر:

Applications of nuclear technology“, November 11, 2016, nuclear-energy.net

Industrial Applications of Nuclear Energy“, ISBN: 978-92-0-101417-7, 2017

Medical Applications“, nuclearconnect.org

Non-electric applications“, iaea.org

المقالات السابقة:

الذرَّة

القوى النووية

التفاعلات النووية

المُفاعِلات النووية