النابالم قد يكون أسم أو فعل أو سلاح أو آلة لتدمير النباتات أو رمز لوحشية الحرب أو سطرا في فلم كلاسيكي. إن النابالم وبأشكاله المتعددة وتاريخه الطويل في الحروب يساء فهمه ويعتبر رمزاً. في هذا المقال سوف نسلط الضوء على هذا السلاح القاتل الحارق وخصوصا أصله: مروراً  بأستخدامه المعاصر ومعرفة لما هو مشهور برائحته المميزة.

يصفها موقع المعلومات الامنية العالمية (GlobalSecurity.org) بأنها سلاح تكتيكي يستخدم لإزالة الغطاء النباتي واشاعة الرعب والخوف. حيث يتكون من مسحوق مخلوط مع مادة البنزين أو مع وقود الطائرات، وكذلك يدعى القنبلة النارية ذات القوام الهلامي والذي يسمح لها بالالتصاق بالهدف. حيث أن عند إشعال النابالم يمكنه الاحتراق لغاية 5000 فهرانايت أي مايقارب (2760 درجة سيليزية)..

يعتبر بعض الخبراء العسكريون بأن النابالم مادة مؤثرة جدا خصوصا في المواقع المحصنة مثل الملاجئ والكهوف والأنفاق، فضلا عن المركبات والقوافل والقواعد الصغيرة والهياكل. حيث أنها تعلق على أي مادة تلمسها مكونة كتلة حريق كبيرة جدا حول الهدف. تقلل هذه الخاصية أيضا من ضرورة توخي الحذر عند قذف قنابل النابالم.

استخدمت القوات الأمريكية والألمانية قاذفات اللهب كبداية لإستخدام مادة النابالم خلال الحرب العالمية الأولى. لكنها لم تكن تعتبر أسلحة مؤثرة بسبب كون البنزين المستخدم يعمل كسائل مقطر. لذلك قرر القادة العسكريون أنهم بحاجة الى شيء ما لجعل الوقود أكثر كثافة.

جاء الحل عن طريق مجموعة من العلماء بقيادة الدكتور لويس فيزر (Louis F. Fieser) حيث توصلو الى مركب مكون من صابون الالمنيوم (Aluminum soap) مخلوط مع حمض النافثين والناتج عن زيت خام و حمض البالمتيك (حمض النخليك) الذي بدوره ينتج عن زيت جوز الهند. حيث أن أسم المادة (Naplam) مشتق من الحرفين (NA) من حامض النفثين (naphthenic) و كلمة (plam) من الحمض النخيلي او كما يسمى حَمْضُ البالميتيك. عند إرتباط المادة الجديدة مع البنزين سوف يتكون سلاح فتاك ومؤثر، يستخدمه الجنود لاطلاق النار عن بعد وهم في أمان.

أستخدمته العديد من الجيوش في مختلف الحروب، لكن على الرغم من استخدامه خصوصا ضمن نطاق المدنيين بقي النابالم مثيرا للجدل. في عام 1980 وضمن اتفاقيه الأمم المتحدة عن الاسلحة المحضورة تم حضر إستخدامه ضد المدنيين. حيث يحرم البروتوكل الثالث من الإتفاقية استخدام الأسلحة الحارقة مثل النابالم ضد المدنيين. وقد صادقت الولايات المتحدة على الإتفاقية لكنها لم تكن طرفاً في البروتوكل الثالث واستخدمته في العديد من النزاعات منذ إختراع المادة.

تأثير النابالم على الصحة والبيئة

النابالم سلاح مدمر بشكل هائل وهو مادة لزجة يمكن أن تلتصق بالجلد حتى بعد الاشتعال مسببةً حروق شديدة. وذلك لانه يحرق بدرجة حرارة عالية، والتعرض الطفيف للمادة يسبب حروق من الدرجة الثانية وكذلك يسبب ندبات على الجلد تدعى الجدرة (keloids). كما أن الحروق التي تنتج عن الأسلحة الحارقة كالنابالم يصعب على الأطباء معالجتها.

يسبب النابالم الموت أو الاختناق، إما قنابله فتولد احادي اوكسيد الكاربون وبنفس الوقت تنزع الأوكسجين من الهواء. حيث أن الهواء في منطقة الحريق يكون ملوث باحادي اوكسيد الكاربون بنسبة 20%.[GlobalSecurity.org]

يحدث هذا التأثير لأن النابالم وبشكل جزئي يحرق الأوكسجين في الهواء ويحول غاز ثنائي أوكسيد الكاربون الى أُحادي أوكسيد الكاربون. وفي بعض الحالات يتوفى الأشخاص محترقين بسبب غليان الماء الناتج عن حرارة قنابل النابالم .

مكونات النابالم الخام هي ايضا مؤذية جداً، ولكنه تأثيرها أقل مما هي عليه عندما لا تكون جزء من المزيج في قنابل النابالم الحارقة. ويمكنك أن تفهم ذلك ان كنت قد شعرت مسبقاً بالدوار نتيجة استنشاقك بعض الأبخرة في محطة تزويد الوقود. لكن عند احتراق البوليسترين (Polystyrene) وهو مكون آخر من مكونات النابالم فانه سيتحول الى سترين (Styrene) وهو نوع من أنواع السموم ومادة اخرى تدخل في تركيب النابالم ويحرق بدرجات حرارة عالية جدا. [ GlobalSecurity.org].

على الرغم من كون أول استخداماته الاولى كانت زراعية، حيث وجد الدكتور فيسر بأن النابالم يدمر الديجيتاريا (نوع من الاعشاب البرية الذي يحمي نفسه من صدمات الاقدام) (Crabgrass, Digitaria Sanguinalis) وذلك عن طريق تدمير بذور النباتات المجتاحة والمهمة، حيث تم إثبات النابالم بانه مادة مدمرة للبيئة. تسبب الحرائق الناتجة عن النابالم أضرار واسعة، حيث أستفاد الجيش الأمريكي من هذه الميزة وأُاستخدم  النابالم لتدمير الغابات التي اتخدها جنود فيتنام الشمالية غطاء لهم. أن الاستخدام الواسع للنابالم والعامل البرتقالي (الاسم الحركي لمبيد أعشاب ونازع ورق الشجر الذي كان يستخدمها الجيش الأميركي أثناء حرب فيتنام) بالإضافة الى المبيدات السامة الاخرى ومختلف أنواع الألغام الارضية غير المنفجرة والذخائر يعتقد بانها قد ساهمت جنبا الى جنب في المشاكل البيئية ومشاكل الصحة العامة في فيتنام.

نبات الديجيتاريا

نبات الديجيتاريا الذي تم صنع النابالم للمرة الاولى لمكافحته

أَثبتت مخازن النابالم غير المستخدم في الولايات المتحدة بأن المسالة ما زالت محض للخلاف. في عام 1998 استطاع المحتجون أعادت قطارات محملة بالمادة الحارقة من اجل إعادة تدويره، حيث نقل بالقطارات خوفا من تسرب قنابل النابالم كما حدث في منشأة دعم الأسلحة (Weapons Support Facility) في مقاطعة فالبروك (Fallbrook Detachment)، في جنوب كاليفورنيا. ويفترض بأن هذا المخزون من النابالم في ترسانة الولايات المتحدة كان آخر دفعة قد تم تفكيكها إعادة تدوريرها في عام 2011.

ما الذي كانوا يفكرون به حين اوجدوه؟

سوى الحالة الاولى في نبات الديجيتاريا، استخدمت السلطات في المملكة المتحدة النابالم من أجل حرق الآلاف من جثث الحيوانات التي كانت مصابة بمرض الحمى القلاعية، واسقط هذا الأقتراح فيما بعد وأعتبر الامر ضاراً جداً بسبب المركبات الناتجة عن احتراق النابالم. [source: U.K. Parliament].

النابالم خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية

خلال الحرب العالمية الثانية استخدمت القوات الأمريكية نسبة 6% من خليط النابالم في قاذفات اللهب. قنابل النابالم هي نوع من القنابل الحارقة، والتي أصبحت فيما بعد جزء بارزا من الحملات الجوية في الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1944 ألقت قوات التحالف قنابل النابالم الأولى في جزيرة تيتان (Titan) والتي هي جزء من جزر ماريانا الشمالية (Northern Mariana Islands) في شمال المحيط الهادي.  دمرت قنابل النابالم مدن اليابان ايضاً خصوصا وأن اغلب البيوت كانت مصنعة  من الخشب. حيث قتلت هذه القنابل مايقارب 100000 شخص في طوكيو وأحرقت 15 ميلا مربعا اي مايقارب (39 كم2) في مارس من عام 1945. [Source: Laney].انفجارات النابالم

استخدمت قوات التحالف النابالم في القتال الأوربي، مع حوالي (3.4) كيلو طن من القنابل والنابالم وما يصل إلى 50% من القنابل أسقطت على مدينة دريسدن (Dresden) في فبراير 1945. [source:GlobalSecurity.org]. وكذلك قتلت قنابل النابالم مابين (35000 – 135000) مدني ألماني في دريزدن وقد خلد تلك الذكريات الأليمة كورت فونيكوت (Kurt Vonnegut) في كتابه (Slaughterhouse-Five) [المصدر:الموسوعة البريطانية].

وجدت القوات الأمريكية استخدام النابالم مفيداً ضد المخابئ الألمانية، أن لم يقتل الانفجار الجنود فالحرارة سوف تفعل ذلك . كانت تدار تكتيكات مشابهة ضد الجنود اليابانيين الذين كانوا يحتلون جزر المحيط الهادئ حيث استخدموا نظام انفاق واسع تحت الارض.

كانت الحرب العالمية الثانية هي أرض التجارب لمادة النابالم وان كانت العنيفة منها قد سببت دمار و خسائر فادحة في الأرواح. ثم جاءت الحرب الكورية لتصبح وجهة  الظهور البارزة لمادة النابالم، حيث استخدمت القوات الأمريكية كمية هائلة من النابالم في كوريا ومن المفارقات أن الكثير منه كان قد صنع في اليابان. و كانت تلقي القوات الأمريكية ربع مليون باوند يوميا من قنابل النابالم اي مايقارب (113983 كغم).

بعد الحرب الكورية طورت الولايات المتحدة الأمريكية  شكل أخر من النابالم. لم يكن يحتوي التركيب هذه المرة على حامضي النفثين والبالمتيك (اللذان يشكلان العناصر الرئيسية في تركيب النابالم). بعد ذلك أصبح النابالم مصطلح جامع يطلق على مختلف أنواع الأسلحة الحارقة تماما عندما يطلق الناس إسم كوكاكولا مشيرين إلى الصودا أو كلينكس مشيرين إلى أنسجة الوجه. نابالم _ ب (Napalm -B) هو خليفة النابالم ويدعى أحيانا سوبر نابالم (Super-Napalm) أو (NP2) أو (Incendergel ) ويحتوي على 21% بنزين و46% بولسترين و33% كازولين. إن الكازولين الموجود في النابالم هو نفسه الموجود في معظم محطات الوقود، لكن بكمية تتناسب مع النابالم الموجود.

يعتبر (Napalm-B) أفضل من الأشكال السابقة من النابالم من ناحية الأمان، ويقصد هنا بالأمان من ناحية الأشخاص الذين يستخدموه وليس أولئك الذين يستخدم ضدهم. إحدى مزايا الأمان للنابالم هو أنه صعب الاشتعال مما يقلل من حوادث الاشتعال العرضي. الثرمايت خليط كيميائي يشتعل بدرجات حرارة عالية وعادة ما يستخدم مع فتيل إشعال النابالم.

سنلقي نظرة على استخدام النابالم في فيتنام حيث أصبح استخدامه آنذاك محض جدل وخلاف.

ما الذي تم تفجيره؟

في الحرب العالمية الثانية استعمل مصطلح (bombenbrandschrumpfeichen) إستجابة لتفجير قنابل النابالم على مخابئ الألمان. احترق الجنود في المخابئ نتيجة لحرارة النابالم ومن هنا جاء مصطلح “firebomb  shrunken flesh”   أي احتراق اللحم بالقنابل.

النابالم في حرب فيتنام

استخدمت القوات الأمريكية (Napalm-B) كثيراً في الحرب ضد فيتنام بما يقارب 400000 طن. وربما شاهدت في الأفلام ونشرات الأخبار من تلك الحقبة طائرات تحلق منخفضا وبعد ذلك ترتفع كتلة ملتهبة من النار؛ ذلك هو النابالم. [source: Taylor].

يقول الكولونيل المتقاعد الملازم في القوات الجوية الأمريكية متحدثا الى صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل (San Francisco Chronicle):  “النابالم شبيه بالبطانية النارية التي  تحرق كل ما تلمسه”.

على الرغم من أن حرب فيتنام خلفت صور عديدة من انفجارات القنابل وآثارها، إلا ان صورة الطفلة الفيتنامية فان ثي كيم فوك (Phan Thi Kim Phuc) التي التقط من قبل المصور نيك أوت (Nick Ut). كانت كيم تبلغ من العمر 9 سنوات عندما تم إلقاء القنابل المشتعلة على قريتها من قبل القوات الأمريكية. في هذه الصورة تظهر كيم عاريه ومجموعة من الأطفال يركضون في قريتهم، حيث كانت كيم تصرخ لأن جسدها كان يحترق بسبب النابالم.

بعد ان أدرك اوت كم كانت تتالم هذه الطفلة أخذها الى المستشفى وقد نجت لكن بعد أن تعرضت إلى حروق من الدرجة الثالثة وخضعت لسبعة عشر عملية. استخدمت الحكومة الفيتنامية كيم كأداة للدعاية في نهاية مراهقتها وبداية العشرينات، حيث اجبروها للتحدث الى الصحفيين. وقد انتقلت كيم لاحقاً للعيش بعد ذلك في إحدى ضواحي تورنتو، ومازالت تعاني من بعض الإصابات وتتحدث بالعلن عن رعب النابالم. وهي الآن سفيرة نوايا حسنة للامم المتحدة، اما الصورة التي التقطها اوت فهي خالدة مع مجموعة صور للرهبان الذين احترقوا آنذاك.

النابالم في حرب فيتنام

صورة الفتاة المشهورة في حرب فيتنام والتي تعرضت لحروق بسبب النابالم

ساعد استخدام النابالم في فيتنام تحفيز الحركة المناهضة للحرب في الولايات المتحدة حيث كانت أحدى الأهداف آنذاك أيقاف شركة داو للكيماويات (Dow Chemical Company) والتي صنعت قنابل النابالم لحكومة الولايات المتحدة في عامي 1965-1969. اجتاحت التظاهرات ضد شركة داو ومقاطعة منتجاتها جميع أنحاء البلاد.

ردا على الإنتقادات قالت شركة داو بأنها تتحمل المسؤولية تجاه تزويدها الولايات المتحدة لمادة النابالم. وأضافت الشركة بأن مادة النابالم لاتمثل سوى 5% من إجمالي المبيعات. بعد أن نفذ تاريخ العقد أبرمت شركة أمريكان الكترك (American Electric Inc) عقد لتجهيز مادة النابالم للحكومة الامريكية. واجهت الشركات الأخرى المنتجة للنابالم مظاهرات وتوقفت عن تقديم العطاءات لعقود النابالم في المستقبل، ولم تستمر الشركات الأخرى بالعمل بالنابالم كشركة داو.على الرغم من أن الحكومة الأمريكية أعادت تدوير أخر كمية كانت لديها من النابالم، إلا أن البعض يعتقد أنها لازالت تستخدم النابالم في العراق.

النابالم والـ MK-77 في العراق

أُستخدم النابالم منذ تطوره من قبل عدة جيوش من ضمنها الولايات المتحدة وأنغولا ونيجيريا والبرازيل ومصر وإسرائيل والأرجنتين وصربيا وتركيا ومن المحتمل أن جيوشاً أخرى تستخدمها. تبيع الولايات المتحدة الآن قنابل حارقة من النوع (MK-77) و(Mark 77)، حيث أن الأخيرة هي قنابل حارقة تتضمن غطاء رقيق من الالمنيوم. تعد هذه القنبلة قنبلة غبية بشكل يرادف المصطلح المعروف (القنابل الذكية)، فهي خليط من 63 غالون مايعادل (238) لتر من وقود الطائرات (على الاغلب الكيروسين) و (44) رطل أي مايعادل (20) كغم من البوليسترين الهلامي. عادة ما يشارالى القنابل الحارقة نوع (MK-77) بالنابالم من قبل الجنود والخبراء وبعض الملفات العسكرية.

قذيفة mk-77

قنبلة من نوع (MK-77)

اثناء حرب الخليج، ألقت القوات الأمريكية مايعادل 500 قنبلة من نوع (MK-77). استخدمت هذه القنابل ضد الخنادق التابعة للقوات العراقية تلك التي قام العراقيون بحفرها وملأها بالنفط. حيث كانت القوات العراقية تخطط آنذاك لأشعال الخنادق عند إقتراب القوات الأمريكية. لكن القوات الامريكية القت النابالم على هذه الخنادق وحرقتها وطهرت المنطقة. وفي نهاية الصراع تمرد أكراد العراق ضد حكومة صدام حسين وردت القوات العراقية بهجمات انتقامية بالنابالم أيضاً.

على الرغم من أن الجيش الامريكي أدعى بأنه لم يستخدم النابالم في أفغانستان وحرب العراق، إلا أن بعض الخبراء يعتقدون أن هذا الادعاء لايتعدا كونه شفهيا. ويؤكدون ايضاً في حين لم يُستخدم النموذج القديم من النابالم، أُستخدمت انواع اخرى مماثلة ومصنعة من مواد هلامية حارقة على شكل قنابل لاسيما نوع (MK-77).

في 2003 إعترف الطيارون الامريكان بأستخدام النابالم ضد الجنود العراقيين. أحد ضباط البحرية الامريكان اخبر صحيفة الأندبندت (Newspaper The Independent) بأن الضباط يرغبون بأستخدامه لتأثيره النفسي.

أقر لواء مشاة البحرية أستخدام النابالم في العراق. وفي نفس المقال، أكد المتحدث الرسمي بإسم البحرية الأمريكية بأن قنابل نوع (MK-77 MOD5) قد أٌستخدمت في العراق وهي نوعا ما شبيهة بقنابل النابالم لكنها اقل تأثيرا بالبيئة وعلى الرغم من ذلك يشار اليها على أنها قنابل حارقة.

كانت هناك مزاعم بأن القوات الأمريكية قد استخدمت النابالم عندما هاجمت الفلوجة عام 2011. لكن هناك جدل كبير حول ما إذا كان الأمريكان فعلا قد استخدموا النابالم أو ربما قد استخدموا الفسفور الابيض بدلا من ذلك وهو سلاح حارق اخر.

أثار أستخدام النابالم الجدل بين الدول العاملة مع قوات التحالف التي وقعت البروتوكول الثالث بقيادة الولايات المتحدة المستخدمة للنابالم. وفي نهاية المطاف القت القوات الامريكية قنابل حارقة من (MK-77) في حرب العراق مما أثار غضب الحكومة البريطانية التي وجهت الأتهام للولايات المتحدة في 2005 عن تقديم معلومات مضللة عن استخدام قنابل (MK-77).

اياً كان الحكم النهائي فأن النابالم كالعامل البرتقالي أصبح كلمة ترمز للحروب والوحشية والمجازر. خلال حرب فيتنام أصبحت لافتات (لن تقتل داو) وصورة كيم من الرموز المناهضة للحروب. لكن على الرغم من الصور المروعة التي رأيناها، يعلق بعض الخبراء على الموضوع قائلين بأنه رغم النتائج المرعبة التي ينتجها النابالم إلا أنه يستخدم كعنصر من أجل شن الحروب التي هي في حد ذاتها تحتوي على رموز الرعب والموت والدمار. حتى وإن كان النابالم سلاحاً مثل الأسلحة الأخرى فأن هناك شيئاً ما بمادته والصور التي خلفها جميعها جعلته  سلاح  مختلف  وغير قابل للنسيان.

المصدر : http://science.howstuffworks.com/napalm.htm

النابالم وتفجير الكرادة في العراق – تموز 2016

عمر المريواني

تفجير الكرادة حدث في تموز 2016 هو أحد أشهر الأعمال الإرهابية في تاريخ العراق المعاصر الملطخ بالدماء بعد تفجير القحطانية (1500 قتيل) في 2008.  وقد راح ضحية تفجير الكرادة ما يربو على الـ 300 قتيل كان كثيرٌ منهم متفحماً بحسب روايات الشهود العيان. سنروي هنا روايات الشهود العيان المتوفرة والحقائق لنناقش بعدها هل استخدم النابالم في التفجير؟

  • بلقاءنا مع أحد الشهود الذي نقل جثة ما يزيد عن 20 شخص من معارفه يقول أن أحد القتلى أتصل بقريبه بعد 5 دقائق من الإنفجار وقال له أنه بخير وسينتظرون نهاية الحريق ليخرجوا. ولكن بعد نصف ساعة وكان الإتصال الأخير أبلغه أنه سيموت. جثة الشاب كانت متفحمة تماماً وعُرف فقط من طرف جزءٍ غير محترق من قماش قميصه.
  • يقول وهو يكفكف دموعه أحد الشهود الذين صعدوا الى غُرفة عليا وقفزوا منها بعد ايجاد فتحة فيها: “سمعنا كيف يصرخون. سمعنا أصواتاً لن تتمنى أن تسمعها ما حييت. سمعنا كيف يُزهق عزرائيل أرواحهم”.
  • تُرينا مقاطع الفيديو المنتشرة أن الناس يصورون من بعيد رغم وجود حريق فقط.
  • يقول الشاهد في النقطة الأولى أن حرارة شديدة كانت تحول دون أقتراب الناس من الموقع وهو يُطابق النقطة السابقة المعززة بمقاطع الفيديو.
  • أنتشر الحريق الى عدة مباني ليقتل حرقاً جميع من فيها سوى من استطاعوا القفز أو الهرب من أي مهرب من البداية وتُظهر ذلك الفيديوهات والصور المختلفة للمباني بعد التفجير.
  • يُظهر تصوير من الأعلى كيف أن الشارع أملس غير متضرر تماماً كما هو معهود في التفجيرات.

 

نستنتج من ذلك:

  • استخدام مادة يتركز تأثيرها على الحرق وليس على الإنفجار.
  • حدوث الموت بشكل تدريجي بطئ نتيجة للاختناق ثم أو مع الإحتراق.
  • المادة المستخدمة عالية الحرارة.

 

وما يدعو لإتهام النابالم بالحادثة هو ما يلي:

  • سهولة تحضير النابالم من مواد متوفرة في الوقود وغيره كما أن هناك عدة خلطات تنتج أصنافاً من النابالم وليس بالضرورة وجود نسب شديدة الدقة.
  • سهولة نقل النابالم فهو ليس سريع الإشتعال.
  • حدوث موت بطئ ناتج من الاحتراق و/أو الاختناق وهو ما حدث في الانفجار.
  • عدم تضرر الشارع او واجهات البنايات رغم كثرة عدد القتلى مما يعزو التأثير الأكبر للاشتعال في الوفيات.
  • الفاصل الزمني والموت غير الفجائي.
  • حرارة المكان التي منعت الناس من الأقتراب.
  • فعالية النابالم ضد الاماكن المغلقة كالكهوف والانفاق والملاجئ وهو ما ينطبق على أبنية الكرادة التي لا تواجه سوى الشارع الذي كان مصدر النار.

هناك إحتمالية كبيرة لإستخدام النابالم في الحادث الإرهابي الذي أفجع العراقيين وترك تأثيراً من الرعب فاق تأثير أعمال إرهابية أخرى قامت بها التنظيمات المتطرفة كداعش والقاعدة.

النابالم وتفجير الكرادة

تفجير الكرادة