يمكن أن يُعرف التأمل التجاوزي (Transcendental Meditation) بأنه أسلوب أو طريقة  تأملية قدمها الى المجتمع الغربي شخص يٌدعى مهاريشي ماهش يوغي (Mahesh Prasad Varma)، الذي ولد في الهند عام 1917 و تربى في عائلة هندية. ولقب بالمرشد المقهقه بسبب عادته بالقهقهة خلال اللقاءات التلفزيونية. وتضم  منظمته المسماة بريتانيكا (Britannica) (تختلف عن الموسوعة البريطانية Britanica) عدة عقارات ومدارس وعيادات وصلت قيمتها الى ثلاث مليارات دولار امريكي في أواخر التسعينيات، يدعي مؤيدي التأمل التجاوزي  بأن المهاريشي (Maharishi) لم يكن يملك المنظمة ولا يدير أي مسؤولية مالية. يقول تم ماكلونلي (Tom McKinley Ball) بأن معلم التأمل التجاوزي يدعي بأن مشروعه مستقل لكن لٌوحظ بأن المقربين في المنظمة يمتلكون عقارات وممتلكات يسعون لتطويرها ولا يخاطرون بأفشاء قيمتها.

يقال بأن التأمل التجاوزي يعطي للممارس حالة من فقدان الوعي تدعى التنوير أو السعادة الحقيقة، حيث تتضمن الطريقة أطلاق تعويذات معينة تعرف بالمانترا (تعويذات معروفة في الهندوسية والبوذية لتغيير الحالة الحسية) ويدفع المشاركون مئات الدولارات من أجل تلك المانترا الخاصة بهم، ويميلون الى تصديق أن هذه التعويذات فريدة ولا يشاركهم فيها أحد. في نيسان/ أبريل،2007 بلغت كلفة الجلسة الواحدة (2500$)، أما في تموز/يوليو،2010 أصبحت التكلفة (1500$) للبالغين ونصف هذه القيمة للطلاب. أما في شباط/فبراير،2015  كانت تكلفة الجلسة (960$) للبالغين و(360$)  للطلاب.

التأمل التجاوزي منظمة روحانية غير ربحية ويدعي المقيمون عليها بأنها برنامج تم أثبات فوائده الصحية علمياً. لكن على ما يبدو فأن هنالك مشاكل مع بحوث التأمل التجاوزي وأثباتها. كشف آخرون هذه الإشكاليات لذا سأكتفي بالتطرق للقليل من تلك الأبحاث التي فندت فرضيات التأمل التجاوزي كما يتطلب العلم الحقيقي، وتجدر الإشارة الى أن معظم البحوث كانت قد أجريت من قبل مناصري التأمل التجاوزي وليس من قبل باحثين مستقلين ولايوجد هناك دراسات مطولة عن هذه التأثيرات. لكن على الأقل هنالك دراسة واحدة وجدت تأثيرات جانبية سيئة على الصحة بسبب التأمل التجاوزي.

لخص هذا المقال مجموعة من المقالات في مجال التأمل ومن ضمنها التأمل التجاوزي ولخص أيضا  تعاريف للتأمل والتغييرات النفسية والجسدية التي يسببها والتأثيرات الجانبية التي تواجه 62% من المتأملين.  بينما الباحثون الذين لم يربطوا دراساتهم مع التأمل التجاوزي وجدوا بأن التأثيرات الجانبية التي توصلوا اليها مشابه لتلك التي وجدت في الدراسة الالمانية عن التأمل التجاوزي وهي:

الأسترخاء المسبب للقلق والهلع. الزيادة المتناقضة للتوتر وقلة دوافع الحياة والملل والآلم والأختبار المضر بالحقيقة والإرتباك والتشويش والشعور بالعزلة والأكتئاب وزيادة السلبية وأدمان التأمل والشعور بعدم الراحة عند الحركة والإنتشاء والسلوك التدميري و شعور الأنتحار  والخوف والغضب والقلق واليأس.

Meditation: Concepts, Effects and Uses in Therapy. International Journal of Psychotherapy, March 2000, Vol. 5 Issue 1, p49, 10p.)

ما يجب أخذه بنظر الأعتبار أنه من الممكن بحث  الناس عن طريقة للتخلص من الضغط في حياتهم وذلك بممارستهم التأمل التجاوزي والذي بدوره يؤدي الى مشاكل نفسية. تقول دراسة  بيريز دي ابنيز  وهولمز (Perez -De-Abeniz and Holmes) بأن أفضل أستنتاج يمكن لفت النظر اليه هو ان التأمل التجاوزي ليس مناسباً لأي شخص.

بدأ نشاط التأمل التجاوزي في الهند عام 1956 وهو الأن معروف عالمياً ويمارسه ملايين الناس. مورس التأمل لسنين طويلة في الهند وتعرف الناس على التأمل التجاوزي عن طريق البيتلز (Beatles) (الخنافس او البيتلز: فرق موسيقية مشهورة في القرن العشرين) وبعض المشاهير مثل ماي مارو (Mia Farrow) ودونوفان (Donovan) والذي  تعرف على ماهيش  اشرام (Mahesh’s ashram) في ستينات وسبعينات القرن الماضي. من المحتمل أن هؤلاء المشاهير التفو حول الشرق من أجل البحث عن المساعدة في ايجاد السعادة والمتعة التي لم يستطيعوا أن يحصلوا عليها من الشهرة والمخدرات. يعتقد الكثيرون بأن التأمل يقدم طريقة للوصول الى  النشوة أكثر من أي عقار آخر أو وسيلة أخرى، وكذلك الوصول لمستوى عالي من الطاقة للسيطرة على النفس أقوى من أي نوع من أشكال الطاقة. وكذلك يٌعتقد بأن التأمل يترك أنطباعاً للشعور بالسرور والأسترخاء طالما لا يتقاضى المعلم الروحاني ما يكفيه بالجلسات مالياً او نفسياً.

واحدة من الإغراءات التي يقدمها التأمل التجاوزي هو الإدعاء بأنه وسيلة علمية للتغلب على الضغط. وكذلك الزعم بأن التأمل التجاوزي مبني على ما يسمى بعلم الذكاء الخلاق (Science of Creative Intelligence) والذي عن طريقه يستطيع الشخص أن يحصل على شهادة من جامعة مهاريشي للأدارة (Maharishi University of Management) ورسميا تسمى جامعة مهاريشي الدولية (Maharishi International University) في  فيرفيلد، ولاية ايوا (Iowa state). تقدم هذه الجامعة ايضا سلسلة من التخصصات الأكاديمية للأدارة الناجحة في مختلف مجالات الحياة.  تبيع مهاريشي الأيورفيدا (Maharishi Ayurveda) عدد معين من منتجات الصحة والجمال لأولئك الذين يحلمون بجسد مثالي ليتماشى مع عقل المثالي.

أٌستخدمت مطبوعات تشمل جداول ورسوم بيانية تشرح أسرار التأمل التجاوزي. حيث صيغت وقيست معدلات الآيض وإستهلاك الأوكسجين وأنتاج الجسد لثنائي أوكسيد الكاربون وأفراز الهرمونات وموجات الدماغ، بشكل  بياني لأقناع الأشخاص بأن التأمل التجاوزي حقا يذهب  بالشخص الى حالة جديدة من الآدراك. أظهرت بعض الدراسات التي إجراها العلماء على التأمل التجاوزي أن بعض النتائج النفسية التي يأتي بيها التأمل التجاوزي يمكن الحصول عليها عن طريق الاسترخاء التام. ومع ذلك، فأن الأختبارات أظهرت أن هذا التأمل يأتي ببعض الأشارات العصبية التي تختلف بشكل كبير مع  تلك التي تظهر عند الأسترخاء والراحة وفقاً لمؤيدي التأمل التجاوزي. أختلف النقاد بأن هذه التغييرات الفسيولوجية التي يمكن لشخص ما أن يحصل عليها عن طريق التأمل التجاوزي لم  تثبت على  أنها فريدة  من نوعها.

ربما أقل ما يمكنه تصديقه من إدعاءات أصحاب  التأمل التجاوزي هو  قدرتهم على  الطيران، وهو  قفز أكثر من كونه طيران في الحقيقة. روج اصحاب التأمل التجاوزي للتحليق في الأيام الاولى وأظهرت نشرات الأخبار والبرامج التلفزيونية مشاهد فديوية لممارسي التأمل وهم يقفزون بوضع دائري متظاهرين بقدرتهم على الطيران. في حقيقة الأمر هذا الإدعاء كان من السهل جداً نقضه. والآن هم لا يزعمون بقدرتهم على أي نوع من الطيران أو القفز بتاتاً. وعلى حد قولهم،  يعتقدون أنهم يوماً ما سوف يحققون ذلك وسوف يكونون قادرين على التحليق في الهواء والتمتع بالقوى الخارقة  كما حصل مع القديسين من قبلهم.

التأمل التجاوزي والطيران

يستمرون بالقفز لساعات ويتوهمون بامكانية الطيران لاحقاً.. في الوقت الحاضر توقف مروجو التأمل التجاوزي عن هذا الادعاء

تأثير مهاريشي (Maharishi Effect) هو أحد القوى التي يدعي المتأملون انها قابلة للإثبات. ووفقا لمروجي التأمل التجاوزي (يوصفون كعلماء):” يسبب التأمل الجماعي تغييرات في الحقل المادي الجوهري الموحد وهذه التغييرات تنتشر في المجتمع وتؤثر على جميع جوانبه نحو الأفضل”.

كون الدكتور روبرت رابناف مجموعة نقاش صغيرة  في جامعة أوريغون (University of Oregon) في بداية تشرين الاول/أكتوبر، 1978 وهو مساعد بروفيسور في الفيزياء في جامعة مهاريشي الدولية وكان الدكتور راي هايمان (Ray Hyman) متواجداً للنقاش وقرر بأن يناقش رابناف في موضوع التحليق.

تفاعل الحاضرون مع الدكتور رابناف عندما كان يسرف بالكلام عن تأثيرات المهاريشي، مدعياً بأنه لو كان هناك في أي مدينة نسبة (1%) أو اكثر من السكان يمارسون التأمل التجاوزي فإن المدينة ستكون خالية من الجرائم. أخبرهم بذلك على أنه حقيقة مؤكدة ومثبتة علمياً، حيث أدعى أن فيرفيلد  موطن  جامعة مهاريشي في ولاية آيوا هي مكان فريد من نوعه لكون (13%) من سكانها  يمارسون التأمل التجاوزي. ونسبة الجريمة منخفضة جدا فيها وقد أُخبرنا بأن رئيس شرطة فيرفيلد قد وضع عدداً من ضباط الشرطة في دوام جزئي. وكذلك تنمو المحاصيل الزارعية  هناك أفضل بكثير من المتوقع والبطالة معدومة ونسبة حوادث السير في ايوا (Iowa) هي الأقل في الولايات المتحدة وكل المفخرة تعود الى التأمل التجاوزي وفقا لما قاله دكتور رابناف.

تحقق راندي من مركز شرطة فيرفيلد ومركز الزراعة لولاية ايوا وقسم العجلات المسيرة ووجد أن ماكان يدعي به رابناف لم يكن صحيحاً. أخبر رئيس شرطة فيرفيلد راندي بأنه كان يحشد المزيد من الضباط. على أية حال، فأن دراسة بيانات الجريمة لفيرفيلد والمدن الصغيرة الأخرى التي أجريت من قبل مؤيدي التأمل التجاوزي، وجدت بأن معدلات جرائم العنف وجرائم السرقة منخفضة على الرغم من وجود جريمة طعن قام بها طالب ضد طالب آخر حتى الموت في الجامعة عام 2004.  وتّدعي جامعة مهاريشي للأدارة بأنخفاض نسبة الجريمة في هولندا حيث تزداد نسبة ممارسة التأمل التجاوزي خلال تجمعات السلام العالمي (World Peace Assemblies).

أظهرت المعلومات التي زودت من قبل قسم الزراعة بأن ليس هناك أي زيادة في أنتاج المحاصيل الزراعية. أما المعلومات الورادة بشأن حوادث السير وحوادث العجلات المميتة فهي لا صحة لها ولاتدعم مايدعيه رابناف. وأخيرا، ذكر مركز الخدمات والوظائف في أيوا  بأن معدل البطالة متباين ولكنه يقترب من نسبة البطالة في الولايات المتحدة بشكل عام. على حد قول راندي،  فقد وصف دكتور ربناف برنامج  التأمل التجاوزي بانه يّمكن الشخص من تحقيق ما يرغب به.

أنتشرت إدعاءات  مشابه لتلك من قبل دين رادين (Dean Radin) وبارسكلوجيين آخرين مشيرين الى مايسموه (حقل الوعي) او (الوعي العالمي) ، فمثلا يعتقد روجر نيلسون (Roger Nelson) في حال فكر أشخاص معينون بإنهم يريدون جواً معتدلاً فأنهم سوف يحصلون عليه.

أقيمت مراسيم حفل التخرج في جامعة برينستون (Princeton University) في الهواء الطلق بحضور  الالاف من الخريجين وعوائلهم وأشخاص أخرين، حيث لوحظ أن الحفل يتبارك دائما بجو معتدل وجميل. ومقارنةٍ مع معدل هطول الأمطار المسجلة في برينستون والمدن المجاورة  فأن النسبة منخفضة وهي أقل من المعتاد في مثل هذه الايام ومع المناسبات والأنشطة الي تقام في الهواء الطلق.

يعتقد رادين بأن المشاعر الجياشة التي أثيرت عند مشاهدة الملايين لجنازة الاميرة ديانا ادت بمكونات الاحداث العشوائية لاحداث ذلك. ربما بحسب ذلك نستطيع ان نحصل على السلام في العالم لأن اشخاصاً فكروا به وارادوه. انه تأثير مشابه لصلاة الملايين من اجل السلام.

ليس كل شخص مارس التأمل التجاوزي كان راضياً. باتريك راين (Patrick Ryan) هو أحد ممارسي التأمل التجاوزي المستائين، خريج جامعة مهاريشي الدولية للأدارة وممارس للتأمل لمدة عشر سنوات. وجد باتريك جماعة داعمة للأعضاء السابقين الذين مارسوا التأمل (TM-EX)، حيث نشروا قصصهم في موقع ترانس نت (TranceNet) وهو الآن شبه متوقف، يقول رايان : “التأمل التجاوزي  ليس مجرد طريقة  غير مؤذية للأسترخاء من خلال التأمل”.

حيث أن في أعلاناتهم يركزون على الفوائد العملية للتأمل وخصوصا  التخلص من التوتر. ويظهر مروجي التأمل فيدوهات للأعضاء من مختلف أنحاء العالم وهم يؤيدون ويشهدون لفوائد التأمل. تبيع منظمة التأمل التجاوزي مطبوعات تشمل لوحات ضغط الدم و التخطيط البياني لدقات القلب وغيرها من الدلائل السريرية التي تؤيد تأثير التأمل التجاوزي. لكنهم لايذكرون نتائج البحوث والأختبارات العلمية التي تظهر نتائج مشابهة لنتائج التأمل والتي يمكن الحصول عليها عن طريق الأصغاء الى الموسيقى الهادئة أو تآدية بعض تمارين الأسترخاء والتي يمكن تعلمها عن طريق كتب تباع ببضعة دولارات. بعد أن يدفع طالب التأمل التجاوزي مبلغ (400$) ويستلم تعويذته (المانترا الخاصة به)، يخبرونه بعدم كشفها لأي شخص. لكن لماذا يتم أخباره بعدم كشفها؟ ببساطة لأن نفس التعويذة “الفريدة” تعطى على أساس العمر للكثير من الناس.

ما الشيء الآخر الذي يقدمه برنامج الاسترخاء  لأولئك  المتأملين السابقين؟ يجيب المتأملون بإدعاءهم وجود الكثير من الدراسات التي تثبت أن التأمل التجاوزي له نتائج  أكثر تآثيراً من الأصغاء الى الموسيقى الهادئة أو ممارسة تمارين الأسترخاء. مؤخرا أخبرني السيد لاوسن انكلش ( Lawson English) بأنه قد حان الوقت لتصحيح الكلام بشان التأمل التجاوزي بسبب الكثير من الأشياء الجيدة التي يقوم بها التأمل وأتضح  أن لها تأثير.

أستمر بحث التأمل التجاوزي لمدة 45 سنة، عام 2013 عرضت جميعة القلب الأمريكية (American Heart Association) بحثاً عن العلاجات البديلة (alternate therapies) لضغط الدم. في الجزء المتعلق بالتأمل، قالوا بأن التأمل التجاوزي هو التمرين الوحيد الذي قد يوصي الأطباء مرضاهم به كعلاج ثانوي ومساعد لضغط الدم العالي، بينما فشلت كل أنواع التأمل الأخرى للشفاء منه.

 

نعم حيث يقول أطباء جمعية القلب الأمريكية بأنهم “قد يوصون” به كعلاج ثانوي لضغط الدم العالي ولكنه لايصل بهم الى مرحلة الشفاء منه.

تدعم الادلة بشكل عام أن التأمل يؤدي لانخفاض طفيف في ضغط الدم، ولكنه ليس مؤكداً فيما أذا كان فعلا الفضل يعود لطرق التأمل التي تخفض ضغط الدم لأن هنالك دراسات قليلة مختصة بهذا الأمر. ونظرا لقلة البيانات، فلا يمكننا  أن نوصي بطريقة خاصة لممارستها عند أستخدام التأمل التجاوزي لعلاج أرتفاع ضغط الدم. ومع ذلك لايبدو  التأمل التجاوزي أو تقنيات التأمل بشكل عام  تمثل مخاطر صحية كبيرة. حيث نحتاج دراسات أضافية ذات دقة عالية لتقديم أستنتاجات بشأن فعالية التأمل التجاوزي وأشكال التأمل الأخرى وتآثيرها في أنخفاض ضغط الدم.

 

وجدت جمعية القلب الأمريكية دراستين قصيرتين فقط تستحقان التوقف عندهما عن التأمل التجاوزي وضغط الدم. قطعا لا  أؤيد قول أن التأمل التجاوزي “لا يبدو أنه يشكل مشاكل صحية أو مخاطر”.

 

الأجندة السياسية في التأمل التجاوزي

كانت هناك محاولات  لأدخال التأمل التجاوزي الى المدارس العامة. فمثلا، نقلت صحيفة ساكرمنتو بي (Sacramento Bee) في الأول من آذار/مارس، 1995  بأن جون بلاك (John Black)  مخرج برنامج التأمل التجاوزي في بالو التو (Palo Alto) حاول أقناع السلطات في سان خوزيه (San Jose) للسماح له بتعليم التأمل التجاوزي في المدارس. حيث زعم بأن هذا النوع من التأمل في الصف سوف يزيد من علامات الأمتحان ويقلل نسب الحمل بين المراهقين ويساعد على التخلص من العنف والمخدرات ويقلل الأرهاق الذي يصيب المعلم. وسٌلمت هذه الرسالة بشكل رسمي الى المعلمين وعنونها المتأملون بأسم (حل الأزمة في مدارسنا).

التأمل

قد يكون فعلا صحيحاً بأن هنالك أناس كجون بلاك يعتقدون بأن التأمل التجاوزي  يمكنه عمل كل هذه الأشياء، لكنهم لايمتلكون الدليل القوي لأثبات انه سوف ينجز كل هذه الأهداف النبيلة. يقول جون بلاك : ” تتلخص الإزمات في المدارس بأن الأشخاص هنالك يعانون من الضغط”. قد يكون على حق، لكن المشكوك فيه هو أدعائه غير المثبت.  يبدو جليا أن ادارة المدارس بقيت غير مقتنعة بالأمر. وحتى أعلان  المهاريشي الذي نشر في الصحف والذي يحتوي على عرض (برنامج مؤكد للقضاء على الجريمة في سان خوزيه) بمبلغ (8،55$) في السنة، لم يقنع البلدية. ووضعت أعلانات مشابهة في العديد من الصحف الكبرى في جميع أنحاء البلاد ولكن لم يكن هناك مهتمين.

مازال برنامج التأمل التجاوزي في المدارس مشروعاً قوياً كما تقول مؤسسة ديفيد لانج (the David Lynch Foundation) في موقعه على الأنترنت ( حيث أن لانج اصبح من اصحاب التأمل التجاوزي منذ عام 1973):

في عام 2005، بدأنا العمل في مؤسسة ديفيد لانج للتوعيه القائمة على التعليم والسلام العالمي (David Lynch Foundation for Consciousness-Based Education and World Peace) لضمان حصول اي طفل يريد تعلم التأمل  في اي مكان في العالم. الآن، تقدم المؤسسة تعليم التأمل التجاوزي بشكل جيد للبالغين والأطفال في مختلف الدول في العالم.

كيف يمكننا عمل ذلك؟ يعود ذلك الى سخاء المؤسسات و الأشخاص المحسنين و الناس العاديين الذين يرومون لتخفيف معاناة الآخرين و الذين يريدون تقديم المساعدة  لجعل العالم افضل.

أخبرني  لوسون أنكلش  بأنه:  ” يمكن النظر إلى  نجاح هذا المشروع في الولايات المتحدة في  السبع سنوات الحالية وبأثر رجعي  وملاحظة كيفية تعلم المدارس التأمل التجاوزي  في سان فرانسيسكو. ” كذلك أخبرني السيد انكلش بأن صافي أرباح مؤسسة ديفيد لانجان هو ($2,763,392) وصافي الإيرادات ($296,627). وبلغت أعلى نسبة لتبرعات الأعضاء هي لجون هاغلين ($42,000) و بوب روث ($117,869). وقد أرسل لي السيد أنكلش نسخة من أستمارة رقم 990 للمؤسسة وكتب : ” كما تلاحظ، فأن المؤسسة ليست فائقة الثراء ولايتبرع أعضاءها برزم من الصكوك. وكأثبات على كلامه أرسل لي أستمارة أخرى تظهر صافي الأرباح لمؤسسة المهاريشي الأمريكية وقد بلغت ($4,182,012) وصافي الإيرادات ($805,586) وأعلى مبلغ قد تم التبرع به كان من قبل روبرت كوان ($42,000) و جون هوغلن ($30,000). أما مؤسسة السلام العالمي

(the Global Country of World Peace) فقد بلغ صافي أرباحها ($48.6) مليون وصافي الإيرادات ($1,985,695) وأعلى مبلغ قد تم التبرع هو ($30,000) من قبل روربرت واين [الارقام توضح مدى بعد الادعاءات عن المصداقية].

يبدو التأمل التجاوزي يتبع نموذج السيانتولوجيا (Scientology) (جماعة تؤمن بوجود كائنات فضائية مهيمنة على العالم)، الذين يرسلون أعضاءهم الى أماكن حدوث الكواراث حول العالم لتضميد جراح المصابين بأستخدام الطاقة، حيث يدعوا  ذلك مساعدة  والبعض  الآخر يدعوه تجنيد.  وقد أرسلت منظمة ديفيد لانج أعضاءها الى أفريقيا لتعليم التأمل لأولئك الأشخاص الذين يعانون من أضطراب مابعد الصدمة (PTSD). أجريت دراستان قصيرتان ، واحده منهم أجريت من قبل باحثي التأمل التجاوزي وذلك بأستخدام المراقبة لأولئك الذين لم يمارسوا التأمل، حيث أثبت أن التأمل يمكنه مساعدة  الناس لتجاوز أضطراب مابعد الصدمة.  يقول المؤلف المشارك فريد ترافيس مدير مركز الدماغ والوعي، و الإدراك في جامعة مهاريشي للإدارة   (Maharishi University of Management) : “تشير هذه النتائج إلى أن التأمل التجاوزي  قد يكون علاجا فعالا  لزيادة حالات اضطراب ما بعد الصدمة في العالم”.

ثم مرة أخرى،هذه النتائج  قد لا تكون أكثر فعالية من ممارسة التدليك الهادئ  أو مشاركة الآيس كريم أو توفير المأوى لضحايا الحرب. في أي حال، يجب مقارنة  نتائج هذه الدراسات مع برامج تطور التأمل  التي تستند على التعويذات لأظهار النتائج.

 

المصدر : http://skepdic.com/tm.html

ترجمة : نورس حسن