—————————————————————
بقلم: ستيفن هوكنج، ستيورت راسل، فرانك ويلزاك، و ماكس تغمارك.
المقال منشور في الأندبندنت بتاريخ 1-5-2014

ترجمة: حسن مازن
تصميم بوستر: فريد المندلاوي
————————–

مع رواج ما تقدمه هوليوود من أفلام سينما تصور السيناريوهات المتضاربة لمستقبل البشرية، بالخصوص ما يقدمه جوني ديب ومورغن فريمن. أصبح من البديهي تقبل فكرة إن الآلات فائقة الذكاء مجرد خيال علمي. لكن هذا ربما سيكون أكبر أخطائنا التاريخية!

بحوث الذكاء الصناعي تشهد تقدم متسارع. المعالم الحديثة للذكاء الصناعي مثل السيارات ذاتية القيادة، فوز الحاسوب ببرانامج المسابقات الشهير (المحك-Jeopardy )، المساعد الرقمي الشخصي من شركة أبل (سيري-Siri)، وخدمات (غوغل الآن – (Goofle Now، و (كورتانا- Cortana)؛ هي مجرد أعراض لسباق التسلح التكنلوجي والذي تقف خلفه استثمارات غير مسبوقة وينطلق من بناء نظري ينضج بشكل متزايد. وهذه الإنجازات ربما تعد بدائية مقارنة بما ستحمله العقود المقبلة.

الفوائد المرجوة ستكون ضخمة، فكل ما نملكه من مقومات الحضارة هو من نتاجات الذكاء البشري، ولا يمكننا تخمين ما بالإمكان تحقيقه لو طورنا هذا الذكاء إلى ذكاء صناعي. لكن بالتأكيد فإن احلال السلام ومحاربة الفقر والمرض ستتصدر أي قائمة للتوقعات. فخلق الذكاء الصناعي سيكون أكبر حدث في التاريخ البشري.

لكن هناك جانب سيء للقضية، مالم نتعلم كيف نتجنب المخاطر. فجيوش العالم تعمل على تطوير أنظمة التحكم الذاتي -في المدى القريب- وتعمل هذه الأنظمة على تحديد الأهداف وتدميرها وقد دعت الأمم المتحدة ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) إلى معاهدة لحظر مثل هذه الأسلحة على المدى المتوسط. كما يؤكد أريك برينجيلفسون و أندرو مكافي في كتابهما (العصر الثاني للآلة – The Second Machine Age). ربما يغير الذكاء الصناعي من إقتصادنا بجلب كل من الثروة الطائلة و الإضطرابات العظيمة.

بالنظر لأبعد من ما هو متعارف, لاتوجد حدود لما يمكن تحقيقه: فليس هناك من قانون فيزيائي يمنع ترتيب الجسيمات بطرق تجعلها تقوم بالحسابات بكفاءة أكبر من العقول البشرية. ويمكن أن تحدث هناك نقلة إنفجارية حيث تقوم الآلات بتحسين نفسها تتابعاً لتصل لحالة “تفردية” ثقافية كما في فلم جون ديب transcendence.

يمكن للمرء أن يتخيل سيناريو سيطرة هذه الآلات على حياتنا، حيث تتدرج من إختراع أبدعه الباحثون البشر إلى قادة للبشر وتطوير أسلحة لايمكننا حتى فهمها. وفي حين يعتمد تأثير الذكاء الصناعي على المدى القصير على من يسيطر عليه. سيعتمد ذلك الأثر على المدى الطويل بمسألة إذا كان بإمكاننا السيطرة عليه أصلاً.

إذاً، بمواجهة هذه المنافع والمخاطر المُحدقة بنا، ربما نعتقد إن هناك المزيد من الخبراء يدرسون الأمر لضمان أفضل النتائج، فهل هذا صحيح؟ إنه خاطئ للأسف. لو أرسلت لنا حضارة متقدمة رسالة تقول فيها: “مرحباً، نحن سنصل إليكم بظرف بضعة عقود”. فهل سيكون ردنا عليهم: “أهلا، نحن نرحب بكم وسنترك لكم الأضواء تعمل لكي لاتضلوا الطريق”؟ ربما سيكون الجواب كلا، لكن هذا ما يحث بالفعل بما يتعلق بالذكاء الصناعي!. فرغم إننا نواجه ما يُحتمل أن يكون أفضل أو أسوأ حدث في تاريخ البشرية فإن الأبحاث الجادة التي تهتم بهذه المسألة قليلة جداً وهي تأتي من معاهد غير ربحية مثل “مركز كامبردج لدراسة مخاطر الوجود” ، “معهد مستقبل البشرية” ، “معهد أبحاث الذكاء الصناعي”، و”معهد مستقبل الحياة”.

يتوجب علينا جميعاً أن نتسائل عن ما يمكننا القيام به في الوقت الراهن لتجنب مخاطر الذكاء الصناعي وجني المنافع المترتبة عليه.

————————–

ستيفن هوكنج: مدير الأبحاث في قسم الرياضيات التطبيقية والفيزياء النظرية في جامعة كامبردج والحائز على جائزة الفيزياء الأساسية 2012 عن عمله على الجاذبية الكمومية.

ستيورت راسل: أستاذ علم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا، بيركلي ومؤلف مشارك لكتاب ” Artificial Intelligence: A Modern Approach ”

ماكس تيغمارك: أستاذ الفيزياء في معهد ماسوشستس للتكنلوجيا وصاحب كتاب ” Our Mathematical Universe”

فرانك ويلزك: أستاذ الفيزياء في معهد ماسوشستس للتكنلوجيا والحائز على جائزة نوبل 2004 عن عمله على القوة النووية القوية.

————————

المقال الأصلي: http://goo.gl/y9CxvE

خبر فوز حاسوب أي بي أم في برنامج المحك : http://goo.gl/M3vyIw

للمزيد حول المساعد الشخصي سيري: http://goo.gl/YdqoUz

للمزيد حول خدمة غوغل الآن: http://goo.gl/arh6T

للمزيد حول كورتانا: http://goo.gl/IUON