د. لورنس كولنز (أبريل 2018)، تستمر المحاولات البائسة لإثبات الروايات الدينية بشتى الطرق الممكنة متعديةً على مجالات أخرى لا تمت لها بصلة ومنها العلم، وإحدى هذه المحاولات الهمجية هي محاولة إثبات حدوث طوفان عمّ العالم كما ورد في الأديان الابراهيمية وغيرها من الحضارات، حيث تعود أسطورة الطوفان إلى الحضارتين البابلية والسومرية وهي نواة قصة الطوفان العظيم نظراً للتسلسل الزمني لا أكثر.

ونجد أنصار الطوفان من الأديان يستخدمون الحجج العلمية المغلوطة من علم الجيولوجيا والبيولوجيا لإثبات صحة الرواية الدينية.

ونستعرض في هذا المقال حقائق علمية تثبت بأنّ الطوفان لم يحدث وتواجه التلفيق الصريح الذي يقوم به هؤلاء.

حيث يدّعي الخلقيّون بأنّ الصخور الرسوبية التي تعود للعصر الباليوزي Paleozoic في الوادي الكبير (Grand Canyon) وكذلك الرسوبيات التي تعود للحقبة المتوسطة الموجودة في السلالم الكبير في شمال الوادي الأمريكي، قد تشكلت خلال الطوفان العظيم (طوفان نوح) الذي غطى العالم قبل 4500 سنة.

ونظراً لأنّهم ألبسوا ادعاءاتهم الطابع العلمي فسنسرد هنا 21 سبباً يثبت بأنّ الطوفان الإنجيلي لا يمكن أنّ يكون قد حدث ابداً.

1- حافات حادة لن تكون موجودة لو كان هناك طوفان

إنّ التآكلات الموجودة والتي تأخذ شكل السلم في الصخور الرسوبية في الأخدود العظيم (Grand Canyon) والأحجار الرملية والكلسية المشكلة للحواف والبروزات الناعمة سهلة التفتت لا يمكن أن تتشكل في فترة تقل عن السنة، وبالتالي لو نحتت هذه الصخور بعد فترة وجيزة من طوفان عمّ العالم فهي لن تمتلك الوقت الكافي لتتصلّب؛ بل ستكون مشبعة بالماء وهذا يعني أنّ غياب هذه الصخور الكلسية والرملية وبالتالي غياب الانحدارات والزوايا الحادة فيما لو كان هناك طوفان قد حدث.

2- رواسب الملح السميكة جداً لن تتكون خلال 40 يوماً

كذلك وجود رواسب الملح والجبس التي تزيد سماكتها عن 200 قدم (60.96 m) والموجودة في ولاية يوتا الأمريكية على بعد 200 ميل من الغراند كانيون تظهر بشكل عجيب على الرغم من أنّها تملك العمر نفسه لمجموعة صخور تدعى باسم سوباي Supai  موجودة في الغراند كانيون ويدّعي الخلقيّون بأنّها قد تشكلت نتيجة لفيضان نوح أيضاً. وكذلك ترسبات ملحية مشابهة تصل سماكتها إلى 3000 قدم (914 m) توجد في أماكن مختلفة في جميع القارات وكذلك نراها في جميع طبقات القشرة الأرضية التي تعود إلى جميع الحقب الزمنية، ولا يمكن أن تنتج هذه الرواسب إلّا نتيجة تبخر مياه البحار. وهذا التبخر لا يمكن حدوثه في فترات متقطعة خلال الـ40 يوماً و 40 ليلة من المطر-كما في الفيضان- وكما أنّ هذا الأمر يتعارض مع تشكل الصخور الرسوبية حيث تقول الرواية الدينية بأنّ بدء انحسار الماء والتبخر قد بدأ بالحدوث بعد اليوم الـ40 من الفيضان.

3- حالة صحراوية عامة أثناء فترة الطوفان المزعوم

الكثبان الرملية الهائلة والموجودة في صخور الحقبة المتوسطة في منتزه صهيون الوطني هي دليل آخر على الحالة الصحراوية التي عمّت المنطقة خلال فترة الفيضان المزعوم.

4- الشقوق الطينية لا يُمكن أن تكون قد تكونت نتيجة الطوفان

وجود الشقوق الطينية المليئة بالأحافير في التابت الكامبري (Tapeats Sandstone) وهو عبارة عن ارتفاع تشكله رمال سميكة خشنة موجود أعلى الصخور المتبلورة التي تعود للعصر ما قبل الكامبري تدل على وجود ظروف مناخية جافة خلال فترة الطوفان المزعوم، هذه الظروف موجودة في بداية الطوفان فقط حسب الرواية الدينية. وكذلك الشقوق الطينية الموجودة يمكن أن تتشكل في الطين الموجود تحت الماء وذلك عن طريق الضغط العالي الذي توفره المياه والذي يقوم بدوره بعصر الماء من الطين، إلّا أنّ هذا الضغط من غير الممكن توليده بسبب فيضان سريع. وكذلك وجود الشقوق الطينية التي تحتوي الأحافير في الأحجار التي من المفترض أنّها تشكلت نتيجة للطوفان ومنها الصخور الحمراء المتواجدة مع طبقات الملح والجبس سابقة الذكر يدلنا على أنّ هذه الشقوق الطينية تشكلت نتيجة تعرض هذا الطين للعوامل الجوية مما أدى إلى أكسدة المعادن الموجودة فيه وتحولها بالتالي إلى الهيماتيت الأحمر الذي يعطي هذه الصخور لونها.

5- آثار لقطرات المطر في عدة أماكن من العالم وبمختلف الأزمنة

آثار قطرات المطر، موجودة في عدة أماكن حول العالم، ووجودها يناقض الطوفان لأنّه من غير الممكن تكوّنها والحفاظ عليها تحت مياه الفيضان فهي تشكلت في صخور طينية حفظتها ولو حدث الطوفان لمحيت هذه الآثار.

6- طحالب موجودة منذ زمن بعيد ولم تكن لتعيش تحت ظلمة مياه البحر بعد الطوفان

الجروف البيضاء في Dover  -وهو مرفأ باخرات على الساحل الشرقي لبريطانيا- تتكون من طبقات من الطبشور تصل سماكتها إلى 350 قدم مكونة من الكوكوليث (coccolith) وهو نوع من أنواع الطحالب، وهذه الطبقات الطبشورية لها نفس العمر الذي تحمله تلك الصخور الرسوبية التي تعلو الصخور الرملية الموجودة في منتزه صهيون الوطني (الـ Grand Canyon )، وبالتالي، من المفترض أنّ هذه الجروف الطبشورية قد ترسبت بفعل طوفان نوح. إلّا أنّ الكوكوليث بحاجة لأن تظل على السطح لتؤمن غذاءها من ضوء الشمس عن طريق اليخضور الذي تحويه، بسبب هذا كله فإنّنا نؤكد أنّهم لم يكونوا أحياء على عمق 350 قدم خلال عام الطوفان وذلك لأن الكثير من المخلوقات البحرية كانت لتحجب ضوء الشمس الضروري عنهم عند هذا العمق.

7- كائنات أحادية الخلية تترسب في قيعان البحار بعد موتها، لكنها غير موجودة في الأماكن التي يفترض أن تتواجد بها فيما لو حل طوفانٌ فوقها

يشكل نوع من الأوالي (الكائنات أحادية الخلية protozoa) سماكة تصل إلى 4590  قدماً في قاع المحيط الهادي، يدعى بالراديولاريا وهو كائن وحيد الخلية صغير للغاية يحوي هيكلاً من السيليكا ويستخدم الشمس للحصول على طاقته بواسطة التركيب الضوئي وبالتالي فهو بحاجة أن يظل على مقربة من سطح البحر ليحصل على قوته. إنّ معدل ترسب الرديولاريا الميتة إلى العمق هو معدل بطيء للغاية ليشكل هذه السماكة (4590 قدم) خلال 4500 سنة منذ الطوفان، وكذلك إنّنا لا نرى هذه الأوالي في الصخور الرسوبية في الغراند كانيون رغم شيوعها في طبقات الصخور الرسوبية التي تعود لنفس الفترة الزمنية في أماكن متفرقة من هذا العالم وكل طبقة من هذه الطبقات تحوي نوعاً مختلفاً من الأنواع الـ 4000 الأخرى التي تم اكتشافها.
جريان المياه الفوضوي في تسونامي نوح لن يكون قادراً على فرز هذه الأنواع المختلفة من وحيدات الخلية في طبقات مختلفة كما هو موافق لما نراه.

8- لماذا لم يختلط غبار الطلع لينتشر ويصل إلى مناطق كالإخدود العظيم بفعل الطوفان؟

ولا واحدة من الصخور الرسوبية في الأخدود العظيم تحوي أحافير غبار الطلع المنتج من قبل الأعشاب والصنوبر والأشجار المزهرة وغيرها من النباتات، بينما نجدها تحتوي على أبواغ الطحالب والفطور والسراخس. طوفان يغمر العالم كما تقول الأسطورة لا بدّ وأن يخلط هذه الجزيئات الصغيرة إن كانت موجودة في نفس فترة حدوثه، لكن هذا لم يحدث! مما  يثير تساؤلاً عن كيف استطاعت المياه الهوجاء المتحركة بعنف أن تفرز هذه المكونات واحداً عن الآخر.

9- زنابق البحر لا يُمكن أن تكون موجودة في الغراند كانيون بفعل الطوفان

يضم الحاجز الأحمر المليارات من زنابق البحر وضمن طبقات عديدة، وهذه الكائنات كان من الممكن أن تغطي جميع الأرض فيما لو كانت حية أثناء فترة الطوفان. وبالتأكيد فإن انتشارها بهذا الشكل غير ممكن خلال سنة واحدة. كما أنها كانت ستحتاج إلى بلورات كاربونات الكالسيوم لكي يتم حملها إلى الغراند كانيون وهذه البلورات تتطلب وقتاً طويلاً لكي تنشأ (عشرات الالاف من السنين) من الظروف الكيميائية المناسبة مثل حمم البازلت لكي تنتج هذا الكم من الصخور التي يتطلبها نمو زنابق البحر..

10- أين الأحافير في الأحجار الكلسية المترسبة بفعل الطوفان؟

إذا كانت الأحجار الكلسية قد ترسبت بفعل طوفان نوح خلال التسونامي العظيم، فلا بدّ لها أن تحتوي على أحافير جرفها الماء الهائج، ولكن هذا لم يحدث.
وجود الأحجار الكلسية التي تعود للعصر السلوري -وهو المرحلة الثالثة من الحقبة الباليوزية- والتي هي أقدم من الأحجار الكلسية في الجدار الأحمر في الغراند كانيون هو وجود متتالي ثابت بسماكته ويمتد على مئات الأميال المربعة من المساحة ومع ذلك فهم يفتقرون إلى الأحافير. وجود السماكة المتجانسة يشير إلى أنّ هذه الأحجار الكلسية لا يمكن أن تكون قد تشكلت بفعل تسونامي الطوفان في أقل من عام، حيث لا يمكن أن تنتج هذه الصخور إلّا بالترسيب الكيميائي البطيء لكربونات الكالسيوم. وكذلك العديد من الأدلة الأخرى حيث أنّ الصخور الرسوبية في مواضع عدة أخرى من العالم لا تحتوي على أحفوريات لهذه الحيوانات المائية عكس المتوقع في حال حدوث طوفان بهذه الضخامة.

11- الفحم المترسب ليس دليلاً على الطوفان

وكذلك يدعي الخلقيون بأنّ الفحم الموجود بوفرة في العديد من الصخور الرسوبية حول العالم ترسب بفعل الطوفان، بينما على النقيض تماماً، إنّ ترسب هذا الفحم يشكل دليلاً بأنّ الطوفان لم يحدث حيث أنّ النيران التي استعرت في الغابات قبل الطوفان لا يمكن أن تكون قد اندلعت وأخمدت خلال فترة 40 يوم فقط.

12- الصخور الرسوبية على حافتي نهر الكولورادو أقدم بكثير من الطوفان ويزعم الخلقيون أنها تشكلت بفعل الطوفان

حواف نهر الكولورادو الموجودة على جانبي وادي النهر لها أعمار مختلفة تصل إلى 350.000 عام كتقدير أقصى وهي بالحد الأدنى 38.000 وهذه الأعمار تم تحديدها بواسطة طريقتين مختلفتين تماماً وهي في الحالتين أكبر بكثير مما يدّعي الخلقيون، حيث أنّهم ينظرون إلى الصخور الرسوبية على أنّها تشكلت جميعها بفعل الطوفان قبل 4500 سنة.
كما أن الملاحظة العلمية التي تشير إلى أنّ وادي نهر الكولورادو قد نحت بمعدل يتراوح بين 80-458 متر كل مليون سنة وتختلف السرعة باختلاف المكان من الوادي حسب سرعة جريان الماء فيه تبعد أي أثر لدور الطوفان في تشكله.

13- صخور الغرانيت تحتاج لوقت أطول بكثير من عمر الطوفان لكي تبرد

الغرانيت الزرداشتي البلوري الخشن والموجود في صخور فيشنو (نسبة إلى إله هندي) في قاع الغراند كانيون.
حيث أنّ الدراسات والتجارب تشير إلى أنّ هذه الكريستالات الخشنة الموجودة في الغرانيت تشكلت على عمق 5 أميال أو أكثر في القشرة الأرضية حيث تصل درجة الحرارة إلى 800 درجة مئوية محولةً الصخور إلى حمم وحتى تبرد بالشكل الكافي لتشكل هذه الكريستالات فإنّها تحتاج إلى 5 ملايين عام، وهذا يعطيها هي والأرض عمراً أكبر بكثير من تاريخ طوفان نوح ومن عمر الأرض التي يزعم الخلقيون أنه لا يزيد عن 6000 آلاف سنة.

14- الغراند كانيون ونهر كولورادو لم يتشكلا بفعل الطوفان فتشكلهما يحتاج لملايين السنين وليس إلى طوفان من 40 يوماً

معدل التآكل في الغرانيت الزرداشتي الموجود في قاع نهر الكولورادو و في الغراند كانيون كما تم قياسه يقارب جزءاً واحداً من الألف لكل بوصة مما يعني أنّ تشكل الغراند كانيون استغرق ملايين السنين وليس 40 يوماً بسبب الفيضان.

15- لو حدث الطوفان لغطيت الأرض بأحافير كائنات بحرية كثيرة، لكن ذلك لم يحدث

متوسط سماكة الأحجار الرسوبية التي يُدّعى بأن الفيضان هو من سبب تشكلها يصل إلى حوالي الـ 1800 متر، ولو أنّ 1% فقط من هذه السماكة تحوي بقايا كائنات بحرية كانت حية بنفس وقت الفيضان، فعندها ستغطى الكرة الأرضية الحيوانات البحرية بارتفاع يصل حتى 59 قدماً مثل المحار، الاسفنج، الطحالب سابقة الذكر، والحلزونات ونظراً لوفرة هذه الكائنات خلال فترة الطوفان فإنّ نسبة 1% تبدو معقولة للغاية، لا بل أنّ  احتواء 0.1% من سماكة الصخور الرسوبية على آثار لحيوانات بحرية يعني أن العالم قد غمر بالحيوانات البحرية التي تكدست حتى وصلت لارتفاع المترين تقريباً، الأعداد المرتفعة جداً من الكوكوليث والراديولاريا وزنابق البحر هم دليل على صحة هذه الحقيقة.
ناهيكم عن أنّه لو كان هنالك احفورة واحدة في الصخور الرسوبية -التي يعتقد الخلقيون انها تشكلت أثناء الفيضان- من كل  10,000 كائن حي في زمن نوح وطوفانه، فحينها لن يكون من المعقول أن نوح عاش بين كل هذه المخلوقات وخاصة آلاف الديناصورات، إلا إذا كان نوح حياً قبل حدوث طوفانه بآلاف السنين.

16- أنواع كاملة ستباد لو كان الطوفان قد حدث، الزيتون مثلاً!

في تجربة قام بها تشارلز مونرو الثالث Charles Munroe III أظهرت أنّ غرق شجرة الزيتون تحت الماء لمدة تزيد عن 3 أشهر سيؤدي إلى موت الشجرة. على هذا الأساس، عندما قامت حمامة بإحضار غصين من شجرة زيتون ذو أوراق نضرة لنوح وهو في السفينة (سفر التكوين 8:11) فإنّ وجود هذا الغُصين يدل على أن العالم لم يغمر بأسره في الفيضان لأنّ جميع أشجار الزيتون ستموت خلال الفترة التي استمر بها الطوفان وهي 6 أشهر. وبالتالي فإنّه لا بدّ بأنّ الفيضان كان موضعاً في بؤرة محددة من جنوبي بلاد ما بين النهرين (العراق) مع بعض اليابسة المرتفعة التي لم تستطع المياه اغراقها وذلك عكس الرواية التي يحملها مناصروه والإنجيل نفسه بأنّه غطى العالم، وإلّا من أينّ عثرت الحمامة على هذا الغصن.

17- السفينة ذاتها ما كانت لتنجو من الأمواج التي يزعم مؤيدو الطوفان أنها سبب في تحريك التشكلات الرملية

أثر أمواج المد العالي الناتج عن إعصار من التصنيف الخامس ورياح أسرع من 156 ميل بالساعة تستطيع أن تحرك الحواجز البحرية الرملية مسافة تتراوح بين 50-100 قدم باتجاه اليابسة ولكنّها لن تستطيع تحريك الرمال لآلاف الأميال عبر الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك نفي لادعاءات الخلقيين بأنّ الطوفان هو الذي أدى إلى وجود عدة أنواع من التشكلات الرملية كالأحجار والكثبان في الغراند كانيون وكذلك البلورات الكلسية والأحافير الموجودة في أحجار Redwall الكلسية، وبالتالي فإنّ ادعاءاتهم لا يوجد أي دليل علمي يدعمها، لا وبل إن سفينة نوح لن تنجو من رياح بهذه القوة أمواج بهذا العُتُو. وكذلك إنّ هذه الأمواج المتحركة لا تستطيع حمل هذه التشكلات الرملية بشكل رواسب معلقة ضمن الماء لمسافات طويلة.

18- ترتيب أنواع من الصخور فوق بعضها لن يحدث لوحده نتيجة الطوفان بل سيتطلب الأمر زلزالاً غير موجود لا في العلم ولا في الكتب المقدسة

الادعاءات بأنّ الطوفان لوحده يستطيع تفسير سطوح التعرية أسفل التابيتس الرملية (Cambrian Tapeats) وهي أحجار رملية من العصر الكامبري تقع أعلى الحجار الي تعود للحقبة قبل الكمبرية لا تملك أي دليل علمي وهي مجرد ادعاءات خاطئة. هذا عدا عن أنّ الطوفان المسبب لموجة تسونامي بهذا العلو لن ينتج إلّا عن زلزال عالي الشدة ناجم عن انزياح صفائح القشرة الأرضية في قاع المحيط أو نتيجة ثوران بركان قوي في المحيط كبركان كراكوتا (Krakatoa)  ولكن لم يتم ذكر حدوث زلزال أو ثوران بركاني في الإنجيل وبالتالي فإن التسونامي الذي سبب تعرية الصخور في جميع العالم وفي قاع الغراند كانيون في بداية طوفان نوح لا يوجد أي دليل عليه سواءٌ كان من الإنجيل أم العلم.

19- الأحجار التي يُزعم أنها ترسبت أثناء الطوفان تحتاج لوقت أطول بكثير من عام واحد

إذا كانت الصخور الرسوبية في الغراند كانيون قد تشكلت بواسطة طوفان نوح الذي يُفترض أنّه عمّ العالم، فإنّ هذه الصخور ينبغي أن تكون ترسبت وتشكلت خلال أقل من عام تحت الماء وتظهر ترسيباً مستمراً دون أي انقطاع.
لكن الواقع مخالف لهذا، على سبيل المثال أحجار الجدار الأحمر الكلسية تمتاز بتضاريس متنوعة إضافة إلى الكهوف والأخاديد الناتجة عن حت الماء المرتشح نتيجة الأمطار.
قنوات الماء الناتجة عن الحت المائي والموجودة في تشكيلات الشواهد الصخرية (Butte Formation)، والتي يصل عمقها إلى قرابة الـ100 قدم، تكون أعلى الصخر الكلسي (Muav Limestone)   وكذلك القنوات في تشكيلات إخدود سربرايس (Surprise Canyon) التي تمتد على مسافة نصف ميل ويصل عمقها إلى 400 قدم تقع في أعلى تشكيلة الجدار الأحمر مشيرةً إلى أنّ هذه الصخور كانت معرضة للحت والتعرية من قبل الأنهار، وكذلك فإنّ هذه التشكلات الصخرية هي بحاجة لفترة تطول أكثر بكثير من عام واحد.

الصخور في الاخدود العظيم وطوفان نوح

احتمال معقول

توماس هكسلي Thomas H. Huxley قال التالي: ” مأساة العلم العظيمة، هي أنّه ينحر الفرضية الجميلة بحقيقة بشعة”.

أي واحدة من الحقائق سابقة الذكر تنفي حدوث طوفان نوح وغمره للعالم بأسره، لكن في نفس الوقت وجود فيضان غمر بلاد ما بين النهرين في الزمان الإنجيلي ممكن الحدوث.

يدعي الخلقيون الناشئون بأنّ يسوع المسيح قد دعم وجود طوفان نوح، إلا أنّه خلال فترة حياة المسيح فإنّ الكلمة العبرية (ertz)  كانت تترجم على أنّها أرض وليس العالم بأكمله. بهذا المنطق فإنّه من الممكن أنّ الأرض المغمورة بالماء والتي رآها نوح كانت هي بلاد ما بين النهرين وهذا بالتالي سيكون كامل العالم بنظره في ذلك الوقت.

وكذلك خلال الفيضانات الكبيرة في العراق (بلاد ما بين النهرين) تذهب الأمطار الغزيرة المنهمرة بالقرب من جبال زاغروس (Zagros)  إلى باطن الأرض عن طريق أنفاق في الحجار الكلسية لتخرج فيما بعد متفجرة عبر الينابيع وهذه هي “نافورات العمق العظيم” كما تم وصفها في سفر التكوين 7:11 .

وبالتالي لا نكران لوجود طوفان حدث في مرحلة من المراحل لكنّه كان محدوداً ببلاد الرافدين ولم يعمّ العالم وهذا ما يمكن تفسيره بأنّ نواة القصة الأولى هي الحضارة السومرية حيث تم اكتشاف وجود قصة الطوفان في ملحمة جلجامش التي تعود إلى عام 2100 قبل الميلاد، حيث تروي قصة الملك جلجامش الذي خاض رحلة البحث عن الخلود ومقابلته للحكيم أوتنابشتم الذي روى له قصة الطوفان.

يزن الحريري

Dr. Lorence G. Collins, “Twenty-one Reasons Noah’s Worldwide Flood Never Happened”, Skeptical Enquirer, csicop.org, Skeptical Inquirer Volume 42.2, March / April 2018