أن أحد الدلائل المهمة والكبيرة الداعمة لحقيقة نظرية التطور هو السجل الأحفوري، والسجل الأحفوري هو دراسة الأحافير الموجودة على سطح الأرض ومعرفة عمرها من خلال عدة طرق كعمق دفنها وطرق فيزيائية أخرى ويحدد لنا السجل الأحفوري مقدار عمر الكائن على الأرض ومن أين انحدر وكيف جرى تطوره ومن أقرب الكائنات اليه في التطور وغيرها من الأمور المهمة، أما عن ما سنشرحه في هذا المقال فهو شيء مهم جداً، هناك من يدعي عدم وجود كائنات انتقالية، وهدف هؤلاء ليس النقد العلمي بل تزييف الحقائق وعادة فإن من يقول بعدم وجود كائنات انتقالية هم الخلقيون المدلسون أو من لديهم جهل بنظرية التطور أو معارضة للداروينية، ويقولونها على النحو التالي: إذا كان الكائن الفلاني قد تطور من الكائن الفلاني فأين الأحافير الكاملة التي تدعم هذا القول؟ وفي الحقيقة هناك العديد من الكائنات الانتقالية التي تثبت صلة الكائنات الحالية بأصولها (وللملاحظة فأن هناك كائنات يكون سجلها الأحفوري أكبر وأكثر تسلسلاً من غيرها والسجل الأحفوري للحيتان هو الأكثر تسلسلاً وعدداً) وكذلك فإن هناك حفريات لأشباه الإنسان (Humanoids) تثبت صلة وتطور الإنسان من كائنات أخرى منقرضة، ولكن بسبب ضعف المحتوى العربي عن موضوعات التطور فإن مثل هذه الأكاذيب التي تقول بعدم وجود كائنات أنتقالية بينية تنتشر، وفي هذا المقال سنراجع بعضاً من أهم الأحافير التي تقع بين الفئات المختلفة (أي بين الأسماك والزواحف مثلا أو بين الزواحف والطيور الخ..) كي يكون هذا المقال أحد المراجع التي تثبت وجود كائنات أنتقالية بإعطاء أهم الأحافير الانتقالية (والتي عادة ما يركز عليها منتقدو التطور):

تيكتاليك Tiktaalik

تيكتاليك

تيكتاليك

تيكتاليك،هو من الحفريات المهمة والجديدة حيث اكتشف عام 2006 في شمال كندا و قد وجدت أحفوريته شبه كاملة،

تيكتاليك

تيكتاليك

و تيكتاليك هو أحفورة لحيوان منقرض منذ حوالي 375 مليون سنة، وهو مثال رائع يبين الانتقال من الأسماك المائية إلى البرمائيات بخروجه خارج الماء و بتطور زعانفه كأقدام ليعلن عن وجود كائنات بعده تمشي على أقدام صغيرة على اليابسة (الزواحف) لذلك فهو يعد حلقة وصل بين الأسماك والزواحف، وأقدامه هي عبارة عن مجموعة عظام صغيرة متجمعة، كانت تلك أول تجربة للحياة حيث قررت ترك الماء واستعمار اليابسة كان الموضوع كاستعمار كوكب جديد وبعدها بدأ من هذا الكائن تطور الزواحف والديناصورات، وشكله يؤكد ذلك، وباختصار فإن جامعة شيكاغو قامت بعمل موقع صغير وضعت فيه كل ما يختص بهذا الكائن الذي أصبح بعد اكتشافه الحفرية الانتقالية الأساسية بين الأسماك والبرمائيات إلى الزواحف، وسنترك لكم رابط الموقع.

أركيوبتركس Archaeopteryx

أركيوبتركس

أركيوبتركس

أركيوبتركس، حفرية لحيوان انتقالي معروفة منذ زمن حيث تم اكتشاف أول حفرية له لأول مرة عام 1860 ثم اكتشفت له عدة حفريات حتى عام 1992، اكتشفت أحافيره في ألمانيا،

أركيوبتركس

أركيوبتركس

بعد انتقال الأسماك على اليابسة لم يكتفي التطور بانتشارها على شكل برمائيات و زواحف،
فأركيوبتركس كان اول حيوان يوجه نظره الى السماء قبل حوالي 150 مليون سنة خلال مرحلة تيثونيان المبكرة، أول ملامح لفصيلة الطيور ظهرت في هذا الحيوان، يلاحظ أن له ذيل عظمي ومخالب وحراشف زواحف والأكثر من ذلك امتلاكه أسنان، وكل هذه ملامح زواحف، من الناحية الأخرى ظهور الريش يعد أهم عامل للطيران و وقوفه على قدمين ومد أجنحته يدل على استعداده للطيران في المستقبل، وهو يظهر واقف على قدمين لأنه حلقة وصل بين الديناصورات وملامح الزواحف إلى الطيور الحديثة، يعد من الحفريات المهمة في السجل الأحفوري بسبب وجود عدة أحافير له وكلها تؤكد ملامحه الدقيقة التي درسها العلماء، فهو حتماً يمثل أول ظهور للطيور بصورة عامة.

سينودونت Cynodont

سينودونت

سينودونت

سينودونت، أو كلبيات الأسنان، وهي مجموعة حفريات لحيوانات انتقالية تم اكتشافها في عدة بلدان مثل شمال أمريكا وأفريقيا و الهند، و أول اكتشاف لها كان عام 1861

سينودونت

سينودونت

تمثل السينيودونت او كلبيات الأسنان (وسميت بذلك بسبب تغذيتها على اللحوم) وهي الكائنات الأولى التي تنحدر منها الثدييات الحالية وقد عاشت قبل 265.1 مليون سنة، وعلى الرغم من وجود الكثير من الحفريات لحيوانات كثيرة في تلك الفترة تعود لأصول الثدييات، لكن السينيودونت هي أوضح مثال، حيث نلاحظ إنقسام أسنانها إلى قواطع وضروس وأنياب، كما أن اتساع عظام الوجنتين يؤكد على أنها سوف تكتسب فكان قويان (كالثديات)، كما نلاحظ انفصال فتحات الأنف عن الفم، وكل هذه التطورات لم تكن موجودة بغيرها من الحيوانات السابقة،في تقدم واضح نحو الثدييات، كما يعتقد أنها من ذوات الدم الحار ويعتقد أنها كانت تضع البيض، وقد تطور من هذه الحيوانات كل الثدييات اليوم (بما فيها نحن) ومازال تطورها قائم.

باكيسيتوس Pakicetus

باكيسيتوس

باكيسيتوس

باكيسيتوس، حفرية لأول الثديات التي نزلت إلى الماء، اكتشفت لأول مرة من قبل علماء الحفريات في عام 1983 في باكستان،

باكيسيتوس

باكيسيتوس

باكيسيتوس عادت للماء بعد أن أصبحت ثدييات لتكون أول أنواع الحيتان وقد قامت بذلك بفضل الانتخاب الطبيعي، كما ذكرنا سابقاً فإن السجل الأحفوري للحيتان هو الأكثر روعة وتعددية (بسبب توفر العديد والعديد من أحافيره الانتقالية) ولكن باكيسيتوس يعد أول ظهور للحيتان وبداية لتطورها، وقد عاش قبل 50 مليون سنة وكان يعيش خلال العصر الإيوسيني، ضمن ما يعرف اليوم بباكستان، وتشير جميع الأحافير إلى أن الحيتان قد تطورت من ثدييات صغيرة نسبية كانت تعيش على اليابسة، وأن باكيسيتوس كما تشير الأبحاث قد عاش أغلب حياته على الأرض ولكن ملامحه الأخرى مثل شكل الأذن الداخلية الفريدة من نوعها تشبه ما يتواجد اليوم لدى الحيتان. إذ أن  الحيتان وحدها لديها مثل هذه المنطقة المعززة من الأذن تسمى “الفقاعة السمعية” – وباكسيتوس لديه هذا أيضا، ولكن رغم هذا التطور في الأذن إلا أنها كانت تسمع في الهواء أفضل مما في الماء، كما أن الساقان كانتا جاهزتين للمشي على الأرض أفضل من الماء، وهذه الصفات هي دليل قاطع على أن أصل الحيتان ثدييات برية.

ما ذكرته كان أهم الحفريات الانتقالية الكافية لإثبات أن هنالك كائنات انتقالية بين الأنواع المختلفة وأيضاً لتبين أهمية السجل الأحفوري وكيف يشكل دليلاً مهماً لنظرية التطور (ومن يسأل لماذا لم أضع بعض حفريات أسلاف الإنسان، فالسبب هو أن هناك سلسلة كاملة على موقع العلوم الحقيقية باسم} سلسلة أسلاف الإنسان  {يُشرَحُ فيها أغلب الكائنات البشرية البدائية بنوع من الاستفاضة وتفصيل)، أن ما ذكرناه في الحقيقة بهذا المقال عن نظرية التطور لايمكن تجاهله من طرف من يعارض هذه الحقيقة، وهذا فقط ما ذكرناه في هذا المقال الصغير من حفريات معدودة على أصابع اليد الواحدة، فما بالك بالسجل الأحفوري بأكمله الذي يحتوي على آلاف الأحافير، فهو حتماً وحده قادر على أن يبين حقيقة التطور، والسجل الأحفوري كله ليس سوى باب واحد من أبواب دلائل حقيقة التطور، كعلم الأجنة والتشريح المقارن و الهندسة الوراثية وغيرها الكثير، والخلاصة أن السجل الأحفوري يحتوي على كائنات انتقالية ويمكن التحقق من ذلك بسهولة وما ذكرناه من أحافير يكفي لإبطال هذا الادعاء الكاذب الذي يقول ليس هناك أحافير لكائنات انتقالية.

 

المصادر:

تعريف السجل الاحفوري:

What is the Fossil Record?, Evolution faq website, evolutionfaq.com, viewed at: 12-9-2017

موقع التكتاليك

tiktaalik, University of Chicago

موقع أركيوبتركس

Joseph Castro, Archaeopteryx: The Transitional Fossil, livescience.com, March 16, 2016

سينودونت (كلبيات الفكين)

Cynodontia, paleobiodb.org

Ruta, Marcello, et al. “The radiation of cynodonts and the ground plan of mammalian morphological diversity.” Proc. R. Soc. B. Vol. 280. No. 1769. The Royal Society, 2013.

باكيسيتوس

The First Whale: Pakicetus, amnh.org, 08/07/2013