ترجمة: محمد الأسدي

الرائحة الحلوة والمغرية التي تنبعث من أبواب جميع مقاهي الأرجيلة تُظِل الناس بشكل بالغ الخطورة.

الأرجيلة ليست كما ترسخ في اذهان الكثير بانها تسلية وحسب, بل إن لها تأثير على الصحة أشبه بتدخين عدة سجائر يومياً

حيث كشفت بعض آخر الدراسات إن الدخان المستنشق لفترة ساعة من جلسة الأرجيلة يحتوي على كمية من القطران تصل إلى 600 سيجارة.

بناءاً على هذه الارقام, لا توجد أسئلة عن الأرجيلة ما إذا كانت خطرة على صحة المرء. إذا لماذا يزداد ويستمر شروع الشباب في تعاطيها؟

“باستطاعتك العثور على عدد كبير من الناس الذين يتحدثون عن الأرجيلة “هذه هي طريقتنا للعيش” أو “إنها جزء من ثقافتنا “,” كما ذكر البروفسور وسام مازياك رئيس قسم علم الأوبئة في جامعة فلوريدا الدولية.

حتى اذا قبلنا بالقيم الاسمية, فالتاريخ يظهر بعض العناصر السلبية للحضارة التي يجب التصدي لها ويجب تبديد الأساطير حولها. مثل أسطورة “إن الأرجيلة أكثر قرباً للطبيعة مقارنةً بالسجائر”

وبينما نوقشت أخطار الأرجيلة في وقت ما , في الخمس سنوات المنصرمة بدأ الخبراء بتسميتها (الوباء الذي يحتاج عناية إيجابية سريعة)

“إن تعريف العلماء للوباء هو الازدياد السريع بحدوث شيء مضر بالصحة,”كما ذكر”, وهذا صحيح بشأن انتشار تدخين الأرجيلة. في الحقيقة, ان انتشارها العالمي حالياً في اوساط الشباب حول العالم يجعل منها وباءاً عالمياً.”

في عام 2010 مجموعة من الباحثين من الجامعة الأمريكية في بيروت، حاولوا ان يحددوا مستوى المخاطر المرافقة لدخان الأرجيلة. لإن من الصعب الاعتماد على الفحص المختبري

هم قاسوا النيكوتين المستنشق واول اوكسيد الكربون والقطران الموجودة في أرجيلة التبغ المنكه

ثلاثة وأربعين مستخدم قد قاسوا الكميات خلال جلسة أرجيلة واحدة, وقتها الكلي 61 دقيقة. كشفت النتيجة ولأول مرة عن كمية كبيرة لا يصدقها العقل من المواد السامة.

كانت الكمية الكلية للدخان المستنشق 119 لتراً , والتي احتوت على 150 مليغرام من أول اوكسيد الكربون, 4 ملغم من النيكوتين و 602 ملغم من القطران

إن كميات هذه المواد في السجائر تختلف تبعاً للعلامة التجارية والنوع.”السجائرالخفيفة للغاية” تحتوي على 1 ملغم من القطران و 1 ملغم من النيكوتين.اي بعد مرور ساعة من تدخين النرجيلة, المستخدم قد استنشقت كمية من القطران تعوض عن تدخيته لـ 600 سيجارة . وبعض الانواع الاكثر ضرراً بقليل لها كمية 6 ملغم من القطران و 0.5 ملغم من النيكوتين, و 7 مغلم من أول اوكسيد الكاربون.

ومع العلم بهذه النتائج, فإن بلدان الشرق الأوسط بذلت جهداً بسيطاً لتخفيف اعداد مدخني النرجيلة, وحقيقةً إن أعداد المستخدمين الجدد للأرجيلة بازدياد. حيث رسم بحث منشور في اغسطس للبروفسور مازيك ,رَسم صورة معتمة إلى حد ما.

التوقعات القاتمة عن وباء التبغ في العالم العربي يستمر مواجهتها بالرضا في ظل عدم استخدام أنظمة المراقبة لرصد وباء التبغ وأولويات العمل, والفشل في تنفيذ وتطبيق السياسات الفعالة لكبح وباء التبغ,” كما ذَكر.

نقلاً عن بيانات من مسوحات التبغ للشباب العالمي, احد مبادرات منظمة الصحة العالمية, اظهر التقرير أن الأرجيلة تستخدم من قبل مراهقين تترواح اعمارهم بين 13 الى 15 عام في الإمارات العربية المتحدة .بالرغم من ان تأثيرها أكبر بكثير من تدخين السجائر.

تقريباً ضعف عدد الأولاد يدخنون الأرجيلة (حوالي 20% منهم) بدلاً عن السجائر, وأربع اضعاف عدد الفتيات (حوالي 10% منهن).

بين الشباب العربي بالأخص, العديد من المسوحات الوبائية قد وثقت الزيادة الهائلة في تدخين الأرجيلة, كذلك حلت محل السجائر وأصبحت أكثر الاشكال شيوعاً من التبغ مستخدم خلال عدة سنوات فقط.”كما ذُكر في التقرير

البروفسور مازياك الذي بدأ ابحاثه حول مكافحة التبغ تقريباً في عام 2000, قال حتى في تلك الفترة تعاطي الأرجيلة “يزداد بسرعة”

“قبل التسعينيات إستخدام الأرجيلة كان بطريقة أو بأخرى يقتصر على كبار السن وكان عدد مستخدميها أقل . على كل حال في نهاية التسعينيات أُعيد إحياء هذه الظاهرة بطريقة ما وظهرت باسلوب دراماتيكي. لكن هذه المرة لم يكن استخدامها لكبار السن, إنما بصفوف الشباب والنساء.”

إحدى المشاكل الاخرى المرتبطة بتدخين الأرجيلة هو الدور الذي تلعبه في تشجيع الناس على تدخين السجائر. البعض عبر عن الأسباب بإن الناس سيذهبون للسجائر لانها المصدر الاكثر توفراً من النيكوتين.

محمد طاهر يدير مقهى للأرجيلة في أبو ظبي ويلقى مقهاه اقبالاً من العشرات كل يوم. ذو الثلاثة وأربعين عاماً بدأ تدخين النرجيلة عندما كان في الثالثة عشر من عمره , وهو أيضاً يدخن حوالي علبة من السجائر يومياً.

التبغ بنكه الفواكه, ليس ضاراً أبداً,”كما ذكر.” ووجه نظر الأخرين كانت اسوأ حيث قالو . إن ذهاب الشاب مع اصدقائه الى الاماكن العامة وتدخين الأرجيلة أفضل من ذهابه الى الاماكن السرية وتدخين الحشيشة أو الممنوعات.”

احد زبائن محمد طاهر, أسمه رامي وهو مهندس ولد وترعرع في أبو ظبي, اعترف انه يدخن الأرجيلة مرتين يومياً (اي ساعتين تقريباً) بالرغم من معاناته الربو. وهو أبٌ لثلاثة ابناء قَدَرَ أن تدخين الأرجيلة لساعة واحدة ربما يعادل حزمة من علب السجائر.

“أعلم ان التدخين مضر بصحتي,لكنها عادة. غالباً أُدخن في استراحة العمل وفي البيت ليلاً. بالطبع, أنا على يقين بانه إدمان”.

ذو الستة وثلاثين عاماً, والذي بدأ بتدخين الأرجيلة في عامه السادس عشر, اعترف إنه يدخن أمام ابنتيه الاولى تبلغ 9 اعوام والثانية 6 اعوام فضلاً عن ابنه ذو السنتين.

“هم يرونني, لكني لا أريدهم ان يدخنوا مستقبلاً . أعلم بمضاره, وبالتأكيد يعتبر إدماناً. ربماً قبل عشرين سنة لم تكن الأرجيلة شائعة (ربما خمس او ست) مقاهي أرجيلة في أبو ظبي. لكن حالياً أنت تتحدث على المئات منها .”

حوالي ربع مجموع الوفيات في الإمارات العربية المتحدة ترتبط ارتباطاً مباشراً مع أمراض التدخين مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان , وفقاً لبيانات حكومية

في عام 2015 أبو ظبي سوف تستضيف المؤتمر العالمي السادس عشر لمناقشة التبغ و الصحة. ويتوقع ان يجتذب هذا الحدث في ايامه الخمسة حوالي 3000 اخصائي من حول العالم . حتى بعلمنا الآن, لدينا ما يكفي من الأدلة للإنطلاق بفعل ما فعلناه بالسجائر من حيث إعتماد سياسات الصحة العامة التي سوف تقلل التدخين وتحمي الغير مدخنين,” كما ذكر البروفسور مازياك.

المصدر :

http://www.thenational.ae/uae/health/shisha-the-middle-easts-favourite-toxin#page1