الادوية الصينية التقليدية تصنع ويتم تصديرها الى مختلف ارجاء العالم. العديد من الناس يعتبرون تلك الأدوية علاجات  من مصادر طبيعية، لذا فهي غير خطرة حتى مع وجود اثار جانبية قليلة، مع ذلك فان مسألة تنظيم وضبط استعمال تلك الأدوية يختلف بشكل كبير من دولة الى اخرى. السؤال هنا، هل هي آمنة حقاً كما نعتقد؟

الادوية الصينية التقليدية

عدد من الدراسات السابقة وجدت ادلة متضاربة تفترض احتواء تلك الأدوية على مواد كيمياوية خطرة مثل الزرنيخ(As) والزئبق (Hg). حالياً، دراسة حديثة نشرت من قبل دكتور اتسوكا فوروتا (Etsuko Furuta) من جامعة اوشانوميزو (Ochanomizu University)  في اليابان وأستاذ الكيمياء السمية والبيئية نوباكي ساتو (Nobuaki Sato)  من جامعة توهوكو (Tohoku University)  في اليابان، حاولت الإجابة عن هذا السؤال، ما الضوابط التي يجب ان تتبع فيما يتعلق باستخدام تلك الأدوية، استيرادها وانتاجها ؟.

قام فوروتا وساتو بنشر تحاليل للتركيب  الكيمياوية لـ ٣٢ مركب دواء صيني، ٢١ منها تم شرائها عبر الانترنت والبقية تم شرائها مباشرة من الاسواق والصيدليات في اليابان. قام الباحثان باستعمال منهجان من منهاج اختبار وتحليل المركبات هي:  تحليل تنشيط النيوترون الآلي* لفحص وجود اي تراكيز للمواد الخطرة، وحيود الاشعة السينية** لتحديد التركيب الكيمياوي للمواد الموجودة بتراكيز عالية. النتائج التي خرجت من تلك التحاليل أظهرت وجود الارسنك والزئبق في جميع العينات التي تم اختبارها. بالاضافة الى ذلك، فان النتائج أظهرت وجود أدوية تحمل نفس الاسم، لكنها تنتج في مناطق مختلفة، وتحتوي على تراكيز مختلفة بشكل كبير من المواد الخطرة. تلك الاختبارات ايضاً أوضحت ان استعمال INAA وXRD معاً لاختبار الأدوية يعطي نتائج اكثر دقة فيما يتعلق بالتحاليل الكمية والتركيبية. ان استعمال فحص حيود الاشعة السينية لوحده فشل في اكتشاف التراكيز الواطئة من الارسنك والزئبق في بعض العينات لكن بدون تلك الطريقة قد لا يمكن تحديد التركيب الكيمياوي للعناصر الموجودة. هذه الدراسة أعطت إشارات مهمة يمكن ان توظف في مجال سلامة المستخدم. كذلك فان تلك الدراسة وضعت الاختبارات السابقة والأقل شمولية في موضع الشك.

معظم الأدوية الصينية التي يتم شرائها لا تحتوي على نشرة مرفقة تفصل فيها مكونات هذا الدواء، وهذا يجعل تقييم الدواء صعب من قبل المستهلك. مع ذلك، فان النشرة الموجودة في بعض الأدوية لا تكون صحيحة دائماً: حيث بينت الاختبارات ان تلك الأدوية تحتوي على عناصر كيمياوية خطرة بتراكيز مختلفة في أدوية تحمل نفس الاسم غير مذكورة في تلك النشرة. كما أشار فوروتا وساتو ان سبب ارتفاع تركيز الزئبق في بعض الأدوية  قد يعود الى التلوث البيئي. علاوة على ذلك ان تلك الدراسة اظهرت الحاجة الى قوانين اكثر صرامة للتعامل مع للادوية الصينية وكيفية استعمالها.

هذه الدراسة وضعت صورة مشككة عن صحة استعمال تلك الأدوية الصينية. على الرغم من الاستعمال الكثير لتلك الأدوية عبر التاريخ، الباحثان حثوا على وضع ضوابط مشددة على استيرادها، عرض معلومات عن التراكيب المستعملة فيها، استشارة الطبيب قبل الاستعمال المنتظم لها. ان خلاصة الدراسة كانت واضحة ” يجب تجنب الاستعمال طويل الأجل المستمر لتلك الاعشاب”.

 

*Instrumental Neutron Activation Analysis (INAA

**X-Ray diffraction (XRD)

https://www.sciencedaily.com/releases/2016/03/160323082710.htm