عند البحث عن ببتيد (BPC-157) على الانترنت فإن أول النتائج التي تظهر هي نتائج لمنتجات من حبوب أو حقن أو حتى بخاخ للأنف. المنتجات تزعم تقديم فوائد مثل: تحسين القدرة الشفائية للجسم، تحسين كفاءة الهضم والشفاء في الجهاز الهضمي، تحسين القدرات الرياضية والذهنية، تحسين نشاط مستقبلات هرمون النمو في الجسم، تحسين التفاعل بين المعدة والعقل، التفاعل بين الغدد الصم و بكتيريا الجهاز الهضمي، والتفاعل بين الجهاز المناعي والعصبي، شفاء الحروق، والجروح القطعية، إصابات العين، إصابات الأربطة، الضرر في الكبد، تمزقات العضلات، اضرار الأعصاب، والحيلولة دون حدوث إصابات الحبل الشوكي. يكفي هذا، فالأمر يدعو للريبة مع قراءة كل هذه التأثيرات السحرية في مواقع للتسويق. كثير من تلك المنتجات لم تحصل على تقييمات مرتفعة وجاءت ردود حول عدم فعاليتها، لكن ما هي الحقيقة؟

ما هو الببتيد؟ الببتيد هو سلسلة من الأحماض الأمينية ترتبط برابطة كيميائية وتشكل تلك التراكيب المختلفة من الأحماض الأمينية ببتيدات مختلفة. والببتيدات هي تلك السلاسل الكيميائية الصغيرة من الأحماض الأمينية والتي تتراوح بين اثنين وخمسين حامض أميني ترتبط بأواصر ببتيدية. الكثير من الهورمونات تعد ببتيدات، مثلاً الأنسولين يتكون من سلسلتين ببتيديتين، البرولاكتين والجلوكاغون هي أمثلة أخرى. 

يعلم الكثيرون أن الأنسولين والجلوكاجون يتم أخذهما عن طريق حقن لا عن طريق حبوب، فما السبب؟ ينقلنا هذا إلى جانب من المزاعم حول منتجات BPC-157 التي تباع على شكل حبوب، حيث أن التناول الفموي والامتصاص عبر الجهاز الهضمي يسبب تفكك أغلب الببتيدات وعدم الاستفادة منها. لهذا السبب لا توجد حبوب للأنسولين بل فقط حقن. ما يقوله مروجو هذه المنتجات هنا هو أن ببتيد BPC-157 هو ببتيد مستقر ولا يتحلل في المعدة مثله مثل الببتيدات الموجودة في عملية الهضم كالبومبيسين (Bombesin). لكن من الذي اختبر هذا؟

في الحقيقة إن أغلب الأبحاث المتعلقة بـ BPC-157 ترتبط بشخص واحد وهو الدكتور بريدراغ سيكريتش (Predrag Sikirić) من جامعة زغرب. سيكيريتش قدم عشرات الأبحاث حول المادة نفسها مع نفس المجموعة البحثية منذ العام 1997 حتى الآن. لذا ارتأينا أن نسأله ثلاثة أسئلة:

  1. هل تؤيد ما يُباع من منتجات ذات نطاق واسع جداً من الفوائد المستمدة من هذا الببتيد؟
  2. هل تؤيد القول باستقرار الببتيد BPC-157؟
  3. هل تؤيد التأثيرات الدماغية التي تُشاع عن الببتيد مثل ازالته للضبابية الذهنية (Brain Fog)؟

وما زلنا ننتظر الجواب منه، وتحديداً حول دعمه للمنتجات فهذه هي الحلقة الوحيدة الناقصة، لاسيما وأنه أوضح في بحث له أن الببتيد مستقر امام السوائل الهضمية وأنه زعم أن الببتيد له دور في شفاء الإصابات الدماغية لدى الفئران. مهلاً، هل تكلمنا عن الفئران؟ نعم فجميع الأبحاث التي أجراها سيكريتش أجريت حول الفئران فقط ولم يتم تجربة أي شيء حول البشر. احدى المنتجات التي تباع على الانترنت للببتيد تحمل بوضوح عبارة (ليس للاستخدام البشري) لكن مع ذلك، نجد رأياً لشخص اشتراه يقول إنه رائع ويعمل بشكل جيد. يعمل على ماذا؟

وكالة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) حذرت من المادة ضمن مجموعة أخرى من المواد التي تصنع في الولايات المتحدة وقالت إن ظروف التصنيع تفتقر للتعقيم وأن غرف المعالجة لتصنيعها تفتقر للشروط اللازمة. كما قالت الوكالة أنه يباع دون غطاء قانوني وبخلاف المزاعم التي يروج له ضمن اطارها، ولأن الببتيد لم يُختبر على البشر فلا يوجد أي تحقق حول سلامته والجرعة المطلوبة منه سوى ما قدمه سيكريتش في أبحاثه.  كما أن التأكد من حدوث أي من تأثيراته على البشر مثلما يحدث على الفئران لم يختبره أحد أيضاً. ولم توافق الوكالة على أي أدوية تتضمن هذا الببتيد ضمن مكوناتها.

إن التصفح في أبحاث سيكريتش يوصلنا لعدد من الفوائد المفترضة لـ (BPC-157) بشكل لا يقل عما تقدمه المنتجات التي تباع على الإنترنت، وفضلاً عن كونه الشخص الرئيسي الذي بحث في الأمر، وأن أي أبحاث او تأكيدات حول السلامة لم تجر حول البشر، فضلاً عن عدم اعتماد الدواء من أي جهة طبية، كل هذا يدعونا للتشكيك بتأثيراته سواء الشفائية منها، الدماغية، المناعية وأي فائدة أخرى.

المصادر:

  1.  Sikiric, Predrag, et al. “Stable gastric pentadecapeptide BPC 157: novel therapy in gastrointestinal tract.” Current pharmaceutical design 17.16 (2011): 1612-1632.
  2.  FDA alerts health care professionals and patients not to use drug products intended to be sterile from Promise Pharmacy, FDA
  3.  BPC-157: Experimental Peptide Creates Risk for Athletes, U.S. Anti-Doping Agency