كتب المقال بريت م. كريستينسين (16 فبراير 2018) نشرت القصة  في 29 مارس 2011 وهي رسالة يُزعم بأنها من مؤسسة العلوم الصحية وتدعي بان الليمون هو “دواء اعجازي”يستطيع ان يقتل الخلايا السرطانية،بالاضافة الى كونه أقوى بـ  10،000 مرة من العلاج الكيميائي التقليدي وأنه “علاج مثبت ضد كل أنواع السرطان”.

تشير الدراسات العلمية إلى ان الحمضيات ومنها الليمون تحتوي على مواد تحارب او تقي من بعض انواع السرطان. لكن تلك الرسالة تبالغ في احتمالية استعمال الليمون كعلاج للسرطان، كما ان تلك الرسالة تحتوي معلومات خاطئة لم تنشأ من كيان علمي او صحي معتمد وموثوق. والرسالة لم تنشر من قبل مؤسسة العلوم الصحية كما ادعي في الرسالة.

 

الرسالة الزائفة حول علاج السرطان عبر الليمون:

مؤسسة العلوم الصحية،819، ال ال سي . شارع تشارلس، بالتمور

هذه اخر اخبار الطب، علاج فعال ضد السرطان !

اقرأ بحرص وكن انت الحكم.

الليمون (الحمضيات) هو منتج اعجازي لقتل خلايا السرطان. هو أقوى بـ 10000 مرة من العلاج الكيميائي. لماذا لا نعرف شيئا عن هذا ؟ لان المختبرات الموجودة مهتمة بصناعة نسخ صناعية من ادوية ستأتيهم بأرباح هائلة. لكن الآن يمكنك ان تساعد صديقاً للعلاج بأن تخبره بفائدة عصير الليمون لمنع هذا المرض. فطعمه لذيذ وهو لا ينتج تلك الآثار المروعة للعلاج الكيميائي. كم شخص سيموت في سبيل ان يبقى هذا السر محفوظ؟ لكي لا تتأثر الشركات صاحبة الأموال الطائلة؟ كما تعرف بان شجرة الليمون معروفة بتنوع اصنافها. يمكنك ان تأكل الفاكهة بعدة طرق :يمكنك اكل اللب، شرب العصير، تحضير شراب، مشروبات غازية، معجنات….الخ… فالليمون غني بالفوائد لكن أكثرها إثارة للاهتمام هو التأثيرات التي تملكها هذه الفاكهة على الأورام والتكتلات النسيجية. فهذه الفاكهة هي علاج مثبت ضد جميع أنواع السرطان، كما ان لها فعالية تماثل فعالية المضادات الحيوية ضد الإصابات البكتيرية والفطريات، وضد الطفيليات و الديدان، كما أنها تنظم ضغط الدم المرتفع وتعمل كمضادات للكآبة، التوتر والأمراض العصبية.

مصدر المعلومة هذه مهم جدا، فانها تأتي من احد اكبر مصنعي الادوية في العالم، أكثر من 20 مختبر تحاليل منذ عام 1970، اظهر نتائج بان  المستخلصات لها قدرة على تدمير خلايا سرطانية من 12 نوع سرطان، تشمل تلك الانواع سرطان القولون، الثدي، البروستات، الرئة و البنكرياس… المركبات في هذه الشجرة افضل بـ 10،000 مرة من (ادريامايسين)، دواء يستعمل كعلاج كيميائي في أنحاء العالم، يبطئ نمو الخلايا السرطانية. والامر الاكثر ادهاشا: ان هذا النوع من العلاج باستخدام مستخلصات الليمون يدمر الخلايا السرطانية الخبيثة ولا يؤثر على الخلايا الطبيعية المجاورة.

مؤسسة العلوم الصحية في بالتيمور

تحليل مفصل لرسالة علاج السرطان عبر الليمون

هذه الرسالة التي انتشرت بشكل كبير، وهي تزعم بانها من مؤسسة العلوم الصحية في بالتيمور، تفصل “الفوائد المفاجاة لليمون” و امكانية استعماله ضد كل أنواع السرطان وانه اقوى ب 10،000مرة من العلاج الكيميائي.

اما الدراسات العلمية الموثوقة فانها تظهر بان الحمضيات ومنها الليمون تحتوي على مركبات كيميائية يمكن استخدامها للتصدي للخلايا السرطانية، لذا فإن الرسالة تحتوي على شيء من الصحة لكنها غير دقيقة ومضللة لانها لم تأتي من مصدر معلومات موثوق.

كما سيتم نقاشه لاحقا فان الدراسات قد أكدت بان الليمونويدات يُمكن أن تستخدم كعناصر ضد السرطان، لكن لا يوجد مصدر موثوق يقول بان” الليمون علاج مثبت لعلاج جميع أنواع السرطان”.

كما ان مصدر الرسالة ليست مؤسسة العلوم الصحية في بالتيمور كما زعم في الرسالة، إذ نفى المتحدث باسم المؤسسة اي تدخل بهذه الرسالة موضحا في رسالة الكترونية:

(هذه الرسالة الموضوع تحتها علامات استفهام كثيرة لم تخرج من مؤسسة العلوم الصحية في بالتيمور. لكن مهما كان الشخص الذي كتب رسالة الاحتيال هذه فهو قد استخدم بعض معلوماتنا المنشورة التي لم تكن لها أي علاقة بالليمون – بأي حال – ولصق تلك المعلومات بالليمون، الرسالة مليئة بالاخطاء وسببت لنا الكثير من المتاعب لكن الاسوء انها تعطي معلومات خاطئة وغير مجربة لأشخاص يعانون من مرض السرطان. لربما  الحمضيات تملك بعض الخواص المضادة للسرطان او لربما العكس وانا لست مخولا للحديث عن هذا، لكن الشيء الوحيد المؤكد بالنسبة لي هو ان “المصدر” لهذه المعلومة مؤسسة العلوم الصحية لم تنشر هذه المعلومة.ليست لنا اي علاقة بهذه الرسالة ولا بمحتواها).

لذا فإن هذه الرسالة تحتوي على ادعاءات غير مثبتة،غير مدعومة ومبالغ فيها حول كون الليمون علاج للسرطان لذا لا يجب الأخذ بها كتقرير علمي صحيح حول هذا الموضوع الذي اوضح بان عدد من الدراسات التي تشير الى وجود مركبات في الحمضيات ومنها الليمون قد تمتلك تاثيراً كافيا لاستخدامها كعناصر لمكافحة السرطان او على الاقل نوع معين من أنواعه .مقال من ديسمبر عام  2004 نشرته (ساينس ديلي):

علماء في محطة تكساس للتجارب الزراعية قد نشروا بحث تم فيه توضيح كون الحمضيات تحتوي مواد تسمى الليمونويدات و التي تستهدف و توقف خلايا السرطان العصبية في المختبر .وهم الآن يأملون إيجاد سبب لهذه الالية في ايقاف خلايا السرطان وإن أمكن استعمال الحمضيات كجرع للسيطرة على السرطان في البشر.

و قد اوضح الباحثون ان الفلافينويدات و الليمونويدات هي صبغات تحتوي على مواد مغذية تعطى طعم ولون للفاكهة ويمكن استعمالها ضد السرطان بطرق ثلاثة محتملة:- منع السرطان من التكون من الاساس، إبطاء نمو سرطان موجود او قتل خلايا السرطان.

“الليمونويدات، والتي تختلف بهيكليتها عن الفلافينويدات يبدو بانها تحارب السرطان بالطرق الثلاث جميعها”هذا ما قاله أحد طلاب هاريس المتخرجين والذي اجرى اختبارات في مختبره للوصول الى هذا الاستنتاج.عملهم هذا أكد قابلية استعمال هذه المركبات في قتل خلايا سرطان “النيروبلاستومتا” إذا تم اكتشاف الميكانيكية و الوقت التي تستغرقه الليمونويدات للقضاء على الخلايا السرطانية   

تقرير من أيلول عام 2000 حول احتمالية استخدام ليمونويدات الحمضيات كعناصر لمكافحة السرطان توضح التالي:

النتائج المختبرية تصف ان الليمونويدات يمكن ان توفر تأثيرات أساسية ضد السرطان. كما اظهرت هذه المواد تاثيرات خالية من السمية عند استعمالها على نماذج حيوانية لذا يمكن احتمال استعمالها على البشر اما بشكل فواكه طبيعية تحتوي على الليمونويدات او بشكل نقي من الليمونويدات المستخلصة. على الرغم من ان الدراسات الأولية واعدة للغاية الا انها تم استعمالها على انسجة حيوانية في المختبر و ان البحث المستمر والوقت الكافي لإتمام البحوث سوف يحدد ان كان يمكن استعمالها للوقاية او علاج السرطان عند البشر.

وإن تقريرا حول الاستخدامات الصحية للحمضيات قد تم نشره في موقع جامعة فلوريدا ينص على :-

فلافينويدات الحمضيات لديها تأثيرات عدة منها مكافحة التقدم بالسن (مانعة للتاكسد)، مكافحة السرطان، مكافحة الفيروسات، مضادة للالتهابات ولها تأثيرات على الأوعية الدموية وقدرة على تقليل الكوليستيرول فيها.

أما الكارتينويدات و التي توجد في الليمون الهندي الوردي تشمل اللايكوبين و بيتا كاروتين، فإن الفواكه والخضروات التي تحتوي على اللايكوبين قد أظهرت تقليل واضح في خطر الاصابة بسرطان البروستات و الثدي. كما أن دراسات حديثة قد أظهرت قدرة الليمونويدات على تثبيط نمو الخلايا السرطانية في حيوانات المختبر و خلايا السرطان في ثدي بشري اضافة الى تأثيرها في تقليل نسبة الكوليستيرول. وقد اقترح باحثون أنه عند هضم تلك الليمونويدات فإنه لن يتم امتصاصها عن طريق الأمعاء الغليظة فبالتالي سوف تنتشر عبر مناطق الجسم المختلفة بتاثيراتها المفيدة.

 

لذا، وباختصار، فإن دراسات علمية عديدة قد كشفت عن وجود مواد في الحمضيات، ومنها الليمون، تملك احتمال كبير لاستخدامها كعناصر لمكافحة  السرطان. لكن مع ذلك، فإنه غير واضح تماما ان كانت الحمضيات تملك التأثيرات الكافية لاستخدامها كعناصر لمنع او مكافحة السرطان في البشر.

وانه أمر غير ناضج بالتأكيد وغير دقيق بأن ندعي بأن الليمون “علاج مثبت ضد كل أنواع السرطان” ولا كونه بديل معتمد  للطريقة التقليدية في علاج السرطان بواسطة العلاج الكيميائي. لكن الليمون وكباقي أنواع الحمضيات هو اضافة صحية لغذائك اليومي  و يمكن ان يقلل من خطر الاصابة بالسرطان .مع ذلك فإن هذه الاكتشافات لا تعطي الصلاحية للادعاءات المبالغ فيها وغير الموثوقة الموجودة في ذلك التقرير الصحي .لتكون النصائح الصحية مفيدة يجب ان تكون صحيحة، دقيقة ومدعومة من قبل مصدر صحي معتمد، وان إرسال معلومات صحية زائفة لن يكون أمرا صحيحا و مفيدا ابدا.

المقال الأصلي:

Brett M. Christensen, “Is Lemon A Cancer Killer That is 10,000 Times Stronger Than Chemotherapy?“, February 16, 2018, Hoax-Slayer, hoax-slayer.net