ثنائي أوكسيد الكبريت هو غاز عديم اللون وذو رائحة قوية ولاذعة، حيث يدخل في الكثير من الاستعمالات الصناعية والزراعية. يأتي أغلب غاز ثنائي أوكسيد الكبريت من احتراق الوقود الأحفوري المحتوي على الكبريت، حيث يشكل جزء كبير من تلوث الهواء. يشحن وينقل كغاز مضغوط في أواني خاصة ويستعمل لحفظ بعض الأطعمة و الخمور بكميات صغيرة منه.

آثار غاز ثنائي اوكسيد الكبريت على الصحة

يسبب ثنائي اوكسيد الكبريت تهيج العينين والأغشية المخاطية والجلد ومجرى التنفس، وكذلك يسبب التشنجات الرئوية والوذمة الرئوية (تجمع السوائل الزائدة في الرئتين) بالإضافة إلى انسداد حاد في مجرى التنفس.

يؤدي استنشاق تراكيز منخفضة من ثنائي أوكسيد الكبريت إلى تفاقم الأمراض الرئوية المزمنة كالربو  وانتفاخ الرئة. حيث يصاب بعض مرضى الربو بالتشنج الرئوي نتيجة استنشاقهم غاز ثنائي أوكسيد الكبريت أو تناولهم للأطعمة المحفوظة بالكبريتات.

يتفاعل ثنائي اوكسيد الكبريت مع الماء في مجرى الهواء العلوي ليكون الهيدروجين و الكبريتات والكبريتيت   وكل ذلك يؤدي لتحفيز التهيج . وكنتيجة لذلك، فإن تضييق الشعب الهوائية يزيد من صعوبة التنفس.

ماهي الآثار الصحية الفورية التي تظهر نتيجة التعرض لغاز ثنائي أوكسيد الكبريت؟

استنشاق ثنائي أوكسيد الكبريت يسبب تهيج الأنف والعينين والحنجرة والرئتين، وأبرز أعراضه التهاب بالحلق ورشح الأنف واحمرار العينين والسعال. حيث يسبب استنشاقه بتراكيز عالية اختناق رئوي وصعوبة في التنفس، ويسبب ملامسة بخار ثنائي أوكسيد الكبريت للجلد تهيج وحروق. فضلا عن ذلك فيتسم ثنائي أوكسيد الكبريت السائل بكونه بارد ويسبب جروح للعينين وتقرحات للجلد عند الملامسة. أما الأشخاص المصابين بالربو الذين يعانون من تحسس لمركبات الكبريت فقد يصابون بنوبات الربو في حال تناولهم أي أطعمة محفوظة بثنائي أوكسيد الكبريت أو أي مركبات كبريتية كيميائية أخرى.

هل يمكن علاج تسمم غاز ثنائي أوكسيد الكبريت ؟

ليس هناك مضاد لسمية هذا الغاز، لكن يمكن علاج آثاره  حيث يشفى تماما الكثير من الأشخاص المتعرضين له. أما الأشخاص الذين يستنشقون كميات كبيرة من الغاز ربما يحتاجون الذهاب للمستشفى.

هل من المحتمل حدوث آثار  صحية أخرى؟

أن التعرض لمرة واحدة  وبكميات قليلة لغاز ثنائي أوكسيد الكبريت والذي يمكن التعافي منه بسرعه لايسبب آثار طويلة الأمد. لكن التعرض الخطير للغاز يؤدي إلى تلف الرئتين ونوبات الربو والالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الرئوية، حيث أن  التلف الرئوي الدائم محتمل الحدوث.

ماهي الفحوصات التي يمكن القيام بها عند التعرض لغاز ثنائي أوكسيد الكبريت؟

أن الفحوصات الخاصة بالدم أو البول التي يجريها عادة الأشخاص المصابين باستنشاق غاز ثنائي أوكسيد الكبريت ليست مفيدة . في حالة التعرض الشديد للغاز، فإن تحليل الدم  و اختبار الأشعة السينية والتنفس يمكن أن تبين فيما إذا كانت الرئتين مصابة، ليست كل حالة بحاجة إلى الأختبارات.

يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق (داعش) كان  قد حرق  مصنعاً  للكبريت  في منطقة المشراق بالقرب من  مدينة الموصل، حيث غطت سحب الدخان الأبيض سماء المنطقة  وامتزجت أدخنة سوداء منبعثة من آبار النفط المشتعلة وعانى الكثير من سكان المنطقة من مشاكل في التنفس وتسمم نقلوا على أثرها إلى المستشفى. حيث حذرت منظمة الأمم المتحدة  للبيئة من كارثة بيئية في الموصل نظرا لتلوث سماءها  بانبعاثات  هذا الغاز.

المصدر :

Toxic Substances Portal Sulfur Dioxide , atsdr.cdc.gov , October 21, 2014