عقار النسيان … هل يمكن ان نتحكم في الذكريات؟

اعداد : حيان الخياط

 

 

الذكريات والاختيار بين الابقاء عليها او محوها

 

 

 

في افلام هوليوود يكون مجرد خيار بسيط، تأخذ الحبة الزرقاء فتمحى جميع الذكريات غير السارة التي يصعب التعامل معها، او تأخذ الحبة الحمراء فتتحمل أعبائها ربما الى الابد، هذه ليست هوليوود، ولكن سرعان ما سيكون هذا الخيار موجوداً وفعالاً.

اعلنت الصحف وأجهزة الاعلام طوال السنوات القليلة الماضية ان العلماء يدعون أمكان “محو الذكريات السيئة” عالم الاعصاب الدكتور “مارك ليثغو” يسافر الى نيويورك خصيصاً لدراسة أحدث الابحاث في تعديل الذاكرة.
ان متابعة انجازات العلماء علی الحيوانات والبشر یرینا ان العلماء اصبحوا قریبین جدا من القدرة علی محو ذكريات معینة من الدماغ.
يقول الدكتور “تود ساكتور”: “استخدمنا في التجربة حيواناً مدرباً بشكل جيد وهو بكامل صحته، فقمنا بإعطائه حقنة في المنطقة الحركية من قشرة المخ، فتم محو ذاكرته بالكامل، ولهذا لم تكن عملية أعادة التعلم تسري بشكل سريع، فقد استغرق الامر اسبوعاً كاملاً من التعلم البطيء لبناء واستعادة التدريب الذي اكتسبه مرة اخرى، ولهذا نعتقد انه محو حقيقي.”

فی المنطقة المعروفة بـ (Ground Zero) حیث وقعت احداث (11/9) هناك الكثیر من الناس الذین ذهلوا حین علموا بوجود تقنیات قد تساعدهم في محو الذكریات الالیمة. كما تم اللقاء بشخص تعرض للعنف خلال حادث سطو یقول انه استطاع التخلص من الذكریات الالیمة بواسطة ادارة الذاكرة.

یتساءل الدكتور مارك عما یمكن ان تكشفه هذه التقنیات من ابعاد اخلاقیة وعن مدی تأثیر ذلك علی هذه الابحاث، وما الذي سيحصل عندما نفتح صندوق العجائب هذا، فالناس سيستخدمون هذه التقنية لتعديل ومحو ذكريات ومشاعر مرتبطة بشيء سيء قاموا به او حصل معهم، وستكون ازالة الذكريات كأخذ حبة للقضاء على الصداع.

يقول الدكتور “روجر بيتمان”: “اعتقد في نهاية المطاف، بأنه سيكون لدينا الدواء القادر على الحد من الذكريات المؤلمة، واعتقد كذلك أن هنالك فرصة جيدة لحدوث هذا، عاجلاً او أجلاً”
فيما يتعلق بالذكريات التي يتم محوها والعقول غير الموجهة، يكشف الدكتور مارك اقترابنا من الوصول الى حبوب الذاكرة الاسطورية، ويتساءل عن استعداد المجتمع لمثل هذه التقنية التي تبشر بحياة متغيرة مثل هذه.

المصدر الاصلي