وثق بحث من جامعة كلمزن انتقال مقاومة المضادات الحيوية من البشر الى الحيوانات. كما نشر الباحث فنسنت ريتشارد من كلية العلوم بحثًا لجذب الاهتمام نحو الأمراض حيوانية المنشأ العكسية أي إن الجراثيم المسببة للأمراض في البشر عادة انتقلت إلى الحيوانات.

يصاب كل سنة عشرات الآلاف من الأمريكيين بأمراض منتقلة من الحيوانات. او كما تعرف بالأمراض حيوانية المنشأ (zoonosis). تنتقل الجراثيم المسببة لهذه الإصابات للإنسان عبر الطعام أو الماء أو عن طريق التواصل المباشر مع الحيوانات، وتشمل الكثير من الكائنات المجهرية منها السالمونيلا والاشريكية القولونية E coli والجمرة الخبيثة.

بينما تركز مؤسسات الصحة و المراكز الامريكية للسيطرة على الأمراض على الأمراض التي تنتقل من الحيوانات الى الانسان هناك القليل من المعلومات حول الامراض التي تنتقل بالعكس (أي من الإنسان الى الحيوان).

وحسب تقارير رتشارد فقد اكتسب الإنسان الجينات المسؤولة عن مقاومة المضادات الحيوية وذلك بسبب الاستعمال المفرط أو غير المصرح به للمضادات الحيوية.

“وجدت حالات تؤكد انتقال جينات مقاومة المضادات الحيوية من البشر الى الماشية، الحيوانات الاليفة والحيوانات البرية” بحسب ريتشارد الذي يخمن إن المادة الجينية انتقلت للحيوانات عبر التماس معها أو من المياه العادمة.

في هذه الدراسة يقوم الباحث وزملاؤه بتحليل 901 تسلسل جينومي مأخوذة من عينات مجموعة عالميًا للبكتيريا المسماة العقدية القاطعة للدر (Streptococcus agalactiae)، استخلصت من تسع أنواع من المُضيفين الإنسان، البقر، الكلاب، الأسماك، الضفادع، الدلافين، الماعز،عجل البحر و الجمل. وذلك لفهم أعمق لعملية الانتقال تلك. البكتريا العقدية القاطعة للدر يمكن أن تسبب إصابات مُهددِة للحياة مثل التهاب السحايا والالتهاب الرئوي وخمج الدم في الاطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى التهاب الضرع البقري وهو مرض التهابي يسبب قلة إنتاج البقر للحليب.

“أكثر ما يميز هذه البكتريا هو قدرتها على إصابة مدى واسع من الأنواع، إذ إنها لا تصيب الإنسان والأبقار فقط، لكنها تصيب الكثير من الحيوانات البرية و البحرية و الزواحف و البرمائيات و الاسماك” بحسب البروفيسور المساعد ريتشارد من قسم العلوم البيولوجية.

اثناء الدراسة تم تقسيم الجينات إلى مجاميع رئيسية وأخرى ثانوية، تتشارك المجاميع الرئيسية بكل الجينومات، بينما تظهر الجينات الثانوية في أنواع خاصة من الجينوم. المجاميع الرئيسية والثانوية يشكلان معا ما يسمى بالجينوم العمومي (المجموعة الكلية للجينوم من كل السلالات البكتيرية لنوع ما). تصنيفيا تكون الجينات أما رئيسية وأما ثانوية، وكانت المفاجأة إنه فقط 10% من الجينوم العمومي يكون رئيسيًا و الباقي يكون ثانويًا. أظهرت هذه الدراسة وبشكل واضح كيف يمكن لليونة العالية للبكتيريا أن تنتج جينوم عمومي واسع ومُقسَم بنفس الوقت. وبالتالي سيسهل تمدد  الجينوم العمومي لأنواع أخرى. ليونة البكتيريا تسمح لها بأقلمه الحمض النووي الخاص بها لجعلها تنجو من التغيرات البيئية التي قد تهددها. وكلما توسع الجينوم العمومي كلما ازداد تأقلُم تلك البكتيريا مع ظروف مختلفة وجعلها تنتقل بسهولة بين الأنواع المختلفة لإصابتها.

“الجينات المتأقلمة مع نوع معين بدأت بالانتقال لأنواع أخرى” يقول ريتشارد ويضيف “الجين المعين لمقاومة المضادات الحيوية والذي حُدد في الانسان بدأ بالانتقال إلى الحيوانات”.

يأمل ريشارد في المستقبل إنه سيتم استعمال الطرق الجينومية المستخدمة في هذه الدراسة على أبحاث يقوم بها فريقه البحثي على بكتيريا معينة توجد في فم الانسان.

المقال الأصلي:

Laura Schmitt, “Genomic migration analysis shows antibiotic resistance moving from humans to animals”, phys.org, SEPTEMBER 17, 2019