تتطلع إلى زيادة قدرات دماغك؟ قد ترغب في تجربة التمارين الهوائية (Aerobic exercises)، حیث دراسة جديدة تشير ذلك.

وجد الباحثون أن الذين مارسوا الرياضة الهوائية أربع مرات في الأسبوع لمدة ستة أشهر متتالية أظهروا زيادة في قدرات الدماغ أكثر من الذين مارسوا ذلك بنفس المقدار عن طريق الاكتفاء بتمارين التمديد (stretching).

“وهذا النوع من النتائج مشجع دائما خصوصاً أن الدراسة تظهر التغييرات لم تحدث فقط في قدرات الدماغ، ولكن أيضا في وظائف الإدراك” بحسب ماكس وينترمارك، أستاذ الأشعة في جامعة ستانفورد، الذي لم يشارك في البحث.

في هذه الدراسة شارك ٣٥ شخصاً من البالغين الذي يعانون من الضعف الإدراكي (MCI)،والتي تعتبر مرحلة وسيطة بين التدهور المعرفي العادي المرتبط بالشيخوخة وظروف أكثر خطورة مثل الخرف.

وحدد الباحثون 16 من البالغين (الذين يبلغ متوسط عمرهم  63 سنة) للقيام بالتمارين الرياضية الهوائية بينما يقوم 19 آخرون (الذي كانت 67 سنة هي متوسط ​​أعمارهم) بمجموعة تمارين التمديد.

كما خضع المشاركون للتصوير بالرنين المغناطيسي في بداية ونهاية الدراسة ولمدة ستة أشهر.

فحوصات الرنين المغناطيسي باستخدام الحقول المغناطيسية والموجات اللاسلكية لخلق الصور التفصيلية للدماغ. بالإضافة إلى ذلك اختبر الباحثون المشاركين لمعرفة ما إذا كانت  ممارسة تمارين حياتهم الروتينية تساهم في تطوير الأداء الإدراكي.

وفقاً للدراسة، أن كل من البالغين في الدراسة ازداد حجم المادة الرمادية في ادمغتهم، والتي تتكون من نوع من الخلايا العصبية المسؤولة عن مهام مثل معالجة المعلومات والتحكم بالعضلات. وقال الباحثون في دراستهم المشاركين في مجموعة التمارين الرياضية الهوائية أظهروا زيادة أكبر في الحجم في عدد قليل من المناطق بما في ذلك الجسم الثفني، والذي يتألف من الألياف العصبية المنظمة إلى النصفين الأيمن والأيسر من الدماغ.

في واقع الأمر، أبدى المشاركون في مجموعة تمارين الاحماء انخفاضاً في الحجم بالجزء الايمن الخلفي تسمى هالة رديتا، التي تحمل المعلومات من وإلى مناطق الدماغ المسؤولة عن الإدراك والتفكير.

وبالإضافة إلى ذلك، أظهر المشاركون في مجموعة التمارين الهوائية تحسناً في المهمة الإدراكية الخاصة بهم بعد ستة أشهر، بينما لم يظهر الأمر نفسه عند المشاركين في مجموعة تمارين الإحماء. وتشمل المهام الإدراكية مهارات مثل الذاكرة العاملة، والتفكير بحل المشاكل.

وقال الباحثون إن النتائج تشير الى أن نتائج التمارين الرياضية الهوائية يمكن ان تساعد على المحافظة على قدرات الدماغ لدى الذين يعانون من الضعف الإدراكي اكثر من تمارين التمديد.

وقال الباحثون في بيان حول النتائج التي توصلوا إليها، إن الناس الذين يعانون من هذه الحالة معرضون لخطر الإصابة بمرض الزهايمر، وهذا أمر مهم لاسيما بالنظر الى أن الأمر أصبح اليوم يؤثر على أكثر من 5 ملايين شخص في أمريكا وحدها.

ومع هذا قال الدكتور وينترمارك “إن هذه الدراسة صغيرة نسبياً وتحتاج بالتأكيد على أكبر عدد من العينات”.

ومع ذلك، فإن الاكتشاف قد يساعد على تشكيل بحوث إضافية حول التغيرات المرتبطة بالدماغ مع الأنواع المختلفة من التمارين الرياضية.

المصدر

Stephanie Bucklin, “Brain Gain: Aerobic Exercise Pumps Up Gray Matter“, livescience.com, December 7, 2016