إن الحزن والشعور بالكآبة سوف يجعلك معرض للأزمات القلبية باحتمالية تصل إلى أربع أضعاف الشخص السعيد، حيث إن في عام 1996 قامت كلية جونز هوبكنز للصحة العامة بدراسة، وكانت نتيجة هذه الدراسة هي إن هنالك ارتباط بين الأزمات القلبية والاكتئاب، وقد توصل الأطباء لهذه النتيجة بعد إن اتبعوا 1551 شخص لأكثر من 13 سنة، وان المكتئبين كانوا معرضين للإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 4:1.

12079268_1008862175801310_7505587958059707495_n

ويجب إن لا نشغل تفكيرنا بالمشاكل اليومية الخاصة بالعمل والعائلة، (وهذا لا يعني إني ادعوكم إلى عدم المبالاة، لكن لا تجعل المشاكل والظروف الصعبة تسيطر عليك على طول اليوم)، لان الضغوط النفسية هي كذلك مرتبطة بارتفاع معدل الوفيات بسبب ضغط الدم أو زيادة الكولسترول أو حتى وجود مواد أخرى ضارة، ففي السويد وفي عام 1993 أجريت دراسة شملت 752 خلال 7 أعوام، خرجت بنتيجة إن الرجال المعرضين لضغوط نفسية ماتوا بمعدل أكبر بثلاث مرات من أولئك الذين يتعاملون مع الحياة بهدوء وطمأنينة. بمعنى إن طول حياة الإنسان مرتبط بحالته النفسية.
ويجب علينا إن نكون سعيدين لكون السعادة تقوي جهازك المناعي “أو العكس: الكآبة تضعف جهازك المناعي”، وأيضا هنالك تجربة، ففي عام 1991 قامت جامعة كارنيجي ليون بتجربة على طلاب، بأن عرضتهم لفيروسات البرد والغريب إن 47% من الطلاب المعرضين لضغوط نفسية أصيبوا بالبرد و27% من الطلاب الذين لا يعانون من ضغوط أصيبوا بالبرد، وجاءت هذه النتيجة بعد إن قاموا بفحص دم الطلاب على مدار اليوم حيث اكتشفوا إن كريات الدم البيضاء تكون في أوج نشاطها عند الأفراد السعداء والعكس عند المكتئبين، فكريات الدم البيضاء هي المسئول الأول عن تنظيف الدم من البكتريا والفيروسات.
أما من يرى انه محاط بالضغوط النفسية في العمل وفي البيت بحيث لا يجد متسع من الوقت للراحة له إن يقي نفسه من الآثار الجانبية للكآبة، فما عليه إلا التفاعل الاجتماعي، لكون الأفراد المعرضين للضغط النفسي لفترات طويلة ومع ذلك يعتبرون من الأفراد الاجتماعيين مع الأصدقاء والعائلة هم أكثر صحة من الأفراد الانعزاليين او الانطوائيين، والإنسان مصنف على انه كائن اجتماعي بالدرجة الأولى.
وبالختام ادعوكم لسماع الموسيقى والأغاني لتحسين مزاجكم
https://www.youtube.com/watch?v=NJsa6-y4sDs
المصدر: كتاب (تأملات علمية – أسامة ابو حليمة)