لماذا يستحيل ان نتوقف عن التفكير؟ سامح  دماغك على هذا الأزعاج البسيط لأنه يعمل بهذا الشكل لكي يحافظ على حياتنا  وحياة أسلافنا على وجه أدق. على الأرجح  لم تكن لتقلق من  صوت خشخشة الشجيرات إذا كان أرنبًا أو نمرًا،  أو أن تحدد ما هي أفضل طريقة للهروب على ضفاف بحيرة، أو أن تتسائل عن نمط حركة العشب الغريبة هل هي  ثعبان أو غضن شجرة. لكن مع ذلك فهذه القرارات كان مسألة حياة أو موت لأسلافنا.

اللحظة المثلى أو لحظة الإستعداد تتطلب دماغًا يعمل بشكل مستمر و جهد يتطلب مقدار  كبير من الطاقة. (وبشكل أوضح، يمثل دماغ الأنسان العصري 2% من وزن جسمه، ومع ذلك فهو يستهلك 20% من طاقة الجسم). حيث أن دماغ متعطش للطاقة بهذا الشكل يسعى بأستمرار إلى الأفكار والروابط والآليات. وهذا يحدث فقط مع أيض الثديات التي تضبط معدلات ايضها بنسب ثابتة ومرتفعة.

التفكير بشكل مستمر هو ما دفعنا  أن  لا نكون الطعام المفضل في سافانا (منطقة سهلية لا نباتات فيها)، و أن لا نكون قريبين من ألأنقراض وهو ما جعلنا نصبح أفضل نموذج للحياة على هذا الكوكب. حتى في هذا العالم المعاصر، عقولنا دائمًأ مشغولة  بالبحث عن المخاطر والفرص التى نحصل عليها من المعطيات في محيطنا وفي بعض الاوقات هي أشبه بخوادم محركات البحث.  دماغنا يأخذ خطوة دائمًا للأمام و مع ذلك التفكير على شكل أستباقي هي العملية التى تأخذ وقت أكثر في العمليات العقلية.

على الرغم من أن معظمنا لم يعد يشعر بالقلق من وجود الفهود فى البر، لكننا نواجه مخاطر وفرص جديدة مثل التوظيف وأسعار الفوائد و نسبة 70% من المبيعات والمحتالين الذين يعرضون عشرون مليون دولار فقط لأستثمار صغير في حينا. جلب لنا إرث الرئيسيات فوائد أخرى مثل القدرة على التنقل في الأنظمة الاجتماعية. وكوننا حيوانات أجتماعية، يجب أن نحدد من هو في مرتبة أعلى منا ومن ليس، ومن سيساعدنا أو سيؤذينا. ولنفهم أكثر هذه المعلومة عقولنا تعمل بأستمرار مع سيناريوهات (ماذا لو؟) . ماذا يجب أن أفعل لكي أصبح أفضل في العمل أو على السلم الاجتماعي والمالي؟ هل هنالك مخاطر هنا؟ ماذا عن الفرص ؟

لهذه الأسباب نحن نستفيد من عمل الدماغ على مدار الساعة حتى لو كان ذلك يعني التعامل مع الأفكار الفضولية من وقت للآخر.

ترجمة : أحمد عبدالله سليمان

تدقيق: نورس حسن

المصدر:  : http://www.scientificamerican.com/article/ask-the-brains-why-impossible-to-stop-thinking/