ترجمة : محمد الأسدي
———————-

إنطلاقاً من تركيب ادوية جديدة للسرطان وصولاً إلى اختبار المكملات الغذائية، تلعب الفئران والجرذان دوراً بالغ الاهمية في تطوير العجائب الطبية الحديثة. في الحقيقة فإن الفئران والجرذان تشكل 95% من كل الحيوانات المختبرية وفقاً لمؤسسة للبحوث الطبية الحيوية (FBR).

إن إعتماد العلماء والباحثين على الفئران والجرذان له عدة أسباب. أول هذه الاسباب هو الملائمة : حيث أنها صغيرة وحبسها والعناية بها امر بسيط، ويمكنها التكيف جيداً مع البيئات الجديدة، إضافةً إلى سرعة تكاثرها وقصر عمرها حيث يترواح بين السنتين والثلاثة سنين، لذلك يمكن متابعة عدة اجيال من الفئران خلال فترة نسبية قصيرة من الزمن.
ايضاً الفئران و الجرذان غير مكلفة نسبياً ويمكن شرائها بكميات كبيرة من المنتجين التجاريين حيث انهم يبيعون اصنافاً من القوارض مخصصة للابحاث.اً القوارض بشكل عام تكون معتدلة المزاج ومطيعة، والذي يَمكن الباحثين من السيطرة عليها بسهولة،بالرغم من وجود بعض انواع الفئران والجرذان التي يصعب السيطرة عليها على عكس الاخريات.

غالبية الفئران والجرذان التي استعملت في التجارب الطبية كانت متطابقة، عدا اختلافات الجنس، اي نستطيع القول بانها متطابقة جينياً مما يساعد على ان تكون التجارب الطبية اكثر انتظاماً، وفقاً للمعهد الوطني لأبحاث الجينوم. وكحد أدنى يجب أن تكون الفئران المستعملة في التجارب من الاصناف الاصيلة.

وسبب آخر لكون القوارض استُعملت كمثال في الفحوصات الطبية هو كونها وراثية، وخصائصها البيولوجية والسلوكية تشبه تلك الموجودة في الانسان. والكثير من تصرفات الانسان يمكن ملاحظتها على الفئران والجرذان . ” الجرذان والفئران هي ثديات تشارك البشر في العديد من العمليات كما ان اجراء البحوث عليها سيساعد في الاجابة على كثير من الاسئلة”، وفقاً لما قاله جيني هاليسكي ممثل المعهد الوطني للصحة ومكتب مختبر رعاية الحيوان .
إن هذه التشابهات زادت على مدى العقدين الماضيين ، وتمكن العلماء الآن من جعل الفئران تلد فئراً جينياً وراثياً اسموها “الفئران المعدلة وراثياً”
التي تحمل جينات مشابهة للجينات المسببة للامراض البشرية، وكذلك تحديد الجينات يمكن ايقافه او جعله غير نشط، مشكلاً “فئران الضربة القاضية” والذي يمكن استعماله لتقييم اثار المواد الكيميائية المسببة للسرطان (المسرطنة)وتقييم سلامة الأدوية وفقاً لل (FBR)
القوارض تجعل بحوث الحيوانات فعالة لان كل من علم التشريح وعلم وظائف الاعضاء وعلم الوارثة مفهومة جيداً من قبل الباحثين.والذي يجعل الامر اسهل لذكر التغييرات في سلوك الفئران أو الخصائص المسببة لذلك. بعض القوارض تسمى SCID (نقص المناعة المشترك المزمن) حيث ان الفئران تولد طبيعياً بدون جهاز مناعي وبالتالي يمكن ان تكون كنماذج لابحاث الخلايا البشرية العادية و الخبيثة.وفقاً لل FBR .
بعض الامثلة عن اضطرابات وامراض الانسان التي تُحدد باستعمال الفئران والجرذان كنماذج:

ارتفاع ضغط الدم
مرض السكري
إعتام عدسة العين
السمنة
النوبات
مشاكل في الجهاز التنفسي
الصمم
مرض باكنسون
مرض الزهايمر
السرطان
التليف الكيسي
فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز
مرض القلب
ضمور العضلات
إصابات في النخاع الشوكي

وتستخدم الفئران أيضًا في الاختبارات السلوكية والحسية، والشيخوخة والتغذية والدراسات الجينية، بالإضافة الى اختبار الادوية المضادة للرغبة القادرة على انهاء ادمان المخدرات.
“”إن إستخدام الحيوانات في البحوث أمر بالغ الأهمية يساعد على فهم علمي للأنظمة الطبية الحيوية ,و يؤدي الى اكتشاف ادوية وعلاجات مفيدة” .