منذ التسعينات وتتداول بعض الاوساط في العالم العربي وخصوصا في المساجد منشورات ورقية حول العلاج بالماء وعندما بدأ العرب بالدخول للانترنت واستخدامه يبدو ان الخرافة لم تجد ما يقف بوجهها. ينص المنشور على تناول اربع اكواب من الماء صباحا ويضيف بعضها شرط ان يكون الماء حارا. ثم يضع قائمة طويلة من الامراض وفترات القيام بهذه العملية صباح كل يوم قبل تناول الطعام حتى علاج المرض مثلا 6 اشهر للسرطان دون ذكر لنوع السرطان. او بضعة اشهر لمرض السكر.

في الحقيقة ولتفنيد شئ يقوم على اساس ما مثل دراسة لجامعة معينة يذكر اسم الجامعة واسم الطبيب القائد للبحث وكيفية اجراء التجربة نقوم بمراجعة مسار التجربة وتفنيدها وفق خطأ معين قامت عليه لو كان هناك خطأ. او احيانا وفي حالة اكاذيب كثيرة نرى ان اسم الجامعة غير موجود او اسم الطبيب او اسم الجامعة لا يذكر او ان الجامعة صحيحة لكن لا يوجد بحث بهذا الاسم، في احيان اخرى يتم تحريف خلاصة بحث معين لتنشر بصفة اخرى وصيغة اخرى. وهكذا.

بعض الدجالين احيانا يستندون على خلط عقيم بين الدين والعلم ويمزجون نصوصا مقدسة مع تفسيرات علمية ليظهروا بكلام يدعون من خلاله شئ معين. دجالين اخرين يذكرون انهم جربوا الامر وانه نجح مع فلان وفلان وقد يذكرون اسماء اشخاص او يستعينون بصورهم وهكذا.

لكن في هذه الحالة فإن الكذاب الذي نشر هذا المنشور لم يستخدم ايا من هذه الوسائل! انه فقط اقترح علاجا لاصعب امراض البشرية بابسط طريقة ممكنة فوافقه الالاف  ونشروا الامر.

ببساطة لا يمكن للماء ان يفعل اي من علاجات الامراض التي يدعي اصحاب هذه الطريقة شفاءها. لا توجد تجارب ولا ابحاث ولا عينات من اشخاص نجح معهم الامر ولا طبيب يدعم هذه الحقيقة ولا اي شئ مما يمت للعلم او الواقع بصلة.

شخصيا عرفت اشخاصا مصابين بامراض مستعصية جربوا هذه الخرافة ولم تكن غير مضرة لهم فحسب فالمريض عندما ينال املا زائفا بالعلاج عبر شئ معين مغطى بهالة دينية او قادم عن طريق الدين والمسجد والكنيسة فإنه يفقد الكثير من الوقت والرغبة في المواصلة مع علاجات اخرى بعدما يتضح له ليس الفشل فحسب للطريقة التي استخدمها وانما المضاعفات التي قد تؤدي الى الوفاة او نقطة اللاعودة في الاضرار التي تصيب الجسم. فالوقت الذي سنقضيه ونحن نعقد الامل على علاج ما قد يكون كفيلا بالقضاء علينا في حالات كثيرة بينما يجب ان نتجه الى العلاج الطبي. ايضا في حال الاستمرار بأخذ العلاج فإن ذلك سيخلق حالة من التهاون مع العلاج تقود للنتائج الخطيرة ذاتها في ظل وجود امل بالشفاء من طريق ثاني.

لماذا لا يجب ان نصدق العلاجات الموصوفة من جهات غير علمية؟ كالاعشاب والطب البديل والطرق المبتكرة الجديدة غير النابعة من المجتمع العلمي؟ ما الذي سيضرنا لو جربنا؟ سيصيبنا الضرر الكبير تابع المقال التالي.