وسائل دراسة الدماغ وعلم الاحياء العصبي اللغوي، مقدمة بسيطة تشرح طرق دراسة الدماغ وكيف اصبح بامكاننا ان نتكلم عن علم الاحياء العصبي اللغوي وان ندرس اللغة بيولوجياً بادوات اكثر فاعلية.

احدى الطرق الفاعلة في دراسة اللغويات دماغياً هي تحليل الآفة الدماغية (Brain Lesion Analysis) وقد بدأت بالنصف الثاني من القرن العشرين. ثم تبعتها طرق التحليل الصورية (image analysis) التي طورت تحليل الافة الدماغية.

وسائل دراسة الدماغ

بطبيعتها تربط طريقة تحليل الآفة الدماغية بين بؤرة اصابة او ضرر دماغي معين بظاهرة لغوية او نفسية معينة وهدف المشروع هو التفكيك المزدوج لوظائف الدماغ ومناطقه، وبذلك يمكن ربط ركيزة معينة من الدماغ بوظيفة معينة أو بموضع معين ضمن النموذج المعرفي (Cognitive model) او اللغوي (Linguistic model). وبغض النظر عن الجدل حول هذه الطريقة فقد كانت ناجحة جداً في اعطاء رؤى للعلوم العصبية للغة بربط وظائفها مع مناطق معينة من الدماغ.

التقنيات شهدت تطوراً في العقد الاخير من نهاية القرن العشرين بظهور الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) والذي لا يحتاج الى استخدام عناصر مشعة والذي مكن الباحثين من القيام بابحاث مباشرة على الكائن الحي مع قدرته على القيام بوظائف ذهنية معينة. ومع تخطيط امواج الدماغ (EEG) صار من الممكن القيام بتمثيل لجوانب مؤقتة لاداء المهام الدماغية. والاداة الاخرى المهمة والاقل استخداماً هي تخطيط الدماغ المغناطيسي (magnetoencephalography) والتي لها تحليل مكاني افضل من تخطيط امواج الدماغ وقرار زمني اعلى من الرنين المغناطيسي الوظيفي. وبالتالي فهو يستطيع القيام بدور هام في تشخيص الدماغ اثناء عمله. والاداة الاخرى هي التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة  (transcranial magnetic stimulation).

معظم ابحاث الدماغ اللغوية تستخدم تحليل الآفة الدماغية مع احدى الطرق الحديثة. ومع التطور الكبير للطرق هذه صارت معظم الدراسات الدماغية ذات طابع بيولوجي وتحدد الاسئلة النفسية واللغوية من خلال استجابات الدماغ المختلفة بدلاً من فرضيات الربط بين النماذج الحاسوبية والعصبية التي تشكل جزءاً صغيراً من ابحاث الدماغ لا يعطي الكثير من الامل في ايجاد الصلة بين الدماغ والعقل.

غير ان منهج الدراسة الحالي والبيولوجي الذي لا يطلب من باحثيه ان يدرسوا المستوى الخلوي من الخلايا العصبية وفي نفس الوقت لا يطلب منهم دراسة سيكولوجية تجريبية او لغوية (رغم كثرة الدراسات غير البيولوجية في علم النفس) بل التركيز على التصوير الدماغي والعلوم العصبية للانسان والحيوانات فتح سبلاً جديدة لتحليل الركائز البيولوجية والمعلوماتية للغة البشر.

حتى قبل سنوات قليلة لم يكن من الممكن ان نقول علم الاحياء العصبي اللغوي (Neurobiology of language) لكن الان صار من الممكن ان نستخدم هذا المصطلح. ما يُدرس فيه هو التشريح الفسلجي للدماغ، وشبكة التواصل للدماغ، الادوار المختلفة للمناطق المختلفة من الدماغ. ويمكن القول ان ايجاد حلول لاضطرابات الكلام واللغة صار أمراً قريباً.

يمكن تعريف علم احياء الاعصاب اللغوي بأنه فرع من العلوم العصبية يدرس علم النفس واللغويات، مساهماً في اسئلتها وافتراضاتها وطرقها، حيث علم النفس هو الدراسة العلمية لعقل الانسان ووظائفه. بينما علم اللغويات هو الدراسة العلمية للغة وتركيبها الذي يشمل، دراسة علم التشكل (Morphology)، علم الصوتيات (phonetics,) ، والقواعد (Semantics)، علم احياء الاعصاب هو دراسة بيولوجيا الخلايا العصبية، علم الاعصاب المعرفي يركز على علم النفس التجريبي وقياسات الدماغ. اما علم الاحياء العصبي المعرفي (Neurobiology of cognition) فيركز على الجانب الخلوي للعلوم العصبية. تحقيق الصلة بين هذه العلوم مع حقيقة التطور التي تسمح لنا بدراسة الانواع الاخرى من الحيوانات تشكل دوراً مهماً في تكوين علوم احياء اعصاب اللغة.

المصدر:

Neurobiology of Language Edited by:Greg Hickok and Steve Small  ISBN: 978-0-12-407794-2 Pages 3,4,5