الاعترافات المزيفة تحت ضوء العلم عنوان قد يكون كبيرا على امور نشهدها بكثرة ومنذ زمن في الشرق الاوسط ورغم ما تتناوله الدراسة ادناه والتي تعد فريدة من نوعها في دراسة الاعترافات المغلوطة هو بالمجمل امر اجنبي وغريب عن مجتمعات كثيرة في العالم حيث تشكل الاعترافات المتلفزة دليلا دامغا بالنسبة للجمهور على جرم الفاعل.

عينة الدراسة تتناول طلابا في ايسلندا والدراسة تكاد تكون الوحيدة من نوعها اذ تخلى الجزء المهتم بالابحاث من العالم عن اساليب نزع الاعترافات المغلوطة منذ زوال محاكم التفتيش بينما ما زال الامر جزءا من سياسات دول عديدة. قد تكون العينة بعيدة عن ما نعرفه من اعترافات مغلوطة فالدراسة في هذا المقال تتناول دراسة حالات طبيعية يقرر فيها الشخص ان يعترف اعترافا مغلوطا. رغم ذلك فهي دعوة للتوجه الى العلم في ما يخص امن البلدان بدلا من التوجه لتحشيد المشاعر.

مجموعة اشخاص اجبروا على الاعتراف المتلفز - محمد مهدي الحكيم رجل الدين الشيعي الذي تعرض للتعذيب عام 69 ليقول عن نفسه اشياء لم يفعلها, ثم محي الدين عضو حزب البعث ثم حسين فردوست احد رجالات نظام الشاه ثم شاب عراقي ظهر ليقول انه قام بتفجير مجلس عزاء في منطقته ثم احد الحرس الشخصيين لسياسي عراقي استخدم اعتراف حراسه بعدد كبير من الجرائم في تسقيطه سياسيا ثم فتاة عرضها تلفزيون النظام السوري تقول انها تمارس الجنس كعمل ديني لإمتاع المتطرفين الذين يقاتلون النظام

مجموعة اشخاص ظهروا في اعترافات متلفزة, الاول رجل دين والثاني عضو في الحزب الحاكم والثالث رجل دولة ايراني ثم شاب عراقي متهم بتفجير مجلس عزاء ثم حارس شخصي لسياسي عراقي واخيرا فتاة سورية

دراسة الاعترافات المكذوبة في ايسلندا

يتكون الاستبيان الخاص بالدراسة من 69 مادة تتعلق بالتعليم والعائلة والحالة الاجتماعية والكآبة ومشاكل الغضب والمخالفات للطلبة الذين خضعوا للدراسة والبالغ عددهم 10 الاف كما خصص جزء من الاستبيان لسؤال الطلبة عن تعرضهم للتحقيق من قبل الشرطة سابقا مع خيارات للاجابات (مطلقا, مرة واحدة, مرتين, 3-5 مرات, 6 مرات فما فوق) كما تضمن الاستبيان خيارات تتضمن الخضوع للاستجواب حول مخالفة تم الاشتباه بالمشارك بها, والخضوع للاستجواب مع الاعتراف بالقيام بها, والخضوع للاستجواب مع اعتراف المشارك بما لم يفعل والخيار الرابع برفض البوح بأي شئ.

تتضمن الاسئلة المطروحة في الاستبيان كشف عدة عوامل تتعلق بعلم النفس وعلم الجريمة للتمييز بين الاعتراف الحقيقي والاعتراف المكذوب بناء على تغيرات هذه العوامل, والتي منها:

  1. الكآبة والقلق: حيث وضع ضمن الاستبيان 3 اسئلة تتعلق بالقلق وعشرة تتعلق بالكآبة يجيب عليها المشاركون بمجموعة اجوبة تتراوح بين (نهائيا) و(دائما).
  2. الغضب وتم قياسه بأختبار ضمني من 5 اسئلة.
  3. تقييم الذات بواسطة مقياس روزنبرغ.
  4. الدعم من الوالدين.
  5. الانطباعات حيال المدرسة.
  6. الميل للتصرفات الجانحة والمخالفة للقوانين خلال الاثني عشر شهرا الماضية.
  7. التورط مع الاصدقاء في التصرفات الجانحة.

وقد تمت الاجابة على هذا الاستبيان بمعدل وقت يبلغ ساعة في الصفوف الدراسية بعد ان تم توزيع اوراق الاستبيان من قبل الاساتذة وتم جمع البيانات من جميع انحاء ايسلندا خلال يوم واحد.

النتائج:

الاستجواب من قبل الشرطة: من المشاركين في الاستبيان كان هناك قرابة 1896 شخص تعرضوا للتحقيق في احد مراكز الشرطة كمشتبه بهم في جنحة ما وقد كان 1359 من هؤلاء هم من الذكور بينما كان هناك 529 من الاناث (ولم يتم تسجيل الجنس في 8 حالات) الغالبية العظمى من هؤلاء تعرضوا للتحقيق مرة واحدة في حياتهم (55%) في حين تعرض (22%) للتحقيق مرتين وكان (14%) من المشاركين قد تعرضوا للتحقيق من 3-5 مرات وفقط (8%) تعرضوا للتحقيق 6 مرات فما فوق.

الاعتراف والرفض: عموما في هذا الجزء كانت نسبة الاعتراف في الاناث اكبر منها في الذكور بدرجة قليلة (47%) مقابل (46%) لمن تعرضوا للتحقيق مرة واحدة وقد ارتفعت نسبة الاعتراف بزيادة عدد مرات الاستجواب فاللذين تعرضوا للاستجواب اكثر من مرة صاروا يعترفون بنسبة (63%) للذكور في انخفضت نسبة الاعترافات لدى الاناث عنها في الذكور عند زيادة عدد مرات الاستجواب لتكون (57%) في حين ارتفعت نسبة الرفض المغلوط (عندما ينكر شخص ما قيامه بفعل قام به) في الذكور من (21%) في حالة الاستجواب لمرة واحدة الى (57%) عند الاستجواب لاكثر من مرة ومن (11%) في الاناث الى (43%) كما ان نسبة الاعترافات المكذوبة ارتفعت الى حد كبير (ذكور, اناث 3% و 4%) الى (12%, 13%) مما يشير الى ان الفرد يميل الى اخذ وقت اقل لتقديم الاعتراف في حال تعرضه للاستجواب سابقا ويميل بشكل اكبر الى الانكار في حال تعرضه للاستجواب سابقا.

معدل الشعور بالذنب:  تم حساب الاحساس بالذنب من خلال حساب نسب الاعترافات الصائبة والانكارات المغلوطة (False denials) للاشخاص الذين خضعوا للتحقيق للمرة الاولى وبطريقة معقدة قليلا موجودة في الورقة البحثية بالرابط ادناه, وكخلاصة فإن معدل الشعور بالذنب كان 67% للرجال مقابل 57% للنساء. اي ان الرجال اكثر شعورا بالذنب من النساء.

معدل الاعترافات المغلوطة: بالمجمل وفي العينة بأكملها قال 7.3% بالمئة من المشاركين انهم قاموا بأعمال لم يقوموا بها فعليا  والمعدل كما ذكرنا انفا يتراوح بين 3% للذكور و4% للاناث وقد تزايد المعدل في الاشخاص الذين قالوا انهم تعرضوا للتثقيب فمه.

العمر والاعترافات المغلوطة: لقد كان معدل اعمار المشاركين في الاستبيان هو 17.6 وقد تم تقسيم الاشخاص الذين قاموا بإعترافات خاطئة الى مجموعتين عمريتين هما 16-17 سنة و 18 سنة فما فوق وقد تم تسجيل معدل اعترافات مغلوطة لصغار السن اكثر مما لكبار السن بنسبة 5.7%.

عوامل علم النفس وعلم الجريمة مقابل الاعترافات الخاطئة: بعد قياس العوامل المذكورة سابقا والتي تؤثر على كون الاعتراف صحيحا ام لا مثل تقدير الذات ضمن مقياس روزنبرغ او الخوف والقلق او الغضب او الانطباعات تجاه المدرسة والسير مع الجانحين او القيام بالاعمال غير القانونية والجانحة تم ربط العوامل هذه مع الاعتراف المغلوط الذي يعترف بموجبه الشخص بما لم يقم به وكانت النتائج كما في الجدول.

المقياس

عدد الحالات للاعترافات الصائبة التي يبلغ عددها 1740 اعتراف

عدد الحالات للاعترافات المغلوطة التي يبلغ عددها 138 اعتراف

مقدار التأثير

القلق

5.7

6.3

0.26

الكآبة

17.7

20.3

0.35

الغضب

9.1

10.7

0.40

تقدير الذات

18.4

21.3

0.48

الدعم الابوي

15.9

16.8

0.25

الميول المضادة للمدرسة

53.8

49.3

0.52

جنوح الاصدقاء

26.6

31.3

0.62

الجنوح الذاتي

8.4

13.2

0.74

إذ وجود ارتباط بين الاعتراف المغلوط والقلق والكآبة والغضب, كما ان الاشخاص الحاصلين على معدلات اعلى في مقياس روزنبرغ يميلون اكثر الى الاعتراف المغلوط كما يتضح في الجدول إذ ان معدل تقدير الذات للاشخاص الذين يقومون بإعترافات مغلوطة اعلى من هؤلاء الذين لا يقومون بإعترافات مغلوطة. دعم الوالدين لم يشكل فرقا كبيرا بين الحالتين ولا يكاد يذكر غير انه اعلى مع الاشخاص الذين يقومون بإعترافات مغلوطة  في حين ان الاراء تجاه المدرسة كانت اقل ايجابية مع هؤلاء وكان كل من الجنوح في التصرفات مع الاصدقاء اعلى بفارق كبير مع الاشخاص الذين يقومون بإعترافات مغلوطة.

_عنوان الورقة البحثية:

Custodial interrogation, false confession and individual differences: A national study among Icelandic youth

Gisli H. Gudjonsson a,*, Jon Fridrik Sigurdsson b,
Bryndis Bjork Asgeirsdottir c, Inga Dora Sigfusdottir c
a Department of Psychology, Institute of Psychiatry, De Crespigny Park, Denmark Hill,
London SE5 8AF, United Kingdom
b Division of Psychiatry, University Hospital, IS-101 Reykjavik, Iceland
c School of Health and Education, Reykjavik University, IS-103 Reykjavik, Iceland
Received 23 August 2005; received in revised form 1 November 2005; accepted 21 December 2005
Available online 10 March 2006