فقدان الذاكرة التراجعي هو شكل من أشكال فقدان الذاكرة يكون فيها الشخص غير قادر على تذكر الأحداث التي وقعت قبل فقدان الذاكرة، على الرغم من أنه قد يكون قادراً على ترميز وحفظ الأشياء الجديدة التي تحدث بعد الصدمة التي أدت لفقدان الذاكرة.

فقدان الذاكرة التراجعي عادة ما ينتج نتيجة لتلف أصاب أجزاء الدماغ المسؤولة عن تكوين ذكريات جديدة وعن معالجة المعلومات لأنه يتم تخزين الذكريات طويلة الأمد القائمة بالفعل في الخلايا العصبية والوصلات العصبية من مختلف مناطق الدماغ المختلفة .

على سبيل المثال :-

الأضرار التي تلحق منطقة فيرنيك من الدماغ، والتي ترتبط خصيصا بإنتاج الكلام واللغة، ومعلومات اللغة، ربما تسبب فقدان الذاكرة، وعادة ما ينتج أيضا عن الأضرار التي لحقت مناطق الدماغ المرتبطة بشكل وثيق مع تصريحي (والعرضية بشكل خاص) مثل الفص الصدغي وقشرة الفص الجبهي.

وقد يحدث الضرر من الصدمة الدماغية (ضربة على الرأس)، السكتة الدماغية (انفجار شريان في الدماغ)، ورم (إذا كان يضغط على جزء من الدماغ)، نقص الأكسجين في الدماغ، وأنواع معينة من التهاب الدماغ وإدمان الكحول المزمن، الخ.

عادة ما تتأثر الذاكرة العرضية أكثر من الذاكرة الدلالية، لدرجة أن المريض قد يتذكر الكلمات والمعلومات العامة (مثل من هو زعيم بلده ، والألوان، وما إلى ذلك)، ولكن ليست أحداث معينة في حياتهم. أما  الذكريات الإجرائية (مثل المهارات والعادات وكيفية تنفيذ المهام اليومية) عادة لا تتأثر على الإطلاق.

وغالبا ما يصنف فقدان الذاكرة التراجعي  زمنيا، وهذا يعني أن الذكريات البعيدة يكون الوصول إليها أكثر سهولة من الأحداث التي وقعت قبيل الصدمة (التي تعرف أحيانا باسم قانون ريبوت) والأحداث التي وقعت قبل حدوث الصدمة بوقت قليل قد لا يمكن استردادها ، وذلك لأن المسارات العصبية من الذكريات الجديدة ليست قوية كتلك القديمة التي تعززت بفعل سنوات من استرجاع وإعادة الدمج.

في حين ليس هناك علاج فعلي لفقدان الذاكرة التراجعي إلا عن طريق تعريضها  لأحداث هامة من الماضي ففي كثير من الأحيان هذا يزيد من سرعة معدل التذكر.

المصدر:-

Luke Mastin, “RETROGRADE AMNESIA“, human-memory.net