لماذا نرغب في عض الأشياء الظريفة كالأطفال ؟ جوين ديوار، عالم الأنثروبولوجيا البيولوجية ومؤسس موقع علم الأبوة والأمومة ألالكتروني يجيب عن هذا السؤال.

الرغبة في قضم الأشياء الظريفة قد تكون حالة لدى الأشخاص في فهم مختلف لنفس الوضع. في دراسة أجريت مؤخراً، أجرى الباحثون عملية المسح الصوري بالرنين المغناطيسي على النساء اللاتي شممن من غير قصد رائحه أطفال حديثي الولادة. الرائحة تحفز المكافآت المرتبطة بمناطق الدماغ، وهي نفس المناطق التي تثير السعادة عند فورة الدوبامين وحين نمسك قطعة طعام لذيذة كذلك.

وهنالك تأثير عصبي مشابه له، أعلنوا عنه مؤخراً في دراسة تضمنت مجموعة من النساء حين يشاهدن صور لأطفال رضّع ظرفاء. ويشير هذا البحث الى مستوى معين، أن أدمغتنا تستجيب للظرافة بطريقة توازي أستجابتها عند البحث عن غذاء. وربما تجربتنا النفسية في العض نشأت من تداخلات نفسية، وربما لدينا أسباب أخرى تربط بين الاطفال والعض، وهناك نوع من العض اللطيف “العض الاجتماعي” ربما يكون جزء من إرثنا  التطوري.

كل الانواع الرئيسية للمخلوقات في العالم تعود أنواعها الى سلالات متنوعة، على سبيل المثال بعض قرود العالم القديم كانوا يصطفون من أجل فرصة التعامل مع مولود جديد (قرد). فـدعك الأنف أو الفم أمام الطفل مثلاً (مداعبة الطفل) هي واحدة من أكثر الأشكال الشائعة في التعامل مع طفل.

هذا العض ليس حقيقياً ولكن حين يصبح حقيقياً فأن الحيوانات تتأذى جراء ذلك، وفي النهاية العض المزيف أن صح التعبير هو السائد. وخاصة بشكل عضات للمضايقة  التي تفعلها الثدييات حين تلعب وتتشقلب بخشونة.

أسباب هذا السلوك ليست واضحة تماماً. حين يعض جرو يدك بلطف، هل ذلك شحذ للمهارات الحركية له؟ ام انه للتمرن للقتال في الحياة الواقعية؟ أم خوض لعبة ودية؟ كل هذه التفسيرات هي أحتمالات، ولكن ما يثير الاهتمام هنا هو أن اللعب عادة ما يحدث مع  حلفاء موثوق بهم.

عالمة المُقَدَّمات سوزن بيري في قسم والأنثروبولوجيا في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلس، وزملائها الجامعيون رأوا قرود الكبوشاوات  تعض بعضها البعض بعناية وبطرق شعائرية. الضغط على الأصابع بقوة كافي لخداعهم ولكن كما يبدوا أنه لا يسبب ألم. ويعتقد الباحثون أن القرّدة يمكنها اختبار الروابط الاجتماعية، حيث ترسل رسالة تقول فيها ، “أنا جديرة بالثقة لذلك،يمكنك أقحام أصبعك في فمي”.

وبهذا فأن العض ليس فقط للتغذية والهجوم، السلوكيات التي تشبه العض – التكلم، الحكّ، والعض اللطيف – تبدوا كجزء طبيعي من الافعال الاجتماعية اللطيفة لكثير من الثدييات. وبالطبع أن جميع الثدييات بدأت الحياة كـ قاضمات أجتماعية متحمسة، تستخرج الحليب من الغدد الثديية للأم بقضمها بواسطة فكوكها الخالية من الأسنان .

وعلى هذه الخلفية قد لايبدو غريباً حين تراودك الرغبة في قضم طفل ظريف، قد يكون مثال أخر من الودية،العض الزائف –علامة على حسن النوايا.

المصدر :

http://www.scientificamerican.com/article/why-do-we-want-to-bite-cute-things-like-adorable-newborn-babies/