كسب الناس بدون اللجوء إلى العنف، ففي اغلب العوائل تجد هنالك تنوع من ناحية الآراء والأفكار من الناحية السياسية، فمنهم من يكون يساري أو اشتراكي وقد يكونوا يمينيين، كما أنهم يمكن أن يكونوا مرتبطين بالفيسبوك. فمن الطبيعي أن تحصل بين أفراد العائلة الكثير من النقاشات وفي مختلف المواضيع، وهذا الأمر لا يقتصر على العائلة فقط بل قد يحدث في مكان العمل أو الدراسة أو ملتقى الأصدقاء. فما هي أفضل الطرق التي تستطيع من خلالها كسب الناس إلى جانبك، الأبحاث تبين أن هنالك أربع طرق فعالة في النقاشات.

  1. ناقش بعقلية مفتوحة
    قبل عدة سنوات كتب عالما النفس هوغو مرسييه “Hugo Mercier” ودان سبيربير “Dan Sperber” ورقة بحثية حول العقل البشري والنظرية الجدلية، والذي اثبت من خلالها أن جميع المرشحين في النقاش يكونوا “الإفراد الذين يدافعون عن أرائهم، لا يضعون قيمة لحجج الآخرين، فهم لا يبحثون عن الحقيقة في هذه الحجج، وغالبا ما يعتبرونها مضادة ويحاولون دحضها من البداية”، فإذا كنت مشغولاً بإثبات وجهة نظرك، فإنك سوف تتجاهل كل الأدلة المعقولة والحجج التي يتطرق إليها خصمك. ومن ناحية أخرى كتب الباحثون “في مجموع تجارب المنطق يقوم المشاركون بالتعاون من اجل اكتشاف الإجابة الصحيحة، هم الأقرب للحصول عل الإجابة الصحيحة”.
  2. تمتع بالأمل
    ففي منتصف النقاشات الحامية من الصعب أن تسير الأمور دائما بشكل جيد مع خصومك. ففي تلك الأوقات يكون البقاء على قدر من الأمل أمرٌ قد يساعدك، هذا ما تقوله سوزان كراوس “Susan Krauss Whitbourne ” باحثة وأستاذة علم النفس في جامعة ماساشوشتشس أمهرست “University of Massachusetts Amherst”. كما تشير الدراسات التي أجريت لحل النزاعات الدولية في المناطق المتأزمة مثل ايرلندا الشمالية والشرق الأوسط، انه عندما يعتقد القادة أنه من الممكن إحلال السلام، فان توقعاتهم تولد تسوية، وهذا الاستعداد للسلام يولد تسامح اكبر ويقلل الرغبة بالانتقام. باختصار، الشعور بالأمل يسمح لك أن تفكر بشكل أوضح كما يسمح لك أن تفكر “خارج الصندوق”. كما تذكر سوزان انه مع الأمل قد لا تفوز بالنزاع، لكن على الأقل سوف تحصل على نتيجة عادلة.
  3. تغيير صياغة الحجج
    تقول سوزان كراوس أن بعض الحجج قد تسبب ردود أفعال غير محسوبة، واكبر من جوهر الخلاف. فخلال النقاشات نكون في خضم أنماط من الأفعال وردود الأفعال بشكل متكرر. “في نظرية النظم، يحاول النظام المحافظة عل التوازن الديناميكي”، وللخروج من هذه النمطية يجب أن نغير في الحجج التي نستخدمها، فنحن بحاجة إلى الخروج من النظام عن طريق التفكير والعمل بطرق مختلفة، وهذا ما لا نفعله في العادة. أن القيام بفعل أو قول خلال النقاش قد يشعر المقابل بأنها غريبة أو مزيفة. وتقول سوزان “أن التصرف بطريقة معاكسة لما يتوقعه الشخص المقابل يجعلك خارج النمط، وبالتالي تسمح لك بإعادة تأطير النقاش”.
  4. حاول أن تبتسم
    تقول سوزان كراوس، أن الموقف الدفاعي يمكن أن يعرقل الجدال، فهو يرسل مجموعة من المشاعر السلبية. ولكن الضحك أو الابتسامة الحقيقية (الغير مصطنعة) يمكن أن يقضي على التوتر بين الطرفين. وتضيف سوزان “لقد عملت الابتسامة معي، فقد حدث أن دخلت في نقاش حاد مع زوجي وخلاله تبادلنا إشارات الغضب، وفجأة ضحكت، فابتسم وقال: أنا فقط متعب من العمل ووجهكِ دائما في وجهي يحمل علامات الغضب” فقط أدركنا إننا كنا نتجادل على شيء لم يكن موجوداً، فقط نحتاج إلى الوقت.

فمن الواضح الآن انه بغض النظر عن مدى شعورك بقوة موقفك، فالهدف من الجدال ينبغي أن لا يكون الفوز به بغض النظر عن الطرق التي تستخدمها (مثل الكلام بصوت عالي، الترهيب، أو حتى الحديث بنبرة حادة) بل يجب أن يكون الهدف منه هو إيجاد أرضية مشتركة، فبطريقة أو بأخرى الجميع يكونوا فائزين.

 

المصدر: http://www.scientificamerican.com/article/4-ways-to-be-a-better-arguer/