ترجمة : عقيل الامير 

في زواج ما قبل الحداثة يتطلع الناس للاختيار من فئات مشابهة لهم ويبحثون عن شريك في الحيز الجغرافي لهم لذا فاننا نتحدث عن طريقة اختيار افقية الى حد ما ولان الامر يتعلق بالاقتصاد كذلك فان الباحثين عن الزواج يميلون الى الاستقرار مع اول اختيار جيد بما يكفي لهم.

ولكن هذا الامر لا يعني ان هؤلاء بلا مشاعر بل ذلك يعني ان في التسلسل الهرمي بين العواطف والعقلانية الاقتصادية فان معظم الناس تتقن كيف تقوم بترتيب هذين العاملين حيث انهم يمكن ان يقولوا-على الرغم انني احب هذا الشخص فانني لا استطيع الزواج به-فعلى سبيل المثال جين اوستين لم تتزوج ولم تتمكن من الزواج من توم ليفروي.

جين اوستين كتبت بشكل جميل عن الحب النزيه ولكنها كانت ضحية لذلك النظام الذي نددت به فهذه طريقة يمكنك خلالها ان تلتقي بشريك حياتك وفي ذلك النمط الاختياري فانت لا تبحث عن شخص جميل ووسيم ومثير جنسيا بالضرورة على الرغم ان هذه العوامل قد تلعب دورا مهما في عملية الاختيار لكنها ليست اساسا على الاطلاق فما كان الاساس سابقا هو الشخصية الجيدة وهذا يعني شيئا مختلفا لما نعرفه حاليا فامتلاك شخصية جيدة تعني عرض بعض الفضائل الواسعة والتي تعتبر معروفة ومقبولة في اوساط معظم الناس.

الناس تريد نفس الشئ من الشريك حيث يمكن ان يكون مريحا ولطيفا وطيب القلب ويتبع الفضائل المعروفة.

في القرن العشرين تغير نظام اختيار الشريك بصورة ملحوظة وكبيرة حيث تبدل ذلك النظام خلال القرن العشرين وتحديدا بعد ستينات القرن العشرين مع ما تسمى الثورة الجنسية ومع اختراع حبوب منع الحمل وصعود الحركة النسائي.

اما ما تغير فهو :

اولا فان النشاط الجنسي اصبح مسموحا كليا وقانونيا قبل الزواج مما دعا الى ان نشغل شريحة وفترة من حياتنا من اجل جمع ما تعلمنا جنسيا وحتى مصطلح الخبرة الجنسية لم يكن معروفا لدى الطبقة المتوسطة الانيقة في القرن التاسع عشر فنحن ننظر الى الخبرة الجنسية كشئ جيد من اجل التعلم بينما قد تنظر تلك الطبقة اليها على انها علامة للروح المحرومة والضعيفة

فنحن الان نفرق النشاط الجنسي عن بقية المتطلبات والعوامل فنحن لا نفرق ذلك النشاط عن الزواج بل حتى عن المشاعر والعاطفة ونحن الان نعتبر النشاط الجنسي كتجربة من اجل التعرف والاكتشاف لكسب الخبرة فاصبحت بحد ذاتها مجالا للمعرفة وهذا ما حدث.

الشئ الثاني هو ان النشاط الجنسي اصبح هدفا للتكيف الذاتي لمعظم الناس من خلال وسائل الاعلام وثقافة المستهلك فاصبحوا يهتمون اكثرا واكثر بمظهرهم وليس هذا فحسب بل اصبحوا يهتمون بالمظهر من الناحية الجنسية اكثر من اهتمامهم بها من حيث الجمال او الشباب.

وهنا ياتي مصطلح “الجنسانية” ولربما كان الناس يتصرفون على هذا النحو الجنسي لكنهم لم يكونوا على علم بهذا المصطلح الجديد وبما انني خبير في علم الاجتماع الثقافي فانني مهتم جدا بتلك الاصناف التي اصبحت واضحة امام الناس حيث غدا الناس الان على علم بانهم يجب ان يحملوا خصائص جسدية جنسية قادرة على استنباط الشهوة الجنسية من الشخص المقابل وهذا ما يصطلح عليه ان يسمى بالجنسانية.

فمن اجل ان تكون مثيرا عليك ان تفكر ان ذلك يعني تضخما كبيرا للسكان الذين يمكن ان يكونوا جذابين فنحن نعلم ان الجمال مصطلح غير متكافئ فهناك عدد معين من الناس يمكن ان يطلق مصطلح جميل عليهم لانهم يلتزمون او يطابقون افكار معروفة لشكل الوجه او هيئة الجسم لكن الجنسانية مصطلح اكثر غموضا وهو شئ يجب العمل عليه ولهذا فانه اوسع بكثير.

لذا اصبحت الجنسانية عاملا مهما في اختيار الشركاء حتى اصبح الناس يشعرون بنقص اذا اختاروا شريكا لم يكن مثيرا جنسيا بشكل كافي لهم.

اما ثالث الاشياء التي حدثت فهو فتح المجال امام اللقاءات الجنسية فنحن الان لدينا سوق للقاءات من اجل الجنس فقط وذلك السوق من ناحية اقتصادية يتداخل احيانا مع اسواق اخرى الرومانسية التي تهدف بالاشخاص الى لقاء اخرين من اجل العيش معهم ودعمهم ماليا وتربية الاطفال.

والان نستنتج ان لدينا ثلاث مجالات مختلفة تمام وهي الجنسانية والرومانسية وسوق الزواج وتلك قد تتداخل فيما بينها لكنها اغلب الاحيان تتعارض مع بعضها.

رابط المقال:
http://bigthink.com/in-their-own-words/three-conflicting-pursuits-sex-romance-and-marriage