ترجمة فاطمة القريشي
___________________

 

ترك وليام كانتيلو، مخترع القرن 19 يحكى أنه عمل على نسخة حديثة من الاسلحة الرشاشة،الا انه ترك بيته في احد الأيام ولم يعد أبدا . ما حدث له ياترى ؟؟، يسأل هذا السوال ستيف بونت.

 

في اوائل 1800 ، وكان سكان شارع باركيت، ساوثامبتون، قد سئموا قليلا من احد جيرانهم. كان كان يايأتي من قبو تحت حانة يديرها وليام صوت إطلاق نار سريع.

 

كان كانتيلو، وهو مهندس وصانع بندقية، يجرب نوع جديد من بندقية. لا أحد يعلم ما هي، لكنها تتطلق طلقاتها بتتابع سريع. من الواضح أنها ليست بمعدل اطلاقات بندقيتك.

 

وفي احد الأيام، أعلن كانتيلو لأبنائه – و المهندسين أيضاً- انه قد اتقن اختراعه الجديد. والذي كان عبارة عن مدفع رشاش،وهو سلاح يستخدم الطاقة من الارتداد المتفجر من تحميل رصاصة مقبلة. فإن اطلاق النار مستمر حتى ينفذ الرصاص . كان اطلاقا ثوريا.

 

عبأ كانتيلو وأولاده مدفع الرشاش بعيدا في صناديق، وسافر كانتيلو على احتمال ان يبيعه. فكان كانتيلو كثيرا ما يسافر في رحلات المبيعات، كبناء ناجح – بين أمور أخرى – لروافع السفن، وأجزاء أخرى من الهندسة البحرية.

 

ومن بعدها لم يرى وليام كانتيلو.

 

أخبار خاطفة تعود لنوفمبر 1916.

 

في الوقت الذي كانت فيه الملايين من الشبان في أوروبا مشغولة بآلات السلاح وعدتها ببعضها البعض حتى الموت في الحرب العالمية الأولى،مات مخترع السلاح، وهو رجل غني جدا وفارسا من فرسان عالم. فكان اختراعه قد اثار حربا فأصبحت حرب مقدم المشاة القديمة عديمة الفائدة، كما انها ببساطة قد بيدت.

 

له نصب كبير ومثير للإعجاب لا يحتوي على أي إشارة إلى ما قام باخترعه. ولكن تم كتابة اسمه بأحرف كبيرة – السير هيرام ماكسيم.

 

لم يفضل مكسيم كمخترع الاطلاقة السريعة، التي يغذيها حزام البندقية – التي تحمل اسمه. بل كانت بندقية مكسيم السلاح المفضل للعصر الفيكتوري وأواخر العصر الإدواردي، فكانت تصنع بكفاءة لرجال أعمال قتل الناس.

 

لابد واستخدام العبارة الملازمة لجميع الأفلام الوثائقية – أنه “غير العالم إلى الأبد”. (كل شيء في الأفلام الوثائقية التيلفيزيونية دائما “غير العالم إلى الأبد”، سواء كان ذلك في المراحيض أو نوع جديد من دبوس قبعة، ولكن من الاسلحة الرشاشة غيرت فعلا.

 

لكن ما الذي حدث لوليام كانتيلو؟

 

ما نعرفه من قصته مصدره كان عمود في صحيفة محلية في ثلاثينات ال١٩٠٠، عندما كان لا يزال هناك عدة شهود على قيد الحياة. كان المقال يتضمن صورة لكانتيلو. وكان مكسيم وكانتيلو يتشابهان بشكل خارق وغير طبيعي.

 

و عندما رأى أبناء كانتيلو صورة مكسيم في إحدى الصحف، ذهلوا. فقد كانت هذه الصورة لوالدهما الذي كان في عداد المفقودين. فلاحقوه حتى محطة واترلو، وصاحوا “أبي !” في وجهه. و كما أخبرونا، انهم حاولوا الاقتراب منه، لكن كتن قطاره قد ابتعد.

 

وعلى الرغم من اختفاء كانتيلو الذي بدا أنه قد اختفى من على وجه الأرض. الا ان عائلته وكلت مخبر خاص للبحث عنه، و الذي من المفترض أنه تتبعه إلى أمريكا – ولكن بردت القضية بعد ذلك.

 

تم سحب مبلغ كبير من المال من حسابه المصرفي، ولكن مسألة مساءلة البنك لم تكن موجودة في تلك الفترة، وليس هناك أي سجل من حيث إرسال المال أو سحبه.

 

وما زادالأمور تعقيدا، كان كل من كانتيلو ومكسيم اصحاب لحى فيكتورية كبيرة. ولم يكن هناك اي نوع من فن التعرف على الوجه في أواخر العصر الفيكتوري ، لأن معظم الذكور أكثر بعمر مافوق ال 30 مشعرين الوجه وذو لباس مترف والجميع يميل ليبدو وكأنه خليط من تشارلز داروين وسانتا شتيرن. و من المرجح، مع ذلك، أن صورة الصحيفة التي وضعت لكانتيلو هي، في الواقع، لمكسيم.

 

وهذا على أية حال لم يوضح شي بعد عن اختفاء صانع البندقية.

 

كانتيلو كان موجود بالتأكيد. وكان معروف في ساوثامبتون. فكان يدير صنع البندقية في عائلته -والتي عرفت ب Cantelos، وفي اواءل القرن 19، كان قد عمل تحسينات مختلفة للبنادق، و واحد منهم على الأقل منهم انتقلت إلى أمريكا. من ناحية الأخرى، صل مكسيم إلى بريطانيا بعد مغادرته أمريكا، صانعا لنفسه اعداء بمجادلته مع توماس اديسون حول من الذي اخترع المصباح الكهربائي، وما صنعه كان على العموم مصدر ازعاج لنفسه.

 

اشتكى مكسيم أيضا – في سيرته الذاتية – من “الثاني” الذي كان يذهب جولة الولايات المتحدة منتحلا شخصيته. فهل كان هذا كانتيلو؟ أم أنه كان شقيق مكسيم نفسه، الذي بدا أيضا مشابهة جدا له، وصاحب لحية هائلة؟

 

لا يبدو هناك أي سبب يخترعه عدة شهود حول حكايات ليلية إطلاق البندقيةالنار تحت حانة في شارع باركيت . فمن المحتمل بان يكون كانتيلو قد عمل فعلا على المدفع الرشاش، على الرغم من نوعية البارود المستخدمة في ذلك الوقت التي كانت من الممكن ان تنتج الكثير من الدخان لعمل الاختبار في قبو.ما هو مثير للاهتمام حقا هو ما إذا كان كانتيلو ومكسيم قد اجتمعا في اي وقت مضى، و وجود أدلة تشير إلى ما فعلوه.

 

كتبت ابنة مهندس بحري في ساوثامبتون آخر يدعى فيليب برانون، رسالة في ذالك الوقت تقول كيف أتى مكسيم لساوثامبتون لرؤية نوع من المروحة كان والدها قد اخترعها. وكان قد قال لموظفيه بان لايظهروا ذلك لمكسيم، لأن مكسيم – كما تقول – كان يمتلك “سمعة سحب الدماغ”.

 

هذه العبارة الرائعة تشير و بوضوح إلى وجود اتجاه سرقة الأفكار. ولكن هذا بالتاكيد هو حال لكيفية رؤية المخترعين لمخترعين أكثر نجاحا. فكان، ومع ذلك، مثيرا للفضول. فإنه يدل على أن مكسيم قد زار ساوثامبتون، والتقى بالمهندسين المحليين.

 

أ هذا ما حدث لوليام كانتيلو؟ هل قال ما توصل اليه الى مكسيم، وتوصل إلى نهاية سيئة في محاولة بيع نسخته الخاصة من البندقية؟ أم كان هناك بعض من الميلودراما الفيكتورية التي يجري تحتها كل شيء، عشيقة أو ما شابه ذلك التورط، تاركا أسرته تبحث عن أسباب تفسير رحيل أبيهم المفاجئ؟

 

انه لغزا يستحقه شيرلوك هولمز.

 

المصدر:http://www.bbc.co.uk/news/magazine-23709471